مسرح موليير فصّلته فاليري فنسان على قياس الصغار – البورجوازي النبيل يكتشف فتوّته على مسرح مونو

مسرح للأولاد والمراهقين، هو أولاً في عرف علماء النفس، عيادة علاجية تحرر الولد من خجله وعقده، وتدعوه الى التعبير عن مكنوناته، وثانيا هو لعبة ممتعة يحبها الأولاد في

أن يتخفوا وراء شخصية مسرحية كاريكاتورية،مضحكة. لكن ما شاهدناه في مسرح مونو كان أكثر من ترفيه ولهو مع الصغار، ففاليري فنسان المتخصصة في المسرح الكلاسيكي والمسرح المعاصر، حطت محترفاً مسرحياً في لبنان بعد فرنسا، هو بالنسبة الى عاشقة المسرح هذه رباط أخوي يبدأ منذ الصغر.

 

“لغات وتعبير”، هو عنوان محترف فاليري فنسان، وما يحتويه على صعد عدة، من دروس في المسرح، والمسرح العلاجي، وإرشادات بسيكولوجية تربوية للعائلة والتلميذ.
في أول قطاف لهذا المحترف كان مساء الأحد اقتباس لمسرحية البورجوازي النبيل لموليير، حيث الأصغر سنا من المشاركين في المسرحية، كشفوا عن مؤهلات عجيبة في افتراش المسرح ملعبا لشقاواتهم والتفاوض مع موليير في إقناعه أن الصغار هم خير من يجسّدون شخصيات مبالغ بها لهوايتهم في التخفي وراء الأقنعة، والتزيّ بملابس الكبار.
فاليري فنسان قامت بهذا الاخراج وكأنها تعد لمسرحية جدية جداً للكبار، الديكور صورة للملك لويس الرابع عشر تتصدر المسرح، شمعدانان مضيئان، كذلك الشموع المرصوفة على حافة الخشبة.
أما الأزياء، فمن وحي ذلك الزمان، مفصّلة بإتقان وطرافة على قياس الممثلين، ومن وقت إلى آخر تعلو موسيقى لوللي لنتذكر أن اسم موليير ارتبط بلوللي في غير مسرحية، كان الملك يرقص فيها، لا سيما “البورجوازي النبيل”، الكوميديا التي لاقت نجاحا باهرا في قصر شامبور، وكان موليير نفسه في دور”السيّد جوردان” الراغب في أن يصبح نبيلا، ليستحق قلب الماركيز متناسياً زوجته وابنته.
من الكوميديا الراقصة التي قدمها موليير في قصر الملك لويس الرابع عشر عام 1670، أخذت فاليري فنسان، أجزاء من المسرحية، تضيء شخصية السيد جوردان الكاريكاتورية، والدور وجد شخصيته، لدى جوليان زكنون، كأننا أمام محترف أنضجت خبرته السنون، وليس هو فتى، قد يكون في العاشرة إلا أقل بقليل. ولكن ما قيمة العمر حين السيد جوردان قطع الأزمنة ليجد توأمه الصغير على مسرح مونو. كانت العناصر متكاملة، من إيماءات الجسد والنبرة الصوتية والإلقاء في إبراز النواحي الهزلية لهذا البورجوازي. بدخول معلّم الرقص (نديم مجدلاني) ومعلّم الموسيقى (ماتيو لونغو) ثم معلّم المبارزة (صوفيا قطيط) ومعلّم الفلسفة (كميل تيان)، فتيان وجدوا على مسرح موليير لعبتهم المفضلة، فأجادوا في إعطاء الحضور مادة للضحك والترفيه. بمشاركة ألكسندرا كورديان، في دور السيدة جوردان، وماريا عرايسي في دور لوسيل ابنة جوردان، وساريا مجدلاني في دور نيكول الخادمة، وبيار ترك وكلوي قطيط وكارل لونغو في أدوار كوفييل ودورانت ودوريمان، إلى أن يبدأ الأحتفال التركي ويدخل الممثلون متخفين في أزياء وأقنعة، من بينهم السيد جوردان الذي أعطى دوره في هذا الجزء الثاني لهنري تيان. وكما في كل مسرحية من مسرحيات موليير تنكشف لعبة السيد جوردان حين ينزل قناعه في النهاية.

 

مي منسى

http://newspaper.annahar.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *