الأديب حسن ناجي : الكتابة في المسرح كتابة في فنون متعددة

مارس الكاتب المسرحي والناقد حسن ناحي في أكثر من شكل إبداعي، ويعمل بصمت على منتجه الإبداعي، فنجده قد كتب أكثر من أربعين عملا مسرحيا، عرضت جميعها على خشبات المسارح، وكتب مسلسلات تلفزيونية وإذاعية، إلى جانت ممارسته للنقد الأدبي، وكتابة الشعر، والزجل، وقد لاقت معظم أعماله نجاحا طيبا، وفي شهر رمضان المقبل سيعرض له التلفزيون الأردني مسلسل «أصل الحكايا»، ويشارك فيه كبار الممثلين الأردنيين.

«الدستور»، التقت الأديب ناجي بمناسبة صدور مسرحية الشعرية الجديدة «أسطورة مكاور»، وحاورته حول تجربته الكتابية في شتى حقول الإبداع، فكان هذا الحوار.

* الكاتب حسن ناجي المسرحي والشاعر والناقد؛ أين يجد نفسه بين هذه الأنواع الأدبية؟ وهل يجد تقاطعا ما بينها؟



– أبدأ بالشق الثاني من السؤال، فأنا أرى أن الكتابة المسرحية هي فضاء الكتابات الإبداعية بشكل عام، فالمسرح هو الشعر، والمعروف أن المسرح وُلد شعراً، ولم يُكتب نثراً إلا بعد القرن السابع عشر، وفي كلا الحالتين فهو يحمل في داخله القصة القصير والرواية، والأغنية المموسقة، واللوحة التشكيلية، فالكتابة في المسرح هي كتابة في فنون متعددة، والمسرح محاولة لفهم مكنونات النفس البشرية بكل تناقضاتها ومن ثم إعادة خلقها ضمن شخصيات قادرة على التعبير عن هذه التناقضات، وبالتالي فإن فهم مكنونات أي عمل إبداعي سيكون أقل صعوبة من فهم مكنونات النفس البشرية، من هنا فإنني عندما أقرأ عملاً إبداعياً أرى فيه روح الكاتب التي صاغت هذا العمل وما زالت بصماتها بين الكلمات.

أما الشق الأول من السؤال فأنا مسرحي والمسرح لغتي الحقيقية، والرغبة في الكتابة بهذا النوع الأدبي دفعني إلى القراءة، فأنت تجد صعوبة في الكتابة المسرحية إن لم تكن مسلحاً بثقافة واسعة من المعرفة لإبداعات متنوعة مثل الدراسات الإنسانية، والأساطير، والديانات، والتاريخ البشري، والسير الذاتية، إضافة إلى الشعر والقصة والرواية.



* كتبت المسرح الشعري مثل مسرحية «أسطورة مكاور»، والزجلي مثل: «البتراء»، والعديد من المسرحيات النثرية، فأي الأساليب هي الأقرب إلى كتابة المسرحية؟



– ربما أنك قد نسيت بأنني كتبت النص الصامت، وبانتومايم، فقد كتبت وأخرجت ما يقارب عشر مسرحيات للصم كما تعلم والممثلون جميعهم صم، أعود إلى السؤال، فالمسرح هو المسرح بأي لغة كتبته، حتى لو كانت لغة الإشارة، والشعر هو الشعر، على أي وزن كتبته، فأنت لا يمكن أن تسأل شاعراً أي البحور الشعرية أقدر على توصيل قصيدتك إلى الجمهور خاصة أن هناك شعر التفعيلة وقصيدة النثر.

يغيب عن بال الكثيرين أن المسرحية تُكتب بلغة واحدة، لكنها تُعرض على الجمهور بلغات عديدة منها الممثل والموسيقى والديكور والأضواء وخلف كل ذلك مخرج جيد يتعامل مع هذه اللغات مجتمعة بأسلوبه بأن يجعلها جميعها تنطق.



* إلى جانب المسرح كتبت للإذاعة أكثر من مئتي حلقة درامية وكتبت للتلفزيون، أين تلتقي درامية المسرح مع درامية الإذاعة والتلفزيون؟



– تلتقي الدراما في هذه الأنواع الثلاثة أولاً بوجود القصة/ (الحدوتة)، وثانياً بالممثل، وثالثاً بالديكور والإكسسوارات التي تدل على الزمان والمكان، لكنها تتقاطع مع بعضها البعض عند الكتابة، فلكل نوع منها أسلوبه الخاص في الكتابة، إضافة إلى أن المسرح لا تتعدد فيه الأماكن والأزمان مثل الإذاعة أو التلفزيون، فهو محدود على الأغلب بزمانه ومكانه، وخاصية ثانية أن المسرح يمكن أن يكون صامتاً وهذا غير مقبول إذاعياً بل من الجنون عمل ذلك.



* ما الفرق بين المسرح الشعري، والشعر المسرحي؟



– الفرق كبير جداً، فأنت عندما تكتب مسرحاً شعرياً لا تلتفت كثيراً إلى تزويق القصيدة بل تختار من الشعر ما يخدم الحركة الدرامية للشخصية والحدث معاً، ولو قرأت مسرحيات معين بسيسو لرأيت ذلك واضحاً بالمقارنة مع شعره، فالقصيدة عنده لها جوها الخاص بإيقاعه الموسيقي والنفسي والجمالي، أما في مسرحه الشعري فالقصيدة تخدم نصاً درامياً متنامياً، ويسعى الشعر أن يكون نبضاً للحالة الوجدانية والنفسية التي يعيشها الممثل، وتستطيع أن تلتقط الصورة الفنية للشعر من خلال الحدث الدرامي فقط وليس من خلال الشعرية الموجودة في النص الشعري ذاته، فالشعر هنا جاء وسيلة تعبير، كما لو أن المسرحية نثرية فالنثر وسيلة، أما في الشعر المسرحي فالشعر هو الأساس والمسرحية هي صورة الشعر وغرضه.

 

عمان – الدستور – عمر أبوالهيجاء

http://www.addustour.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *