انتقادات الصغار لـ «مسرح الصغار» قد لا تعجب الكبار

 

فليتحمل الكبار بصدر رحب انتقادات الصغار، خصوصاً المسرحيين الذين قدموا أعمالهم للصغار خلال عيد الفطر السعيد.

 

 

الصغار الذين اعتلوا منبر ندوة «مسرح الأطفال بعيون الأطفال» التي أقيمت في مقر رابطة الأدباء بالعديلية، أدلوا بدلوهم وبكل براءة ما أعجبهم وما لم يعجبهم، ولعلها رسالة يستفيد منها كل صاحب عمل بدءاً من الكاتب، مروراً بالمخرج والممثل والمنتج لتلافي «ما لم يعجب الصغار» وتلبية لـ«ربيعهم العربي» في المسرح.
المشرف العام لجمعية «فضاء المسرح» علاء الجابر استهل إطلالته في الندوة برفع الستارة عن الكلام منتقداً الحال التي وصل إليها مسرح الطفل معتبراً أن «المعنيين بالأمر غير موجودين، فهم يقدمون أعمالهم ويمشون من دون اهتمام بالرأي الآخر».
وقال الجابر: «عندما انتقدنا الأعمال المسرحية العام الماضي تلقينا عتباً من البعض لأننا لم ندعهم، وهذه المرة حرصنا على دعوة الجميع وقد أكد الكثيرون حضورهم لكن البعض اعتذر لظروف خاصة».
وما ميّز الندوة تواجد الأطفال الذين اعتلوا المنصة وجلسوا ليتحدثوا عن مسرحهم… ستة أطفال تحدثوا بوعي عن مختلف النواحي الفنية للأعمال التي شاهدوها على الخشبة من دون أن يخفوا انتقاداتهم، وقبل أن يتاح لهم مجال الحديث كان الجابر قد أكد أنه لم يتم التدخل برأي الأطفال أو التأثير عليهم بأي صورة وأن آراءهم نابعة من قناعاتهم.
وأشادت لولوه بمسرحية «أحلام سعيدة»، وأشارت إلى أنها نالت إعجابها من جميع النواحي الفنية تمثيلاً وديكوراً، وكانت مناسبة لعمرها. بينما رأت انشراح أن «مدينة البطاريق» رغم المتعة التي شعرت بها في العرض لكن عابت عليها ضيق مساحة المسرح التي لم تكن كافية لحركة الممثلين.
وجاءت ملاحظات ياسمين على «مدينة البطاريق» للناحية الخيالية للعرض، «إذ إنها لم تشكل مدينة يعيش فيها بطاريق بل كانت أقرب إلى مدرسة»، وأنها توقعت أن ترى أعداداً أكبر من البطاريق بأحجام وألوان أكثر. لكنها أشادت بإتقان مرام لشخصية الشريرة وإظهارها لها من بداية العرض بينما لم تحذ حذوها شيماء علي. وأبدت إعجابها بالرقص والغناء الذي تخلل العرض، وخصوصاً حركة الممثلين لطريقة مشي البطاريق.
أما ضحى فلم تخفِ إعجابها بمسرحية «مصباح زين» التي توافرت فيها كل عناصر الجمال من أزياء، وديكور، وحركة الممثلين التي أضفت خصوصية على العرض.
بينما رأى الفارس أن مسرحية «الاختراع العجيب» تضمنت أحداثاً غير منطقية في سياق القصة، مشيراً إلى بعض الهفوات كالستارة الشفافة التي كشفت الكواليس وهذا ما أدى إلى تشتيت الانتباه. واعتبر أن وجود فرقة موسيقية تعزف live أثناء العرض لم تشكل إضافة وكانت غير مبررة وكذلك وجود الراوي لم تكن هناك حاجة له، أما ملابس الممثلين فلم تكن واضحة بأنها لشخصيات قطط، مبدياً امتعاضه من أحد الممثلين الذي أكثر في إلقاء النكات «إلى درجة وصلت للسخافة».
وأكد شملان أن مسرحية «زمن لولوه وخزنه» كانت مطابقة لمسرحية شاهدها في العام الماضي وكان الاختلاف في الأزياء والديكور وبعض الممثلين فقط، وأبدى انزعاجه من الدخان الذي وجه على الجمهور أثناء الاستراحة.
وحين وجّه أحد الحضور سؤالاً للأطفال عن الإضافة التي حملتها المسرحية لهم أجمعوا على أنها لم تضف شيئاً.
شارك في الندوة مديرة إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد، الأديبة ليلى العثمان، عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية هاني النصار، الدكتور في المعهد العالي للفنون المسرحية علي العنزي والفنانة باسمة حمادة التي تعاملت مع النقد بكل رحابة صدر وتجاوبت مع الآراء المختلفة. واختتمت الندوة بإعلان المشرفة الإدارية والمالية لـ«جمعية فضاء المسرح» سكينة مراد عن إقامة دورة تعنى بتنمية المهارات الفنية والنقدية للأطفال وسيعلن عن موعدها قريباً، ثم دعت المشرف العام على جمعية فضاء المسرح علاء الجابر لتسليم شهادات تقدير للأطفال المشاركين في الندوة.

سماح جمال

http://www.alraimedia.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *