المعهد الدولى للمسرح باليونسكو: وزير الثقافة لا إنجاز له

أصدر المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح التابع لليونسكو، بيانًا، بشأن ما وصفوه بالهجمة الشرسة التى تستهدف الركائز الرئيسية للثقافة المصرية، وفى مقدمتها المسرح والفنون الأدائية.


وقال البيان، إنه رغم الاعتقاد الشائع أن هذه الركائز قد تبلورت مع بزوغ الدولة المصرية الحديثة فى أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنها تمثل عناصر أصيلة فى نسيج هذا الوطن، وتشكل ثقافة تتميز بصورة خاصة بالتعددية الدينية والعرقية والانفتاح على العالم، مضيفًا أن المجتمع الثقافى فى مصر والعالم، ونحن معه، لا يمكن أن نسمح باقتلاع مثل هذا التراث الحضارى الثرى بأيدى من فشلوا تاريخيا فى العيش وفق متطلباته، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه.

وأوضح البيان أن جهاد المتأسلمين ضد الفنون يقوده الآن الجهاز الثقافى للدولة بعد أن وضعت الحكومة الحالية على رأس هذا الجهاز شخص يدعى علاء عبد العزيز، عين حديثا وزيرا للثقافة رغم كونه أستاذا مغمورا للمونتاج بمعهد السينما، ليس له تاريخ أكاديمى يذكر، أو أى إنجازات فى المجال المهنى أو فى مجال الخدمة العامة تؤهله لهذا الموقع، اللهم إلا تبنيه للخطاب الثقافى أو بمعنى أصح، الخطاب المعادى للفنون الذى تروج له جماعة الإخوان المسلمين.

وقال المركز إن تصريحات هذا الوزير الجديد فى أحد المؤتمرات الصحفية تعد نموذجًا دالاً على هذا النوع من البلاغة الذى يستهدف دغدغة الحس الشعبى، إذ قال:” إننى أسأل هؤلاء الذين يقودون هذه الحملة الشرسة ضدى ما الذى أضافوه للثقافة المصرية ؟ ما الذى قدموه للشعب المصرى المستنير ؟ إن مصر ما بعد الثورة لا يجب أن تظل أسيرة لتلك المجموعة التى فشلت فى تلمس الطاقة الإبداعية لدى المصريين على مدى حقب طويلة”.

ورغم اعترافنا بوجود مشكلة بدرجة ما فى التواصل بين المثقفين وعامة الشعب، وهى مشكلة لا تقتصر على مصر بأى حال من الأحوال، إلا أنه من النفاق أو العته بمكان أو كليهما معا أغلب الظن، أن يشكك أحد فى إسهامات الأجيال المتعاقبة من الفنانين المصريين فى مختلف مجالات الفنون الأدائية وغيرها من مجالات الإبداع، أو ينكر الدور الكبير الذى لعبته هذه الأجيال فى إرساء دعائم هذه الفنون ونشرها، ليس فقط فى مصر، بل فى كل أرجاء العالم العربى، أو يتجاهل تلك الكوكبة من الرموز الأدبية والفكرية المصرية، التى حققت شهرة عالمية، من أمثال بهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم، وعلاء الأسوانى، ولينين الرملى، وفتحيه العسال، ونوال السعداوى، وسلوى بكر وجميعهم يطالبون برحيل علاء عبد العزيز والنظام الثيوقراطى المنغلق الذى يمثله.

والمعهد الدولى للمسرح، باعتباره جزءا أصيلاً من منظمة اليونسكو وله مراكز وفروع فى شتى أنحاء العالم، يمكنه أن يلعب دورا استراتيجيا فى حماية التداول الحر للثقافة فى واحدة من أقدم حضارات الكون لذا نناشد كل من يهمه الأمر لحشد الجهود فيما يرونه من مسارات مؤثرة، كما نأمل أن تكون هذه الدعوة للتحرك لإنقاذ الثقافة المصرية فاتحة لحوار متصل ومستمر مع زملائنا وأصدقائنا فى كل مكان بهدف تدبر أكثر الوسائل فعالية فى مقاومة المخطط الذى وضعه النظام الحالى لتقليص الحقل الثقافى فى مصر عن طريق إعادة صياغته وفقا لرؤيته للعالم، وهو مخطط بات واضحا كل الوضوح.

 

كتب بلال رمضان

http://www1.youm7.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *