يختتم فعالياته بعد 17 عرضا وطنيا بموضوع واحد السطحـيـــة تستـفــز جمــهــــور المهرجان الوطني للمسرح المحترف

أسدل الستار، أمس، على فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” في العاصمة، بعد عشرة أيام من العروض، قدمتها 17 فرقة مسرحية تنافست على جوائز المهرجان. كما كان المهرجان فرصة لست فرق مسرحية دولية، لتقديم إبداعاتها لجمهور قاعة “الموڤار”. وقد سادت أجواء الثورة بركح المسرح لاختيار الفرق موضوعا واحدا هو الثورة الجزائرية، حسب الشعار الذي يرفعه المهرجان والذي يحتفي بخمسينية الاستقلال.

سيطرت مشاهد الكفاح وثورة أول نوفمبر، ولم تتغير من عرض إلى آخر، كما أن سطحية معالجة الثورة والتركيز فقط على مشاهد الرصاص والقنابل والتفجيرات، اعتُبر خروجا عن الموضوع. ورغم أن المهرجان كان فرصة التقاء أزيد من 900 فنان جزائري وعربي، إلا أن “الامتعاض” لم يفارق الجمهور والفنانين الذي تابعوا التظاهرة، بسبب طبيعة العروض، كما طرح المهرجان بعض الأسئلة، لاسيما فيما يخص التنظيم وعدم متابعة مدير نشرية المهرجان امحمد بن ڤطاف للمهرجان إلا خلال يوم الافتتاح رفقة وزيرة الثقافة خليدة تومي، ما فتح أبواب التذمر لدى الفرق المشاركة، خصوصا عندما همّت لجنة التحكيم بمغادرة القاعة خلال أحد العروض دون تحية إحدى الفرق المسرحية. وقال إسماعيل ياحو، مسؤول العلاقات الخارجية والبرمجة للمهرجان: “إن النقد جزء من التواجد، والكل يعلم أن محافظ المهرجان مريض وغيابه كان جسديا فقط، وهو يراقـب فعاليـات المهرجان وينسّق معنا بالهاتف، حيث إنه منقطع جسديا فقط. ورغم أنه مدير النشرية، إلا أنه يرافق التنظيم بالهاتف بمعدل ثلاث ساعات يوميا”. وعلى هامش المهرجان، دار حديث كبير حول التنظيم والبرامج المرافقة للتظاهرة، كما لم يفهم الكثير أسباب إقصاء البرنامج الأدبي للمبدعين في الشعر والقصيدة الجزائريين ممن يكتبون باللغة الفرنسية، فيما كُلفت العديد من الأسماء الصحافية التي تشرف على نشرية المهرجان، بتنشيط فقرات البرنامج الأدبي، وهو ما لا ينفيه مدير تحرير نشرية المهرجان أحمد بن صبان، لاسيما أن الموضوع يطرح إشكالية موضوعية التقارير التي تحرّر في النشرية من قِبل الصحافيين المشاركين في المهرجان، وتحديدا حول البرنامـج الأدبـي وغيـاب القراءات النقدية للعروض التي تكتـب في النشريـة يوميا، بالإضافة إلى غياب لغة نقدية مسرحية حقيقية. وقال بن صبان: “هدف النشرية في الأساس هو توثيقي فقط، وأن تكون مرجعية في المستقبل للأكاديميين والباحثين وكل من شاركوا في المهرجان”. وبخصوص برنامج العروض خارج المنافسة والذي تضمن ستة عروض، فقد طرح العرض الأخير الذي قُدم على أساس أنه تابع للولايات المتحدة الأمريكية، عدة تساؤلات بخصوص هويته الحقيقية، لاسيما أن مقدمه جزائري الأصل بما يجعل العرض جزائريا ولا علاقة للولايات المتحدة به، غير أن تقديمه بهذه الصورة لا يعتبر إلا نوعا من الإثارة عبر استخدام اسم تعاونية “وارد وايد كلون” من الولايات المتحدة الأمريكية. ويقول مقدم العرض “المونولوج”، محمد يبرير، ابن مدينة وهران، إنه فخور بأن يتم وصف العرض بالأمريكي، كما قال: “مدير العرض هو من يحدد هوية العرض ولست أنا، حتى إن كان المونولوج من تقديمي”. وفيما يرفض الجهاز التنظيمي الكشف عن ميزانية المهرجان، تم تحميل المكلف بالإعلام مسؤولية نشر نسخ جوازات سفر المشاركين في الصحافة، وهو ما طرح جدلا كبيرا كما يقول مسؤول العلاقات الخارجية والبرمجة للمهرجان: “تسريب نسخ جوازات سفر المشاركين مسؤولية المكلف بالإعلام، وسيتم بعد المهرجان دراسة الموضوع بشكل رسمي”. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان صنع أجواء تلاقٍ هامة بين الفنانين على هامش التظاهرة، وحركة تواصل كبيرة، من النادر أن يشهدها فضاء المسرح الوطني.

 

الجزائر: محمد علال

http://www.elkhabar.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *