مؤتمر بالقاهرة يناقش قضايا المسرح

تحت عنوان “هل المسرح ضرورة؟” انطلقت في القاهرة أمس الاثنين، أعمال “المؤتمر القومي للمسرح المصري” الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويشارك فيه عدد كبير من كتاب ونقاد وفناني المسرح في مصر.

ويناقش المؤتمر، الذي يقيمه المجلس الأعلى للثقافة، بدار الأوبرا، في موائد مستديرة، خمسة محاور رئيسة هي، بالإضافة إلى عنوان المؤتمر، قضايا: مسرح الدولة، والمسرح المستقل، والمسرح الإقليمي، ثم التوثيق المسرحي ودراساته.

وفي حفل الافتتاح أكد رئيس المؤتمر الفنان محمد أبو العلا السلاموني أنه لكي يكون المسرح ضرورة، عليه أن يعود ليلتصق بالحياة، وهو ضرورة لأنه منبع الفنون جميعاً، ومصدر الإبداعات والإلهامات والخيالات، التي تجعل الحياة أكثر اتساعا واتزانا واكتمالا، وأعظم احتمالا وأبهى جمالا.

وأشار إلى أن المسرح ضرورة لأنه قرين الديمقراطية، ونشأ في أحضان المدرج الإغريقي، جنبا إلى جنب مع التجربة الديمقراطية الأثينية.

وأضاف السلاموني أن المسرح ضرورة لأنه مدرسة الشعب “أعطني مسرحا أعطك شعباً حياً” وهو ضرورة لأنه يدرب الإنسان على حب الخير وكراهية الشر، ويبني الأخلاق القومية.

العناصر الجمالية
ومن جهته قال الفنان جلال الشرقاوي” نحن نتكلم عن أفكار وقيم وأخلاقيات، تتداخل بشكل جذري مع السياسة والاقتصاد والاجتماع، ولكن يبدو أننا نسينا العناصر الجمالية التي يتدفق بها فن المسرح، وهي التذوق والإحساس بالجمال وبالخير وبالحق”.

وأكد الشرقاوي أن فن المسرح في مصر يعاني، ولكنه يعاني بأيدي المثقفين والفنانين والأدباء أنفسهم، وليس بأيدي الغير.

وأضاف: على المسرح أن يذهب إلى المتفرج وليس العكس، وأستطيع أن أضيف تجربة نفذت بعد نكسة 67 حيث أقمنا بمسارحنا، وذهبنا إلى الميادين المختلفة لنعرض مسرحياتنا في عدة أيام متتالية لجمهور كبير، من أجل رفع الروح المعنوية.

وتحدث الكاتب والباحث السيد ياسين عن ثورة العولمة، المتمثلة في سرعة تدفق المعلومات والأفكار والقيم والصور بلا حدود ولا قيود، وفرض ثقافة الصورة عن طريق الإنترنت، بحيث نعيش الأحداث العالمية، وفق صناعة ما نسميه الوعي الكوني، كل ذلك قد يعيننا على فهم مستقبل المسرح في مصر.

وأكد ياسين أن أجيال الشباب لها أنساق من القيم تختلف عن الأجيال السابقة، فكيف يستطيع المؤلف المسرحي في الوقت الراهن أيا كان الجيل الذي ينتمي إليه، أن يدرك هذه الأنساق ومفرداتها؟ وكيف يعكسها في العمل على خشبة المسرح؟

فن المواجهة
وبرأي المخرج عبد الرحمن الشافعي فإن هناك حاجة لمسرح يستند إلى فن المواجهة، بمعنى تقديم فن الجماهير الذي يحفز الناس، ويدعوهم إلى العمل والإنتاج والعطاء.

وأضاف الشافعي للجزيرة نت “يجب أن نكسر حالة العزلة القائمة بين المسرح والناس لنعيده إلى الوجود، في المدرسة والجامعة، وفي الأندية والشوارع والميادين”.

وطالب المخرج فهمي الخولي فناني المسرح بالنزول إلى الناس. وتساءل: جميع عروضنا نقدمها للكراسي الخاوية من الجماهير، وأصبح هذا هو السائد، فلماذا لا نذهب للناس؟!

وأشار الخولي إلى ضرورة تبني فكرة إقامة أكشاك لبيع تذاكر المسرح بجميع التجمعات، وفكرة المسرح المتجول بالمحافظات، وفكرة الإبداع لجذب الجمهور، وأن نقدم له فنا جاذبا، لا فنا مغرقاً بالتراجيديا أو الجدية أو الغموض.

ومن جهته أكد الفنان أحمد ماهر أن المسرح ضرورة، لأنه وقود الحياة الفنية، وحلبة الفروسية للفنان والمشاهد من خلال خشبة المسرح.

وأشار ماهر، بحديثه للجزيرة نت، إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر لها تأثير على فن المسرح، وكذلك الانفلات الأمني، ففي غياب الأمن، وفي غياب الإنتاج يغيب المسرح.

 

بدر محمد بدر-القاهرة

http://www.aljazeera.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *