الزبيدي يعاين النكوص الإبداعي في أدب باكثير

عقدت مساء أمس في منتدى الأحد الثقافي في معهد الفنون المسرحية في الشارقة ندوة للدكتور عبد الحكيم الزبيدي بعنوان (النكوص الإبداعي في أدب علي أحمد باكثير) قدمه فيها الإعلامي رعد أمان وحضرها محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وعدد من المثقفين .

 

بداية قدم رعد أمان ملمحاً من سيرة المحاضر الثقافية والمهنية كما عرج على عنوان الندوة ومضمونها الثقافي لجهة الأديب علي أحمد باكثير وقيمته الفكرية والأدبية وكتابته في شتى حقول الأدب من مسرح ورواية وشعر .

 

مهد د . الزبيدي لمحاضرته بالحديث عن أول من حاول عن وعي أن يضع مصطلحاً، ويؤصل لعملية التنقيح والتثقيف والحوليات بالإشارة إلى الدكتور الرشيد بوشعير أستاذ الأدب والنقد في قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعرف د . الزبيدي النكوص الإبداعي بقوله “هو عودة الكاتب أو الشاعر إلى نص أدبي سبق له كتابته أو نظمه كي يعيد صياغته من جديد معدلاً في بعض ملامحه وعناصره لأغراض فنية أو فكرية معينة” .

 

وفي السياق ذاته اعترف المحاضر بالإشكاليات التي تنطوي عليها لفظة “النكوص” من ارتباط هذه اللفظة في الأذهان بالرجوع السلبي، كما استشهد بكثير من العبارات والنصوص التراثية والمعجمية التي تتناول لفظة النكوص ليخلص إلى فكرة تقبل هذا المصطلح على أنه معاودة ورجوع إلى نص أدبي، من أجل إعادة صياغته أو تنقيحه أو الإضافة إليه أو الحذف منه .

 

وانطلق د . الزبيدي في مناقشة بحثه متمثلاً فكرة النكوص في أدب باكثير في خمسة مظاهر هي: (النكوص من الشعر إلى النثر)، و(النكوص من المسرحية إلى الرواية)، و(النكوص من التكثيف إلى الإسهاب)، و(النكوص عند إعادة النشر)، و(نكوص العناوين واللغة) .

 

ومثل د . الزبيدي على هذه العناوين الخمسة بتقديم نماذج من مؤلفات باكثير، ففي المظهر الأول، تناول المسرحية النثرية التي عنوانها “إبراهيم باشا” التي نشرت عام 1948 وتلك الصياغة الشعرية للمسرحية نفسها من خلال الشعر المرسل تحت عنوان “الوطن الأكبر” ونوه د . الزبيدي بما قاله د . عز الدين إسماعيل من تفسير سبب لجوء باكثير إلى مسرحية إبراهيم باشا بالذات، معتقداً أن يكون باكثير غير راض عن المسرحية في صورتها النثرية بدليل أنه لم يذكرها قط في قائمة مؤلفاته، أو في كتابه “فن المسرحية” أو في حديثه عن نفسه و أعماله .

 

في السياق ذاته تناول د . الزبيدي المظهر الثاني للنكوص بالتمثيلية التاريخية لباكثير  “سنة أبينا إبراهيم وسيرة شجاع” ونشرت عام 1953 وكانت أحداثها تدور في أواخر عهد الحكم الفاطمي في مصر معللاً أسباب النكوص بما قاله د . محمد رجب البيومي من تأثر بأكثير بقصة شجاع الذي فضل رابطة الإسلام على رابطة الدم، ومع ذلك أغتيل ظلماً حيث أحس باكثير أنه لم يُوَفّ هذه الشخصية حقها، فأراد أن يكتب رواية مفصلة تتناول هذه الشخصية بالبحث والقراءة المعمقة .

 

وفي التمثيل على مظهر النكوص من التكثيف إلى الإسهاب ذكر د . الزبيدي اسم التمثيلية السياسية “إمبراطورية في المزاد” ونشرت في الصحافة في 1947 وأعيدت كتابتها بالاسم نفسه في سنة 1952 وتدور حول فكرة تصفية الإمبراطورية البريطانية وانتهاء جبروتها، وفي أسباب النكوص رأى أن باكثير أراد إرواء غليله من الساسة البريطانيين، كما وقف الزبيدي عند مسرحية “قصر الهودج” في تمثيله على المظهر الرابع حيث أجرى باكثير تعديلاً على بعض أحداث المسرحية حين أراد طباعتها في مناخ ما بعد ثورة يوليو .

 

الشارقة – عثمان حسن:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *