«الجلاد» تبحث عن ‬40 ألف درهم لتلبية دعـــوة المغرب

فشل مسرح «دبا الحصن» في توفير مبلغ ‬40 ألف درهم، هي قيمة تذاكر سفر أسرة مسرحية «الجلاد» إلى المغرب، من أجل المشاركة في «مهرجان سلا المسرحي»، الذي يقام في ‬29 مايو الجاري، بعد أن حصد العمل سبع جوائز مختلفة في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، من ضمنها جائزة افضل عمل متكامل.

وكانت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رفضت أن تدخل طرفاً في دعم المشاركة في مهرجانات لا تخاطبها بشكل رسمي، فيما أكدت جمعية المسرحيين أن هناك حاجة ماسة لتفعيل مزيد من الدعم الرسمي للمشاركات المهرجانية عموماً في التوجه الجديد للوزارة، يحمل خطة واضحة لأهم المهرجانات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى عدم قدرة «صندوق الإيفاد»، الذي تم تأسيسه منذ أربع سنوات فقط، على استيعاب دعم الفرق بسبب ميزانيته المحدودة.

لا أحد مستعد للدعم

قال مخرج مسرحية «الجلاد»، التي حصدت معظم جوائز مهرجان دبي لمسرح الشباب، مرتضى جمعة، إنه لم يستثنِ جهة ثقافية مسؤولة إلا قصدها للاستعانة بها في تلبية أي دعوة من ثلاث دعوات وجهت إليه من أجل المشاركة في فعالياتها، مشيراً إلى انه توجه بطلبات إلى كل من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهيئة دبي للثقافة والفنون، وجمعية المسرحيين في الدولة، دون أن تبدي أي جهة استعدادها لدعم ميزانية الحصول على تذاكر سفر اقتصادية ذهاباً وإياباً لأسرة العمل، كاشفاً عن أنه لم يتبق له سوى المشاركة في مهرجان سلا المسرحي في ‬29 مايو الجاري، بعد أن فوَّت موعدي المهرجانين الآخرين. رئيس جمعية المسرحيين الفنان إسماعيل عبدالله من جانبه أكد أن تطور الحركة المسرحية في الدولة مرهون في أحد أهم اركانه بتفعيل ثقافة المشاهدة، والاطلاع على تجارب خارجية، مطالباً الوزارة بإعادة النظر في آلية المشاركات الخارجية على نحو يجعل تلك المشاركات أكثر ثراء وتنوعاً. واضاف عبدالله «أتمنى أن تطور الوزارة في مخططاتها الجديدة أجندة المشاركات المعتمدة لديها لتستوعب مهرجانات طال غيابنا عنها، مثل مهرجان قرطاج في تونس، ومهرجان المسرح التجريبي في القاهرة، إلى جانب المهرجانات العالمية مثل أدنبره وغيرها، وهو امر بالإضافة إلى جدواه الفنية، سيمثل دعاية إيجابية للمستوى المتقدم الذي وصل إليه المسرح المحلي، الجدير بأن يكون سفيراً مشرفاً للفنون الأدائية الإماراتية على الصعيد العالمي».

وتفصيلاً، قال مخرج مسرحية «الجلاد» الإماراتية، مرتضى جمعة، لـ«الإمارات اليوم»، إنه لم يعد أمامه سوى مناشدة «كل شخص تهمه الحركة المسرحية المحلية من أجل تدبير قيمة تذاكر سفر أسرة (الجلاد) التي تتكون من ‬10 أفراد»، مضيفاً «يمكن اختزال العدد إلى ثمانية فقط، كما أننا مستعدون للقبول بالسفر على الدرجة السياحية على متن أكثر شركات الطيران وفراً في قيمة تذاكرها، وستوفر الجهة المستضيفة نفقات الإعاشة كاملة». وقال جمعة، إن مجلس إدارة مسرح دبا الحصن اعتذر له عن عدم قدرته على تدبير نفقات السفر، كما أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رفضت التكفل أيضاً بنفقات السفر، مضيفاً «تم إخطاري بأنه يتوجب أن تكون الدعوة سابقة لموعد انعقاد المهرجان بثلاثة أشهر على الأقل، وهو أمر غير مطبق بالأساس، فضلاً عن عدم وجود مخاطبات تفيد بترشيح مسرحية بعينها».

وقال الوكيل المساعد في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لقطاع الثقافة والفنون، بلال البدور، لـ«الإمارات اليوم»، إن الوزارة تتبع آلية محددة في هذا الصدد تتمثل في استقبال الدعوات الرسمية من المهرجانات المرموقة دون أن تسمح للفرق نفسها بأن تنتزع دور الوزارة وأحقيتها في ترشيح العمل الذي تراه مناسباً لتمثيل الدولة في المحافل الخارجية، مضيفاً «في حال ورود دعوة للمشاركة في مهرجان خارجي، فإن الإجراء المتبع هو الطلب من جمعية المسرحيين بالدولة ترشيح ثلاثة أعمال، وإبداء أسباب ومسوغات ترشيح كل عمل على حدة، قبل أن تتم تزكية العمل الأكثر مناسبة للتمثيل المشرف للدولة، بناء على مختلف المعطيات، وفي مقدمتها المعيار الفني». وتابع البدور «ترفض الوزارة بشكل مبدئي دعم أي ترشيحات تتم بعيداً عن السياق الرسمي، حيث تكرر من بعض الفرق القيام بالتواصل مع مهرجانات بعينها، وانتزاع رسائل ترشيح لها دون غيرها، ما يحرم سائر الفرق المسرحية من حقها في المنافسة على التمثيل الخارجي للدولة، الذي لا يكون في إطاره الرسمي إلا عبر وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وبالتنسيق مع جمعية المسرحيين».

وأكد البدور أن الوزارة لا تمانع في أن تكون هناك مشاركات لأي فرقة مسرحية بعيداً عن التنسيق مع الوزارة، بشرط ألا تضفي عليها صبغة المشاركة الرسمية تمثيلاً للدولة، مضيفاً «تلعب العلاقات الشخصية بين أفراد ينتمون لفرق مسرحية، ومنظمي المهرجانات دورها في تلك المشاركات، كما أن البعد التجاري ينشط احياناً لتحقيق مكاسب مادية، وهو أمر ليس من المنطقي أن يدخل في إطار دعم الوزارة».

رئيس جمعية المسرحيين في الدولة إسماعيل عبدالله من جانبه أكد أن «الجمعية تدعم مشاركة الفرق والأفراد في مختلف المحافل والمهرجانات المسرحية المختلفة»، مضيفاً «لدينـــا قناعة ثابتة بأن تطور الحـــركة المسرحية، خصوصاً مهارات وإمكانات جيل الشباب، لن يأتي فقط عبر الورش المسرحية، بل أيضاً من خلال تعزيز ثقــافة المشــاهدة، والاطلاع والانفتاح على مدارس وتجارب مختلفة، شرقاً وغرباً، ولدينا تصور في أن تتم توسيع فرص تلك المشاركات بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع».

واضاف عبدالله «لهذا الغرض تحديداً قامت الجمعية باستحداث صندوق الإيفاد، ويتم رفـــد ميزانيته المحدودة من مخصصات الجمعية، كي يقوم بتمويل نفقات سفر أعضاء الجمعية في المشاركات الخارجية التي تحقق لهم فائدة فنية متوقعة، لكن الميزانية المتواضعة لهذا الصندوق لا تستوعب سفر الفرق كاملة، لا سيما أن الدعوات التي تصل بالفعل سنوياً غزيرة ومكلفة، وتكتفي بدعم سفر بعض الأفراد، وفق ما تسمح به الظروف المالية».

وأكد عبدالله أن جمعية المســـرحيين تقدر جهود الفرق المســـرحية كافة التي تتمكن من الوصـــول بنتاجها الفني خارج حدود الدولة في مختـــلف المشاركات الخارجية، وتبذل قصـــارى وسعها لاستمرار هذا الزخم، مضيفاً «في مختلف دورات مهرجان المســـرح العربي يبقى الوفد الإماراتي الأوفر عدداً، لدرجة أن الدورة الأخيرة شملت نحـــو ‬70 مسرحياً إماراتياً بمن فيهــم المنتمون للعرض المشــــارك، لكن مزيداً من التوســـع يعني بالضرورة مزيـــداً من الجهود التي نتوقعها من وزارة الثقـــافة والشباب وتنمية المجتمع، في ما يتعلق بدعم المشاركات المسرحية الخارجية، في ظل الاستراتيجيات الجديدة للوزارة في المرحلة المقبلة».

 

 

 

المصدر:

    محمد عبدالمقصود – دبي

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *