عرض ألماني يثير أزمة في مهرجان عراقي للمسرح التجريبي

لم تمر أجواء الفرح والرقص الفولكلوري التي شهدها افتتاح الدورة “17” للمسرح التجريبي ؛ على خير.ففي الوقت الذي ابتهج فيه عشاق المسرح العراقي ؛ بمجيء فرق

 

عربية وعالمية إلى بغداد ؛ وسط ظروف أمنية وسياسية معقدة ؛ إلا أن عرض الفرقة الألمانية “الإنسان نموذج واحد” للمخرج ميتاكو سكي ؛ فجر ما يشبه القنبلة ؛ وتعدت أصداؤه جدران المسرح الوطني ؛ وتجاوزت أسوار وزارة الثقافة.

وذكرت الوزارة في بيان نشرته أنها استجابت لتوجيهات عليا فأحالت مدير عام دائرة السينما والمسرح وبعض القائمين على تنظيم المهرجان إلى  التحقيق والاستجواب.

البيان الرسمي الذي حصلت “العربية نت” على نسخة منه اعتبر العرض هابطا وفيه تجاوز فاضح وخرق لمنظومة القيم الوطنية والأخلاقية و”أن وزارة الثقافة تعرب عن بالغ أسفها وامتعاضها من الخرق اللامسؤول والإسفاف الواضح الذي شهدته أروقة المسرح الوطني”.

عري.. أم ثياب شفّافة؟

اعتمد العمل الألماني على الحركات الإيمائية فقط مستعيضا عن الكلام بالموسيقى والتي حاولت أن تترجم معاناة “كائن” تحول إلى “حشرة”  تحت وقع ضغوطات شتى ؛ ونراه يجاهد لاستعادة آدميته ؛ حتى إذا تمكن من ذلك – في المشهد الأخير – بدأ بنزع جلده “الحشري” ليعود نقيا مما علق به.

غير أن المخرج أو الممثلة التي جسدت الدور لم يحالفهما التوفيق في طريقة اختيار النهاية ؛ وفي إدراك ماهية الجمهور الذي يعرضون أمامه؛ حيث يغادر “الكائن” خشبة المسرح وهو عار تماما -حسب ما فُهمت اللقطة الأخيرة- في حين إن الصورة التي حصلت عليها “العربية نت” وتنشرها حصرا ؛ تثبت وبما لا يقبل الجدل أن الممثلة التي أدت الدور كانت ترتدي (ستريج بلون الجلد) مما يرتديه مؤدو عروض الباليه؛ وبسبب الإضاءة المعتمة تقريبا ؛ فقد بدت وكأنها عارية (ربي كما خلقتني)، وهو ما أثار المشكلة ؛ خصوصا وان العرض الافتتاحي قد شهد حضور بعض رجال الدين.

عروض عراقية وأخرى عربية

وتعقيبا على ذلك ؛ صرح مدير المهرجان الفنان إبراهيم حنون مدير منتدى المسرح العراقي.. لـ”العربية نت” ؛ بأن (C D) العرض الذي أرسله الجانب الألماني لم يتضمن مشهد النهاية هذا ؛ مضيفا أن الفرقة قد جاءت متضامنة مع المسرحيين العراقيين ومتنازلة عن حقوقها المادية في العرض.

جدير بالذكر أن منتدى المسرح  مخصص لعروض تعتمد التجريب الشبابي فقط ؛ إلا انه سمح لمشاركة بعض المخرجين المعروفين في عروضه منذ عام 1987 ؛ لتلاقح الخبرات.

أما دورة هذا العام ( الدورة 17 ) والتي تتواصل أعمالها ( من 29 أبريل/ نيسان إلى 5 مايو/أيار فقد شهدت مشاركة عربية من تونس والمغرب فضلا عن العرض الألماني المثير للجدل ؛ وهناك عروض عراقية أخرى لها حصة الأسد.

وأعلنت اللجنة التنظيمية عن تشكيل لجنة تحكيمية برئاسة المخرج العراقي المعروف صلاح القصب وعضوية فنانين من ألمانيا وهولندا والجزائر لتحديد الفائزين بجوائز تصل قيمتها إلى عشرة ملايين دينار عراقي.

 

بغداد- جواد حطاب –

http://www.alarabiya.net

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *