تكريم الفنان قاسم اسطنبولي في تونس

 

كرم مهرجان دوز 2013 في تونس الفنان المسرحي قاسم اسطنبولي وذلك بمنحه دروعا تكريمية تقديرا لعطاءاته المميزة على صعيد الفن والمسرح.

مسرحية” قوم يابا “مونودراما تتحدث عن تاريخ الشعب الفلسطيني من قبل 48 وحتى يومنا الحاضر ، عن الكاتب الفلسطيني سلمان الناطور  من كتابه “ذاكرة ” وقد بدأ اسطنبولي عرض المسرحية أثناء العدوان على غزة في بيروت وذلك في الشوارع والساحات العامة وأمام السفارات وبيت الامم المتحدة ، وفي المخيمات الفلسطينية والجامعات وفي المهرجان الدولي للمسرح بالجزائر، وبذكرى النكبة في مدريد وباريس وهولندا.

وقد أعرب إسطنبولي عن سعادته بالمشاركة في هذا العرس الثقافي التونسي وأهمية التبادل والتلاقي الثقافي بين الدول العربية.

والجدير بالذكر أن مسرحية “قوم يابا”عرضت مؤخرا ً في المهرجان الدولي للمسرح بتشيلي , وتعتبر مسرحية ” تجربة الجدار” و” زنقة زنقة ” و ” الجدار” من أشهر أعمال مسرح اسطنبولي.

تبداء المسرحية لنرى قاسم الإسطنبولى المخرج والممثل الوحيد على الخشبه وعلى طوال العمل ومعه بضع الاكسسوارات المسرحية البسيطه التي تتوائم وطبيعه النوع المسرحى (مسرح الشارع) فهي سهله الحمل واليمكن الترحال بها فيبداء بأداء صامت يقوم من خلاله اولا بحركات تميل للبدائية ثم يقوم بالقاء مفاتيح من تلك الشنطه التي نراها على المسرح ثم يركبها (الشنطه)وكانها سفينه أو قارب نجاه ومستخدما عصا خشبيه ك مجداف ويبحر قليلا ثم يفتتح أولى كلامه على الخشبه ب جمله مكثفه لتواريخ حروب عديده تلك التواريخ تحمل حروب وذكريات سيئه للناس وله هو، هي تواريخ ميلاد وحياة عاصرها فيقول انه ولد في (حرب 48) ودخل إلى المدرسه في حرب السويس (العدوان الثلاثى على مصر) (تحالفت فيه كل من فرنسا – بريطانيا – إسرائيل) وكان في الثانويه في (حرب حزيران) – النكسه 67- وتزوج في حرب أكتوبر وولد ابنه الأول بحرب إيطاليا والثاني بحرب لبنان ومات والده في حرب الخليج فتوقف عن الانجاب تحسبا لوقوع حروب أخرى. ويبداء بعد ذلك بتعريفنا بذاته كبطاقه هويه ولكنها جديده فأصله كفلسطيني ممزوج بتاريخ فلسطين وكل مواطنيها فالاسم طبعا سيكون إنسان وتاريخ الميلاد حرب 1948 الجنسية غير مرغوب فيها محل الإقامه سجن كبير الهوايه الركض الذي يعبر عته بانه هوايه الفلسطينين الأولى دائمين عليها اما اخوته فيقول انهم كثر ولكنهم مشتتين ومفرقين بين بلدان عديده فمنهم من في مصر ومن في الأردن ومن في السعوديه اما طموحه فيتمثل في رغبته بالاحتفال بعيد ميلاده الذي يتعمد نسيانه لانه تاريخ غير محبوب له ولكل الفلسطينين فلا يسعه ان يحتفل بتاريخ حرب 48. ليبداء بعد ذلك بالنداء على ابنه محمد ليذهب إلى المدرسه ويستعيض عن ابنه بدميه جالسه بجانبه على الأرض ويناجيها ويدفع بداخله امل لكى يقوم ,ويتمثل هذا الامل في تدخل العرب ودخول الجيوش العربية لفلسطين وانهم سيحرروها وفتحوا المعابر وكأن الابن ينام من خوفه فيوقظه بان يبث في قلبه طمأنينه من احلامه. ثم يعبر من خلال شخصيه ابنه محمد عن الطفوله في فلسطين والاطفال الذين لم يكن ابدا موضوع حياتهم هو الضرب والاستشهاد والعنف ولكنهم رأوه باعينهم فبدلا من أن يجيب محمد ابنه عن جدول الضرب اجاب باستشهاد ومستشفى لان مفهوم الضرب اختلط عليهم ليحدثنا بعد ذلك عن السلام ومبعوثى الامم المتحده للسلام التي لم تفعل شيئا فالجدار العازل موجود وقسمت فلسطين وأصبح اهلها لاجئين.ويتحدث عن (كوندليزا رايس) التي قامت بجولات في فلسطين وزارت بلدانها وقالت بان من حق هم العيش بسلام وامان ومن حقهم التعلم بمدارس جديده ونادت ببناء شرق أوسط جديد وأيضا يذكر مجلس الامن الذي لم يكف عن اتخاذ القرارات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلى واصف اياها بقرارات (البيت الابيض) التي ظلت ارقام واعداد واكتفت بذلك. ثم يمر إلى العرب الذين اكتفوا بالمشاهده على حد وصفه والبكاء مذكرا اياهم بانهم يد واحده وكل تلك المقاطع لم تكن فقط من ذاكره سلمان ناطور وانما هي مزيج بينها وبين افكار وتجارب اشخاص آخرين وهي تعبيرا عن معاناه الفلسطينين. وعندما يموت ابنه تكون الشنطه هي ذاتها كفن للدميه التي حولت الطفوله إليها هنا يقوم بشعائر جنائزيه إسلامية ومسيحيه فيقيم الصلاه على الميت ويقوم برسم الصليب ويكملهم بحركات صوفيه وكانه يخلص روحه من شيء ثم يقص علينا قصه الشعر التي يجسد فيها مزيج بينه وبين ناظر المدرسه الذي جعل على الشعر وعلى التعبير قيود في القرن ال21 فيكون الناظر يتشكيل جسمانى مختلف ونبره مختلفه ثم يعود مره أخرى ليكون الطالب.ومن تلك الذكريات يعود بنا إلى وعد بلفور وعام 1917 الذي كان بمثابه وعد من بريطانيا في وقت انتدابهأعلى فلسطين بحق اقامه دوله إسرائيلية على هذه الأراضي وطبعا لم يلاقى ذلك قبول فلسطينيى فخرج الجميع في مظاهرات تندد بوعد بلفور وتنادى بسقوطه. ثم يستعرض كيف كان الانتداب مساعدا على ارض الواقع للجانب الإسرائيلى ومنفذا لوعده فكانت البيوت الفلسطينية تأخذ من اصحابها وتحول إلى مستوطنات محميه للإسرائيلين ومن يقترب يتهم بالتعدى على املاك الغير ثم يستطرد قائلا بان جنسيته الغير مرغوب فيها أصبحت تهدد استقرار جميع الدول ففى زياره إلى بريطانيا بمجرد رؤيه الجنسية الفلسطينية احيط بكردون امنى وبداء التفتيش تحسبا لحمل اسلحه أو (بارود) على حد قوله الذي كان في الحقيقه نبات الزعتر فلم يفرقونه عن البارود رغم وجودهم في بلد عربية ل 30 عاما كانت فترة الانتداب البريطانى على فلسطين فالزعتر هو إحدى الاسلحه فهو مقوى للذاكره التي لا يراد للشعب الفلسطيني الا محوها. ويمثل الصراع العربى الإسرائيلى كمباراة للقمه بين مصر والأردن والسعوديه كفريق وإسرائيل ب روئساء وزاراتها كفريق لينتهى بانتصار ورقصه تشبه الدبكه يقوم بها قاسم الإسطنبولى ثم يعبر بسؤال عن نفسه وعن اجيال واجيال خلقت بالحرب لماذا خلقوا بالحرب ولماذا الجميع ضدهم كشعب ؟ فأصبحوا يشعروا بانهم في مسرحية من انتاج أمريكي واخراج إسرائيلى وتمثيل عربى والعرض مفتوح بلا تذاكر والجميع يتفرج ولكن بدون احساس ثم يتشبث بمفاتيح داره بفلسطين ليعود في مناجاته التي كانت تفصل كل مقطع ليحمل في النهايه الدميه الأخرى التي صنعت من الخشب ليحدث إسرائيل بان تكف عن الضرب فلم يتبقى غيره في المخيم ويخرج في نهايه العمل وهو متوشحا بالعلم الفلسطيني وحاملا له.

 

قاسم الاسطنبولي

 

tiyatro.istanbouli@gmail.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *