مسرحيون: فقدان التعاون بين بعض «الأمانات» و«الجمعيات»قلَّل العروض المسرحية

غابت معظم فروع جمعية الثقافة والفنون في المملكة عن الفعاليات المسرحية في عيد الفطر المبارك، مبتعدة عن أي تعاون أو تنسيق مع أمانات المناطق.
بينما يقول مدير عام جمعية الثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل، إن الجمعية لم تغِب، بل حاضرة في أكثر من عمل، وشاركت الجمعية في أكثر من مسرحية في العيد، متمنياً أن ينشط دور الأمانة أكثر بالنسبة للمسرح.

وقال إن مسرح الأمانة مرتبط بالنخبة، أي الفنانين البارزين، ولو ركزنا على هذا الجانب سنظلم كثيراً من الشباب، وفي الوقت نفسه هناك قدرة مالية كبيرة لدى الأمانة لا تملكها الجمعية.

 

البُعد الجماهيري

وأضاف «نعترف بأن هناك قصوراً في تحقيق تواصل اجتماعي بين المسرح والمجتمع، ونحن نحاول إصلاح الوضع، وننتج أعمالاً مسرحية اجتماعية ذات بُعد جماهيري».
وأكد أن هناك عروضاً يتم التجهيز لها، مشيراً إلى فروع الجمعية الـ16، ومنها فروع نشطة في العيد، ويقدم بعضها فنوناً شعبية، لكنها ربما تغيب في مناطق أخرى كالدمام والرياض.
وقال إن حضور الجمعية ليس ما يتمنى «نتمنى الأفضل، رغم أنها لا تستطيع بسبب الصعوبات المادية».
وقال «أعترف شخصياً بأن الجمعية في مستوى حضورها أقل بكثير من طموحاتنا».
وأوضح أن الأمانة لديها لجانها الخاصة، ولا تحتاج إلى تعاون.
وأشار إلى انفراد أمانة منطقة الرياض في أنشطة المسرح، إذ أن الدعم المادي الذي يأتيها كبير جداً مقارنة بباقي الأمانات.
وأوضح «يشرفنا أن نتعاون معهم، ومع مؤسسات القطاع الخاص»، مؤكداً أن الجمعية تدعم أنشطة عديدة، وليس فقط المسرح.

جدة وأمانتها

وأوضح مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة عبدالله التعزي، أن مدينة جدة في العام الحالي بدأت بالتعاون مع الأمانة، رغم أن تعاونها كان من الناحية التنظيمية أكثر من كونه مشاركة فعلية.
وقال لـ«الشرق»: في هذا العام، بدأت الأمانة بالنسبة لجدة في تنشيط المسرح في الجمعية، ونحاول الآن أن نضع مذكرة تفاهم خلال السنة المقبلة، بحيث تكون الصورة واضحة للطرفين، ويستفيد منها كل الساكنين والزائرين للمدينة.

القطاع الخاص

فيما قال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في حائل الزميل خضير الشريهي، «مازلنا نعاني صمن مشكلة التنسيق بين الأمانة والمنظم الخاص، وحاولنا التخاطب مع المنظم بشكل مناسب، لكنه يسعى للربحية، ويرى أن كل ما نريده أعباء إضافية لا يستطيع تحملها».
وحول الأمانة والتعاون بينها، أوضح «هناك تعاون بيننا وبين الأمانة في السنوات المقبلة، من خلال وضع الجمعية ضمن بنود العقود في المهرجانات والمناسبات»، موضحاً أن هناك فعاليات عدة ستقام قريباً، أقربها مناسبة اليوم الوطني.
وأشار إلى مشكلة القطاع الخاص، الذي يتولى التعامل والتنسيق وكل شيء، فمعظمه مؤسسات ربحية، ولا ترى أي فائدة من الجمعية.
وأوضح أن هناك مسرحيتين كان من المفترض أن تعرضا في العيد، إلا أن الظروف حالت دون ذلك، ولم تجد الجمعية فرصة للعرض، مشيراً إلى أنهما ستعرضان خلال الأسابيع المقبلة.
وقال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام عيد الناصر، بأن التعاون غائب وغير موجود مع أمانة الدمام، لا في المسرح ولا في غير المسرح. وأضاف الناصر: «أعتقد أن الأمانة تستطيع لعب دور كبير في دعم الحركة الفنية والثقافية في المنطقة الشرقية أسوة بالدور الذي تقوم به أمانة الرياض التي تستقطب كل الطاقات الفنية والثقاقية من جميع مناطق المملكة».

تطوير المواهب

وأكد المسرحي عبدالله الجفال أن الأساس في تعامل الأمانات هو في التعاقد مع الشخصيات والشركات والمقاولين، وليس مع من ينتمي للدولة بشكل رسمي، وهي تبرم عقوداً لجلب الفنانين من الخليج، أو مع فنانين سعوديين، ليقدموا عروضهم في المسارح الموجودة في الرياض، على أساس مبالغ مادية محددة، دون أدنى علاقة للجمعية بذلك.
وقال إن دور الجمعية في العناية بتطوير المواهب الشابة في المنطقة التي تتمركز فيها، والجمعيات تعمل بقدرات مادية ضعيفة وتحتاج الدعم.
وأشار إلى تعاون أمانتيْ الرياض وجدة مع الجمعيات، وافتقار بقية الجمعيات لذلك، مؤكداً «باقي الأمانات شبه عاجزة عن التعاون مع أي فرع من فروع الجمعيات لتقديم أي فعاليات».
وأشار أيضاً إلى وجود خلل في التواصل مع الأمانة، ومن المفترض أن تقوم الأمانة بذلك. مضيفاً «لا نعرف لماذا لم تتواصل وتسأل عما يمكن للجمعية تقديمه للفعاليات المخططة».

الأحساء والدمام

وأكد أن ذلك هو سبب قلة مشاركة الجمعيات في المناسبات، مستثنياً مدينتيْ الأحساء والدمام، إذ أنهما تقيمان مهرجانات سنوية، وفعاليات أخرى.
وأشاد بجمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، التي تقدمت دون مساعدة أحد، سوى الدعم المعنوي للإمارة، مشيراً إلى الخطة القريبة في خيم العرض في الأماكن العامة، ومؤكداً «هذا دعم كبير، نتمنى أن يستمر».

الدمامبيان آل دخيل

http://www.alsharq.net.sa

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *