باحثون يناقشون دور المعاهد في تطوير المسرح

في إطار فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي الثاني، تم أمس بفندق شرق, تنظيم ندوة حول موضوع «دور المعاهد الفنية العربية في تطوير الحركة

 

المسرحية» والتي أدارها الدكتور مرزوق بشير, وبمشاركة كل من الدكتور سيد علي خطاب المخرج والناقد المسرحي وعضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر سابقا، والدكتور محمد بن سيف الحبسي رئيس مجلس إدارة معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي بسلطنة عمان والدكتور سيد خاطر أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت.
وفي بداية الندوة أكد الدكتور مرزوق بشير رئيس قسم الدراسات والبحوث بوزارة الثقافة والفنون والتراث أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقا من رغبة القائمين على المهرجان في الاطلاع على التجارب التي قدمتها مجموعة من المعاهد المسرحية الرائدة بالعالم العربي, والتي أسهمت في تأسيس وتنشيط الحركة المسرحية، مشيراً إلى أنه من المهم التطرق لهذا الموضوع والتوقف عنده من أجل معرفة ما يمكن لخريج معهد مسرحي أن يقدمه موازاة مع نظرائه من خريجي باقي المعاهد والكليات الأخرى، وكذلك معرفة ما أحدثته هذه المعاهد في جميع أنحاء الوطن العربي من نقلة نوعية في مسيرة الحركة المسرحية، مضيفا إلى أن الندوة ستكون تمهيدا للقاءات أكبر من أجل تقييم دور المعاهد وطرح موضوع المسرح ضمن أجندة مسؤولي الثقافة بدول العالم العربي حتى يكون أبوالفنون أحد الأدوات المؤثرة في الحركة الفنية على وجه العموم بالعالم العربي.
وكان أول المتدخلين في الندوة هو الدكتور سيد خاطر أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت والذي انطلق في عرضه من خلال إعطاء لمحة تاريخية حول الفنون المسرحية بدولة الكويت باعتبارها منارة فنية بالخليج, تؤدي دورا بارزا على كل الأصعدة, وذلك منذ تأسيس المعهد عام 1967 ليكون معهد الكويت المسرحي ثاني أعرق معهد بالمنطقة العربية بعد مصر, حيث أسهم في تثبيت دعائم فن المسرح الذي كانت تواجهه بقسوة وعنف عقبات وصعاب تتمثل -حسب المتحدث- في سلسلة من التقاليد الاجتماعية الرافضة, والدعاوى التي تحرم الفنون بشكل عام، حيث كان تأسيس المعهد ثمرة كفاح متواصل، لم يتوقف منذ تأسيسه عن القيام بدوره الرائد في المنطقة العربية رفقة نظيره في مصر حتى يومنا هذا.
وتوقف الدكتور سيد خاطر عند تطلعات المعهد مع بداية الألفية الثالثة, حيث أشار إلى أن القائمين عليه يسعون إلى مواصلة الارتقاء بالبرامج والمقررات الدراسية بما يواكب روح العصر والتطور التقني والتكنولوجي, مضيفا أن المعهد عرف ومنذ عام 2008 تطوير وتحديث البرامج والمناهج الدراسية برمتها, وهي العملية التي لا تزال مستمرة, خاصة أن الطموح يتمثل في اشتمال المعهد على شتى المعارف بما فيها «فن الإتيكيت» وعلما النفس والجمال, وعلوم الحاسوب, وفلسفة التربية وأصولها, وعلم الاتصال الجماهيري وغيره. وقال المتحدث إن المعهد وفي سياق خضوعه لعملية التطوير والتغيير لم يغفل دوره المجتمعي خليجيا, حيث يسعى إلى مواصلة احتضان الطاقات الطلابية وتفهم حاجاتهم, واكتشاف معنى الإبداع ووظائفه وأدواته, حيث تم ومنذ عام 2011 إطلاق المهرجان الأكاديمي تحت إشراف الدكتور فهد السليم عميد المعهد, والذي توسع في عام 2013 ليعرف مشاركة عدد من الأكاديميات والجامعات العربية التي تعنى بفنون المسرح, متخذا الصفة الدولية كأول مهرجان من نوعه.
الدكتور سيد علي خطاب المخرج والناقد المسرحي وعضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر سابقا، أعطى خلال مداخلته بالندوة لمحة عن تطور الحركة المسرحية بمصر, انطلاقا من عام 1930 مع إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية, والذي شكل نقلة نوعية في نظرة المجتمع للفن والفنان بعد أن أصبحت دراسة الفن متاحة كأي منهج آخر, وتم تخريج أولى الدفعات التي ضمت أسماء عملت على خدمة المسرح مثل فوزي فهمي وجلال حافظ وفاروق شعبان ورشدي المهدي وغيرهم، ليغدو المعهد بعد ذلك منطلقا لنشر ثقافته في بعض البلدان ومنها الكويت, حيث كان زكي طليمات وراء إنشاء أول معهد بالخليج, وقبله إنشاء فرقة المسرح العربي عام 1961 وغيره.
وتوقف المتحدث عند بعض المؤسسات التي تم تأسيسها تحت مظلة المعهد, مثقلا المعهد العالي للموسيقى القومية «الكونسرفاتوار» عام 1959, والمعهد العالي للفنون الشعبية عام 1981, والمعهد العالي للنقد الفني الذي قام بتخريج دفعات من النقاد الفنيين للسينما والتلفزيون, والمعهد العالي للباليه عام 1959, والمعهد العالي للسينما في العام نفسه, وغيرها من المؤسسات.
بدوره، توقف الدكتور محمد بن سيف الحبسي رئيس مجلس إدارة معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي بسلطنة عمان عند افتتاح قسم أكاديمي خاص بالمسرح عام 1992, والذي قام بتخريج 10 دفعات حتى الآن وتأهيلها وإعدادها للعمل في مختلف المؤسسات ذات العلاقة بالمسرح والإعلام، مشيراً إلى أن هذا القسم يعد الثاني من نوعه في الخليج بعد الكويت، قبل أن يتم بتاريخ 25 ديسمبر 2012 افتتاح معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي بالسلطنة, والذي يسعى إلى إرساء قواعد علم الإعلام والمسرح بكافة مجالاتهما المتشعبة، حيث يطرح المعهد الجديد مجموعة من التخصصات التي تتمثل في البرامج المسرحية العامة (الثقافة المسرحية، التمثيل، الإخراج) وبرامج الأطفال وبرامج مديري الإعلام والمسرح وغيرها.

 

الدوحة – الحسن أيت بيهي

http://www.alarab.qa

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *