غياب المسرح والسينما

المسرح والسينما من أخطر وسائل التثقيف والتسلية على مر العقود، لأنها في مجملها تعتمد على عدة عناصر، أهمها تجسيد الشخصيات والمتعة وسهولة التلقي، كما أنها تخلو من التلقين والوعظ الثقيل على القلب. وخطورتها تكمن أيضا في جماهيرية المتلقين.. والإبداع هو بالنهاية يحمل رسالة مضمرة، تتعدد بتعدد المشاهدين وحجم

ثقافتهم. والفنون تمتح من كل العلوم الإنسانية والفكر السياسي والاجتماعي التربوي والديني.. وكثير من الدول سوقت فكرها وثقافتها وفنونها عن طريق إنتاجها السينمائي والمسرحي.

 

***
يبحث الناس في إجازات الأعياد ونهايات الأسبوع عن برامج فنية تروح عن النفس، فلا يجدون إلا قليل القليل رغم تلهف وتزاحم الناس على هذا القليل، وهناك بعض الدول العربية الشقيقة المجاورة، استفادت من ذلك اقتصاديا، فتجدها تنظم البرامج (سينما ومسرح) للزحف الجماهيري السعودي الموسمي، فتجد كل من في المسرح بضاعة سعودية ماعدا المكان!
والسينما ممكن تكون رافدا اقتصاديا للأندية الرياضة في حالة السماح لها كما كان الحال في التسعينات الهجرية، تلك التي شبهها الأستاذ إدريس الإدريس بـ(تلفزيون كبير). فيه يتم (فلترة) كل الأفلام التي يتم عرضها عبر القنوات الفضائية والإنترنت.
***
هناك جهات تولت الإشراف على الحراك المسرحي منذ سنوات كجمعية الثقافة والفنون، ولم يتقدم بسبب ضعف الموارد المالية للجمعية، وهناك من رعته كمهرجان الجنادرية وبعض أمانات المناطق كأمانة مدينة الرياض مشكورة.. ولكن تظل تلك العروض المسرحية محصورة في أوقات محددة وقصيرة كأيام الجنادرية وأيام العيد. وبعد ذلك يدخل المسرح في بيات شتوي طويل، إلا ما ندر من بعض عروض مسرحية في الإحساء والطائف وجدة تأتي على خجل، يقوم عليها شباب متحمس وعاشق للمسرح، وبعضهم يصرف عليها من قوت أطفاله. الشاهد، نتمنى أن نجد المسرح والسينما طوال العام مثل بلدان العالم، لنكسر روتين الحياة والاستمتاع بوجبة فنية راقية تعمل تحت نظر الجميع، بدلا من البحث عنها في الدول المجاورة أو في الإنترنت والقنوات الفضائية.

 

سعود الجراد

http://www.okaz.com.sa
saudaljarad@hotmail.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *