المسرح مهرجان الدوحة

ينجم التأثر كنتيجة حتمية للاحتكاك، الذي  كلما زاد   زادت مساحة التأثر، وهو ما نجده واضحاً لا يُقلل من حدة تركيزه إلا رغبتنا بالسيطرة على زمام الأمور،

التي ومن الممكن بأن تنفلت بحسب ما ستُمليه علينا حالتنا المزاجية، التي تتحكم بها الكثير من الأمور أهمها تلك الظروف التي عانقت تواجدنا، وهو كل ما يجعلنا ننجرف نحو نقطة معينة لربما ما كنا لنلتفت إليها من قبل،  لكننا فعلنا نتيجة ذاك الاحتكاك، الذي جعلنا نتأثر وبشكل واضح كما ذكرت سلفاً، وهو تماماً ما يحدث معي خلال هذه الأيام المسرحية، التي تشهد قيام مهرجان الدوحة المسرحي الثاني،  الذي يشغلنا وإلى حد ما، فكانت النتيجة هو التأثر الكبير بها، والذي وصل بقلمي إلى درجة أنه لا يرغب إلا بالتحدث عنها، وعن هذا العمل الكبير، الذي يسرد (رحلة العزم) التي بدأت منذ عام مضى أي حين كان المهرجان وبدورته الأولى، التي ودون شك تختلف عن هذه الدورة، في أنها قد كانت أكثر بساطة من هذه التي تم التحضير لها استناداً إلى كل النواقص، التي طلت من خلال تلك الثغرات ولم تكن لتُحسب،  لكنها بحاجة لمن يسدها، وهو ما قد حدث بالفعل، فما قد تقدم به المهرجان هذا العام هو أكثر من رائع، وإن كنا نطمح بالمزيد، ونشتاق؛ لأن يكون في الأعوام القادمة إن شاء الله، وهو ما سيكون بإذنه تعالى لوجود هذا العزم، الذي لم يخمد ولم يهدأ، بل ظل مشتعلاً يبرر وجوده لكل من يتابعه، ويحث غيره على المتابعة، ولعل أهم ما قد زاد على المهرجان هذا العام هو زيادة عدد العروض المُشاركة؛ للسماح بمشاركات أكثر تعدنا بمساحات أكبر من الإبداع، ولتقديم ما يليق بـ (ذائقة المتفرج)، التي تبحث عن الجديد والمفيد.

 

من المعروف لكل متابع بأن هذه الأيام هي أيام مهرجان الدوحة المسرحي بدورته الثانية، والاهتمام بالمسرح قد جاء؛ تلبية لتأكيد دوره في التغيير الذي نطمح إليه في حياتنا، التي تحتاج إلى المسرح؛ لدعم القضايا التي تؤرق الفرد، الذي يتلقى التوجيه بطرق مختلفة منها (المسرح)، الذي صار لغة تتمتع بدرجة عالية من الوعي، ويخاطب بها المجتمع أفراده ممن تغيب عنهم القدرة على تقبل رسائله الإصلاحية بلغات أخرى غيرها لغة المسرح، المسرح الذي يجمع بين صفوفه كافة شرائح المجتمع، ضمن قالب حميمي جداً، لا يفصل جمهوره عنه، مما يجعل الرسالة تخرج إليه وتجد نفسها فيه، فلا يغادر الخشبة إلا وقد خرج حاملاً معه ذاك الأثر الذي وإن لم يتمكن منه حينها، إلا أن مفعوله سيظهر دون شك ومع مرور الوقت، وهو ما يطمح إليه المسرح وكل من ينتمي إليه، ممن يدرك دور المسرح في عملية التغيير، التي تحتاج إليه فعلاً، والدليل أننا قد شهدنا العديد من الأعمال المُشرفة التي تركت بصمتها في قلب المتفرج، فخرج منها بإضافة حقيقية على حياته، التي يمكن بأن تتأثر، ويحق لها بأن تتأثر، ويجدر بها بأن تتأثر ولكن بشكل إيجابي يرفعها نحو القمة، دون أن يفعل بها العكس، وهو كل ما نعمل من أجله وبكل ما نملكه من طاقة يجدر بها بأن تتوجه نحو تحقيق ذاك الهدف.

كيف يكون(المسرح مهرجان الدوحة

(المسرح مهرجان الدوحة) نعم لقد صار المسرح وخلال هذه الأيام هو مهرجان الدوحة، الذي جمع عُشاقه من كل حدب وصوب؛ ليلتقوا هنا في قلبه، الذي يتسع للجميع، ويسعى إلى تقديم تجاربه المحلية ذات الهوية القطرية؛ كي تُعرف ويُكتسب منها بقدر ما سيُضاف إليها؛ لترتقي أكثر في الأعوام القادمة، التي وعدنا بها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث حين ختم كلمته مودعاً المهرجان الأول بـ (ختامه مسك، ولكن نريد بأن يكون الختام بداية لما سيأتي بعد ذلك، فطموحنا لن يتوقف بإذن الله، طموحنا كبير كطموح قطر، وطموح قطر الكبير دائماً يتحول إلى واقع. هذه نتيجة من نتائج المهرجان التي تجعلنا نستمر في الطريق لذلك قلنا هذا هو المهرجان المسرحي القطري الأول، ونقول الأول؛ لأنه سيلحق به ثانيا وثالثا) والحق ان ما قد ذكره سعادته من أن طموحنا كبير كطموح قطر لم يخرج عن إطار الحقيقة، التي صارت غاية كل ناجح، فالطبيعي بأن تنمو كل الطموحات وتكبر؛ لأنها وكلما فعلت؛ وعدت بإنجاز أعظم بكثير، لا ولن يحتمله الواقع الخائب مع البعض، والحمد لله ان ما كان من المهرجان الأول قد غرس في أعماقنا حقيقة أنه سيمتد إن شاء الله، ولن يتوقف حيث هو، وهو ما قد ذكره سعادته بكلمته الأخيرة حين بشرنا بالمهرجان الثاني والثالث أيضاً.

إبداعات لابد وأن ترى النور

(نعم) مازال المشوار بأوله، ومازال المهرجان في بداية ثورانه،  لكنه كبركان يحمل الكثير ويستحق منا اهتماماً حقيقياً لكل ما سيكون لاحقاً من إبداعات لابد وأن ترى النور؛ كي تكسب وتُكسب، وما يهم بأن يحدث ذلك؛ لنكسب نحن أيضاً ما سيُعيد لمشهد الحياة ما يغيب عنها من أمور لابد وأن تكون في موقعها الصحيح. أخيراً فليوفق الله الجميع.

 

صالحة احمد

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *