عبدالله زيد: الفنان الإماراتي قادر على المنافسة العربية

“لا شيء يمكنه أن يعبر عن تلك الفرحة العارمة التي اجتاحتني وأنا أتسلم جائزة التمثيل الأولى في الإمارات “جائزة أفضل ممثل” من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لقد كان هذا إنجازا كبيرا، وهو حلم يراود كل ممثل إماراتي” . . هكذا بدأ الفنان الإماراتي عبدالله زيد حديثه عن فوزه بجائزة أفضل ممثل في الدورة الثالثة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية التي اختتمت منذ أيام، وذلك عن دور “كارا” في مسرحية “أنت لست كارا” التي ألفها إسماعيل عبدالله، وأخرجها محمد العامري لمسرح الشارقة الوطني، وقد تقمص عبدالله زيد باقتدار دور تلك الشخصية الضائعة المسحوقة وحافظ على طابعها العام حتى نهاية المسرحية .

عبد الله زيد يستند في إنجازه هذا إلى تاريخ مسرحي طويل بدأه منذ 1995 مع مسرحية “بوراشد يقول ما” التي ألفها وأخرجها ومثل فيها، ثم مسرحية “بوعالي راح وطي” التي ألفها وأخرجها أيضاً، وكذلك مسرحية “في مهب الريح”، و”النطاح”، و”عار الوقار”، ومثل في عدد كبير من المسرحيات، وهو مدير فرقة مسرح دبا الحصن منذ ،1998 وقد حافظ بنشاطه المسرحي المتواصل على حضور دائم لفرقته في أغلب المواسم المسرحية الوطنية، وعرف عنه سعيه الدائم لاكتشاف المواهب المسرحية الفتية وضمها إلى فرقته وإفساح المجال أمامها للظهور .

 

ويقول عبدالله زيد إنه يهدي هذا النجاح للمخرج القدير محمد العامري الذي لولا وقوفه إلى جانبه، وتشجيعه له ومراقبته الدائمة لكل تفاصيل العمل لما كان له أن يصل إلى هذه النتيجة، فهو أحد القامات الإخراجية الكبيرة في الإمارات التي تستحق الشكر والتشجيع، كما يهديه إلى فريق العمل الذي تعاون معه بشكل كامل .

 

ويرى عبد الله زيد أن الفنان المسرحي الإماراتي يمتلك كل القدرات التي تفترض في أي فنان مسرحي في العالم، وهو قادر على منافسة الآخر وإثبات حضوره في المحافل العربية والدولية، لكنه يعاني من غياب الفرص التي تحمله إلى تلك المحافل، ومن تجاهل الإعلام له، واليوم لا يمكن إنجاز نجاح كبير من دون مؤازرة إعلامية تبرز ذلك النجاح وتوصله للآخرين، فنحن بحاجة إلى هذه المؤازرة وإلى الحصول على فرص خارجية نستطيع من خلالها أن نثبت وجودنا، وننافس الآخرين . ويضيف عبد الله زيد أن مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الذي أعلن عنه صاحب السمو حاكم الشارقة، سيفتح تلك الآفاق المغلقة ويجعلنا أكثر قدرة على التعاطي مع مساحة مسرحية أكبر، وهذه خطوة مهمة في سبيل تعزيز المنجز المسرحي الإماراتي .

 

وعن طبيعة الأعمال المسرحية التي درج عبدالله زيد على كتابتها وإخراجها، ولماذا هي مرتبطة دائماً ببيئة تقليدية؟، يرد بأن هذه الأعمال لا ترتبط ببيئة تقليدية انتهت ولم يعد لها وجود في الواقع بقدرما ترتبط بحياتنا الحاضرة، ففي الإمارات ما زالت تلك العوالم الماضية موجودة وما زالت العادات والتقاليد التي أنتجتها تفعل فعلها في حياة الناس، ولذلك فالفنان حين يتصدى لها إنما يتصدى لجانب من واقعه ويعالج قضية يعيشها مجتمعه، ويسعى بوضعه لتلك القضايا على خشبة المسرح إلى تعميق وعي المشاهد بتلك الظواهر وتحفيز تفكيره فيها واتخاذه لموقف منها .

 

وعن أعماله المستقبلية يقول زيد: “على مستوى الفرقة نعد الآن لتمثيل الدولة في مهرجان فاس لمسرح الشباب الجامعي بمسرحية “الجلاد”، وذلك في 2 مايو/أيار المقبل، ولا شك أن هذه المشاركة ستكون إنجازا كبيرا لأنها ترفع رصيد الفنان الإماراتي في الخارج، وتسمح لممثلينا بالاحتكاك بفنانين مسرحيين عرب، ومشاهدة ما ينجز على خشبات المسرح العربي مباشرة، أما على المستوى الشخصي فاعكف الآن على كتابة مسرحيات “اثنى عشر طالق”، و”سلوم”، و”مملكة هرمز” .

 

 

الشارقة – محمد ولد محمد سالم:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *