“ندب السموم” حوارات تعجز عن إيصال فكرة العرض إلى الجمهور

قلبت مسرحية “ندب السموم” التي ألفها محمد الشلبي وأخرجها عارف سلطان لفرقة مسرح كلباء الشعبي القاعدة في عروض المهرجان، فإذا كانت أغلب العروض قدمت أداء تمثيلياً جيداً وافتقرت إلى رؤى درامية واضحة، فإن “ندب السموم” انبنت على رؤية درامية واضحة، لكنها افتقدت إلى القدرات التمثيلية .

 

في بداية العرض يتقرب أحد كبار العمال في المعمل إلى ابن السيد مالك المعمل حتى يكتسب ثقته ويطمئن الشاب إليه، فيبدأ بالإيعاز إليه بأن أباه يهمّشه، ويترك كل شيء ل “الأحدب”، المدير التنفيذي للمعمل والشخصية المقربة إلى “السيد” الذي يسعى إلى التخلص من السيد وامتلاك المعمل، فيبدأ الابن في الثورة على والده وعلى الأوضاع التي يعيشها، ويحاول استقطاب أخته إلى جانبه، ويكاد العقد ينفرط بين الأسرة، في الوقت الذي يسعى فيه العامل إلى كسب ودّ البنت لكنها ترفضه، فيحاول أن يعتدي عليها، وينكشف زيف نفسه وسوء دخيلته، وهنا يدخل أخوها فيخلصها منه، لكن العامل يستعين بعصابته الشيطانية ويكاد يقضي على الابن ويخطف البنت لولا تدخل الوالد ورجاله الذين يقضون على العامل وعصابته .


تذكر بنية العرض ببنية المسرحيات التقليدية، حيث شخصية الحاقد الأناني الذي يسعى إلى تدمير الآخرين والقضاء على سعادتهم، ويدس بذور الخلاف بينهم لكي يصبح هو المتحكم، ويحتاج هذا النوع من المسرحيات إلى حوار ذي حمولات نفسية عميقة ومتنام في الكشف عن أبعاد النفس ودوافعها العميقة، وإلى ممثلين محترفين قادرين على عكس هذا التنامي بشكل متصاعد يجعل المشاهد مأخوذاً بما يراه، وهذا هو ما افتقر إليه العرض، فلم يكن الممثلون على مستوى الطرح الدرامي، ولم تكن حواراتهم مسموعة في أغلب الأحيان، مما فوت على المشاهد معرفة مرامي أغلب الحوارات، والقدرة على الحكم على فاعليتها في تطوير الرؤية الدرامية للكاتب .


لا شك أن الممثلين بذلوا جهوداً جبارة في تقديم أداء جيد، لكن لكون أغلبهم شباباً مبتدئين فإن عرضاً كهذا يحتاج إلى تعمق نفسي كان صعباً عليهم، ومع ذلك فقد كانت مجموعة الفتيان الذين مثلوا عصابة الرجل الشرير رشيقين في حركاتهم، أثناء الانتقال من مكان إلى آخر وصعود الدرجات بشكل جماعي، وكذلك في مشاهد الصراع التي تحتاج إلى القفز وسرعة الحركة، وأعطى أولئك الفتيان شيئاً من الحيوية للعرض .

 

http://www.alkhaleej.ae


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *