في مهرجان مسرح الطفل طبّقوا نظرية «من أين تؤكل الكتف»

 

 

 

كيف يشارك المنسق العام بنص له عبر فرقته التي يرأس مجلس إدارتها؟!

أبعدوا عرضي وفي حفل الافتتاح قدموا نفس فكرة مسرحيتي!

استوردت من أمريكا إكسسوارات وأزياء وديكوراً وتسجيلات الحوار فمن يعوضني عن خسارتي؟!

مهرجان تفرد بصناعته فرد لمصلحته الشخصية مع أنه حق جميع أطفال الكويت


كتب عبدالعزيز الحداد:
اذا اردنا تطوير حالنا وأدواتنا، لنحقق أهدافاً عظمى، فهناك الكثير مما يمكن ان يقال عن اول مهرجان مسرحي للطفل، والذي انتهت فعالياته أخيرا، فالكثير من الحياد والموضوعية مطلوب جدا كأداة تطوير لأي فعالية فنية.
ولعل الناقد الاعلامي علاء الجابر سلط الضوء على بعضها، فتساؤلاته عمن افتقدتهم في المهرجان مشروعة، ومعه حق فيها، لأن خيرة المتخصصين في مسرح وادب الطفل تم استبعادهم، وهو ما شجعني على كتابة تجربتي مع هذا المهرجان.
كنت راغبا في المشاركة في المهرجان الأول لمسرح الطفل، والتي لي فيها عدة تجارب عمليه ابتداء من مسرحية «فدوة لك» عام 1986 الى آخرها مسرحية «بنات أول» في 2010.
الغريب.. انه لم يكن هناك أي وسيلة اتصال بين ادارة المهرجان والراغبين بالمشاركة. وبعد الجهد والاستفسار توصلت الى رقم موبايل المنسق العام للمهرجان، الدكتور حسين المسلم، فسألته – بصفته – عن طريقة المشاركة؟ فأجابني بـ«ان المشاركة والاتصال يتمان عن طريق التراسل الالكتروني عبر الايميل فقط لاغير».
قبلت بما قال، مع عدم قناعتي بهذا الاسلوب، ورأسي يطرح الأسئلة عن الهدف وراء هذا التخفي المريب، فالمهرجان يتبع الدولة ويتبع أهم مؤسسة ثقافية..؟ ولأن هذا ما يريده المنسق العام، وافقت لرغبتي في المشاركة، فأرشدني عن الطريقة المثلى للتقديم.. وهي «أن أرسل لهم النص قبل نهاية موعد التقديم لتقييم صلاحيته أو ان كانت ثمة ملاحظات قد نبديها لك».

مكس عالمي

كتبت نصاً أطلقت عليه اسم (أربعة في واحد) وهو مزيج لأربع من قصص الأطفال العالمية (سندريلا، الصياد، عروس البحر ومعها أليس) أتوا من عالمهم ليعرضوا قصصهم في الكويت ويباركوا للأطفال بمهرجانهم الأول.
مرت ايام وأنا بانتظار ملاحظات المنسق العام على النص، ولم يصلني شيء علما بأنه حين سألته عن الدعم، أجابني بما اعتبرته تشجيعا لي، واضاف المنسق العام «ان لجنة المشاهدة لها الحق في اختيار خمسة عروض من النصوص التي تمت الموافقة عليها ويدفع لكل عرض مشارك ثلاثة آلاف دينار، قبل العرض وخمسة آلاف بعد العرض مباشرة، ثم يتم اختيار ثلاثة عروض منها لإعادة عرضها على عامة الجمهور أكثر من مرة ويدفع له الفان الى ثلاثة آلاف دينار لكل عرض».
هذا كلام منسق عام مهرجان مسرح الطفل معنى ان معدل ما سيدفع لكل فرفه يصل الى خمسة عشر ألف دينار، فباركت له، ولأمين المجلس الوطني المهندس علي اليوحة ورئيس المجلس السيد وزير الاعلام، باركت هذا التشجيع السخي لدعم حركة مسرح الطفل.

من أمريكا

ولأن المبلغ مجزي، فقد قمت بمراسلة عدد من الشركات الامريكية لطلب الاكسسوارات والأزياء والملابس واعتمدت ديكوراً ضخماً وأرسلت كل ذلك الى ايميل المنسق العام مع جميع التفاصيل واشعارات الشراء من أمريكا بالاضافة الى الأغاني المسجلة وكل متعلقات العمل من صور وأسماء للممثلين والعاملين – حسب شروط لجنة المشاهدة – وبعد أسبوع تقرر حضور لجنة المشاهدة، لغرض التأكد أولاً من جدية العمل وابداء أي ملاحظات أو وجهة نظر تراها اللجنة كما شرح لي المنسق العام. فبذلنا لذلك قصارى جهدنا حتى نستطيع ان ننجز ما نحلم به لمسرح الطفل، واستقطبت بذلك ممثلات أجنبيات لأداء الشخصيات، مع ما بذلناه من جهد لتعليمهن بعض الكلمات العربية لمطابقة الحوار التسجيلي.

شرفتوا المحكمة

وفي الموعد المحدد لحضور لجنة المشاهدة المكونة من تسعة أفراد، بينهم اثنان لهم دور مباشر في مسرح الطفل، وبعد العرض استمعت من بعضهم الى كلمات الاطراء والمباركة.
وكالعادة.. يفترض ان يتم الرد الرسمي علينا بعد يوم واحد من مشاهدة العمل، كما هو مبين في اللائحة ولم يأت الرد. ولم نتقاعس عن الاستمرار في التدريبات اليومية، حتى فوجئت بما نشر في الصحافة في اليوم الثالث عن اختيار ثلاثة عروض فقط ولسنا من بينها.
والطامة الكبرى أنه من بين العروض الثلاثة المختارة، نص للمنسق العام للمهرجان وفرقته التي يرأس مجلس ادارتها… كيف يحدث ذلك، ولماذا يشارك منسق المهرجان بنص له ولفرقته.. أين الامين العام من هذا الخروج الفاضح على اللوائح التي تطبق في مهرجانات العالم؟!!

ظلم فادح

جن جنوني، فكتبت كتاب تظلم الى الأمين العام وشرحت له بالمستندات جميع التفاصيل وأرفقت له نسخة من تسجيل الفيديو للعرض الذي حضرته اللجنة. ولم أبين في كتابي أبداً ان المنسق العام للمهرجان شارك بنص عبر فرقته.
واكتفيت في كتابي بطلب معرفة سبب اقصائي من المشاركة كي أتلافاها لمشاركات العام القادم. غاظني الاقصاء لأنني صرفت ميزانية تجاوزت ما سوف يُدفع لي. لم أتلق جواباً من الأمين العام على كتاب تظلمي، فكان لابد من توصيل تظلمي الى الوزير. دون ذكر ان المنسق العام حصد تلك المبالغ لشخصه وفرقته.

شكراً علاء

لا أدري عما تم من اجراءات ولم احضر عروض المهرجان، ولكن فاجأتني الأخبار في الصحف بأن عرض الافتتاح يحمل نفس فكرة مسرحيتي وهي استقطاب شخصيات من أعمال الأطفال العالمية، ولم أعير ذلك اهمية فـ«توارد» الخواطر أمر وارد.
هل يريد الأمين العام ان يكون منصفا؟ اني على استعداد لتقديم نصي اليه ليقرأه، وليسمع الأغاني وير الأزياء والاكسسوارات التي وصلت من أمريكا؟ وليشاهد قطع الديكورات الضخمة التي تم تنفيذها؟ وذلك حتى يكون على بينه.. ويعرف مع من يتعامل ولكي لا يتهمني في التقصير عن المشاركة.
نقول بالكويتي «بلعتها وسكت» قرأت وسمعت الآراء حول المهرجان من حيث مستوى العروض والتنظيم، ولم أحاول التحدث لأي جريدة ولا بأي وسيلة اعلامية وكتبت لـ«الوطن» بعد ان استفزتني مقالة الناقد علاء الجابر التي اوضح جوانب الاقصاء للمبدعين الحقيقيين، وابعادهم عن مهرجان تفرد بصناعته فرد لمصلحته الشخصية، مع انه هو حق.. أطفال دولة الكويت.

 

http://alwatan.kuwait.tt/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *