فنانو الإمارات يستحقون الدعم..

لو طلبنا وضع معايير معينة لفناني الإمارات، وعلى ضوئها اخترنا أهم وأفضل هؤلاء الفنانين، وأكثرهم إتقاناً في تقديم الأعمال الفنية المميزة، التي أسهمت في إيصال رسائل اجتماعية مؤثرة، وفي إبراز تراث وثقافة الإمارات على المستويين الخليجي والعربي، وأطلقنا عليهم وفق هذا التصنيف «سوبر ستار»، ترى كم سيبلغ عددهم في الدولة؟

عشرون فناناً، ثلاثون؟ لا أعتقد أبداً أن هناك أكثر من هذا الرقم، مع ملاحظة أنني أتحدث عن أبرزهم وأكثرهم إسهاماً في رفع اسم الدولة خليجياً وعربياً، فأين تكمن المشكلة في استيعاب هذا الرقم من الفنانين، ودعمهم مالياً ومعنوياً، ومعاملتهم على أنهم نخبة يخدمون الدولة في مجال عملهم الفني؟ بل ما المشكلة في صرف مكافآت شهرية لهم، تقدمها الدولة عرفاناً لهم، تقدم إليهم بوصفهم فنانين مميزين، فهم أصحاب موهبة، وكل صاحب موهبة في الإمارات يستحق الدعم والمكافأة.

أوضاع هؤلاء الفنانين صعبة جداً، وهم يعانون بصمت، ويضحون بوقتهم، وجهدهم، ووظائفهم، وأموالهم، في سبيل تقديم أعمال ومسلسلات ومسرحيات إماراتية تدخل القلوب والبيوت، وتنقل لهجة وتراث وثقافة الإمارات إلى المحيط الإقليمي والعربي الخارجي، يقومون بذلك حالياً بجهد فردي كبير، مصحوب بدعم بسيط جداً من بعض القنوات التلفزيونية المحلية، وبفضل جهود شخصية من مسؤوليها أيضاً!

مخطئ من يعتقد أن هؤلاء الفنانين يعيشون حياة هانئة، ومخطئ من يعتقد أنهم يحققون عوائد تكفيهم أو تكفي أهاليهم من هذا الفن، فمعظمهم مواطنون ومواطنات بسطاء للغاية، وما ينفقونه على الفن أكثر بكثير مما يكسبونه منه، لكنها الهواية والموهبة وحب هذه المهنة المتعبة، مضاف إليها حب الناس لهم، وهو الدافع الأكبر الذي يدفعهم إلى العمل والإنتاج!

رسائل عدة تلقيتها أمس من مجموعة من كبار فناني الإمارات، يثنون فيها على تبنينا طرح مشكلة مروان عبدالله الاجتماعية الصعبة التي يمر بها، جميعهم أجمعوا على أنهم لم يصدموا بحالة مروان، كما انصدم بها المجتمع، فكثيرون منهم مثل مروان، وكثير من الفنانين يعانون مصاعب ومتاعب مالية واجتماعية معقدة، لكنهم يمثلون السعادة في الواقع، كما يمثلونها في المسلسلات، وفي داخلهم مآسٍ وأحزان لحالهم وحال أبنائهم.

من يعتقد أن الفن «كلام فاضٍ» لا يخلو فكره من الخواء الذي يتحدث عنه، فالفن رسالة، والفنانون يسهمون بأعمالهم في بناء هذا المجتمع، ومهما اتفقنا أو اختلفنا على جودة بعض الأعمال، فلا يمكن أن نختلف على أن هناك أعمالاً إماراتية متميزة جداً، حققت نجاحات كبيرة، استمتعنا بها، وتأثرنا بها، بدءاً من «شحفان القطو»، الذي كان بصمة خالدة في عالم المسلسلات الإماراتية، وانتهاء بـ«حاير طاير» الذي رسم بصمة أخرى متطورة، وبينهما كثير من الأعمال الاجتماعية والفكاهية غير المحدودة.

ثلاثون فناناً أو أقل، يمكن تصنيفهم «سوبر ستار»، وفق معايير محددة يتم وضعها، يستحقون مكافأة مالية شهرية من الدولة، تشجيعاً لهم على فنهم الراقي، ندعمهم بها، ونثمّن ونقدر دورهم المهم في المجتمع، فهم بحاجة ماسة إلى هذا التقدير والدعم والاهتمام، وكفاهم سنوات طويلة من المعاناة والتعب.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

 

    http://www.emaratalyoum.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *