بصيص يودع مسرح الناصرية

احساس غريب كان يتملك الفنان المسرحي ابن الناصرية علي بصيص عندما كان يروي لكاميرا (الشرقية) ببرنامج (فطوركم علينه) وهو يقول وبالحرف الواحد (انا اعرف ان الموت يدنو مني بل اجده قريبا مني ولكن امني النفس

ان احقق الطموح وان كان صعبا وشبه مستحيلا في ان اجد مسرح الناصرية وفنانيه ينعمون برعاية واهتمام الحكومة والجهات المعنية بل امني النفس في ان اقف من جديد على الخشبة التي تربيت عليها خشبة مسرح مدينتي وامني النفس ان ترعى وتهتم وتتابع الحكومة اوضاع الفنان المزرية في العراق عموما والناصرية خصوصا وتتابع حالاتهم المرضية وتوفر جزء بسيط ويسير من الامل له) نعم هذا جزء من حديث بصيص لبرنامج فطوركم علينه الذي حقق له ولعائلته وقبل ايام قلائل زيارة بصحبة اصدقاءه من فناني المحافظة الذين كانوا يدركون ان الموت اصبح على خطوات منه، اطلع فيها على واقع بصيص المرضي والعائلي والنفسي، الفرحة كانت كبيرة لبصيص والاكبر لعائلته التي اطمأنت ان الدنيا مازالت بخير مادام هناك من يتابع ويرعى ويدعم ويهتم الى المواطن العراقي عامة والفنان خاصة، مشيرة الى مبادرة البزاز التي وصفها الراحل بصيص باكبر من العظيمة مستذكرا مواقف ابا الطيب التي صارت حديث العائلة العراقية. نعم الموت كان يحوم بين اروقة ودهاليز ومسكن بيت بصيص ليزوره قبل عيد الفطر المبارك ليخطفه مع حلمه الذي لم يتحقق وهو ان يعتلي خشبة مسرح الناصرية ويعود ممثلا بارعا بادواره، يعود ليجسد ادوار مع زملاءه وبين جمهوره الكبير الذي كان يدعوله بالشفاء العاجل، نعم خطف الموت علي بصيص ابن الناصرية خطفه ولم يبلغ الخمسين من العمر بعد خطفه ليترك له فقط الذكريات والالم بين ذويه والحسرة، خطفه ولم يتبقى منه سوى ذكراه الطيبة وصوره الجميلة التي التقطتها عدسة (الشرقية) الفوتوغرافية عندما ارشفت له صورا مع عائلته وزملاءه لتبقى شاهد على ان الشرقية كانت هنا في منزل بصيص تتعاطف وتقف مع محنته الكبيرة مع المرض والتهميش. توفي بصيص الفنان المسرحي العراقي ابن مدينة الناصرية بعد مرض طويل الم به ووضعه في فراشه طوال سنوات عديدة.

 

ليفارق الحياة بمدينة الناصرية بعد معاناته من مرض السكر الذي أصابه منذ سنوات وأدى إلى بتر قدمه اليمنى وفقدان جزء كبير من نظره.
الفنان بصيص من مواليد الناصرية عام 1963 بحي الإسكان القديم وهو عضو هيئة ادارية لاتحاد مسرحي ذي قا ر وعضو مؤسس لرابطة المسرحيين الشباب وعضو فرقة ذي قار للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح. وشارك على مدار 30 عاما من العمل المسرحي باعمال مسرحية كثيرة كان ابرزها مسرحية (الدرس) ليوجين يونسكو واخراج ياسر البراك ومسرحية (اروقة الموت الواحد) تاليف واخراج زيدان حمود ومسرحية (الشاعر والمخترع والكولونيل) تاليف بيتراوستينوف وترجمة (بدر شاكر السياب) واخراج البراك ايضا. وداعا ايها المسرحي الكبير صاحب القلب الطيب وداعا وان لم تتحقق امانيك، وداعا والهم ذويك واصدقائك الصبر والسلوان في زمن صار الفنان والمبدع في ذاكرة النسيان.

المصدر:الزمان

 

http://www.nasiriyah.org/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *