«الشارقة المسرحية» ساحة دائمة لحضور الوجوه النسائية

تبدو خشبة مهرجان أيام الشارقة المسرحية، في هذا العام، عامرة بالعديد من الوجوه النسائية، وخصوصاً في عروض اليومين التاليين للافتتاح، وبحسب القائمة الخاصة بالعروض المقبلة ثمة العديد من الأسماء النسائية الأخرى ستظهر أيضاً، إضافة إلى أن إدارة المهرجان خصصت ندوة تحت عنوان «المرأة ممثلة والمرأة موضوعاً للتمثيل»، وستشهد مشاركة أربع ممثلات من بلدان عربية مختلفة ؛ فهل يمكن اعتبار هذه الدورة استثناء أم أنها امتداد للدورات السابقة؟ وإلى أي مدى يشكل هذا الحضور النسوي صورة مميزة في مشاهد الدورة الثالثة والعشرين؟.

«الاتحاد» التقت بعدد من المسرحيين المتابعين للمهرجان لاستطلاع آرائهم حول حضور المرأة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، حيث يقول الممثل الإماراتي حميد سمبيج إن مهرجان أيام الشارقة المسرحية يمثل فرصة لكل الطاقات المسرحية، وإنه منذ بداياته ظل يقدم الوجوه النسائية، بخاصة على مستوى التمثيل، فيما غابت المرأة المخرجة، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن المسرح الإماراتي ظل محتفياً بالمرأة منذ بداياته، وهناك في أولى دورات أيام الشارقة المسرحية حضرت مريم سلطان وموزة المزروعي وسميرة أحمد، وهن ركائز أساسية، وخصوصاً في هذا المهرجان.

إذن على مدار السنوات التالية حضرت الفنانة الإماراتية بمستويات عدة، وهي مناسبة لتحيتها، فعلى الرغم من الالتزامات الاجتماعية إلا أنها ظلت ملتزمة، وتابعت بلا انقطاع، ومن هنا اجدد تحيتي وتقديري لكل فنانات مرحلة التأسيس والجيل اللاحق مثل هدى الخطيب وعائشة عبد الرحمن.

موضوع المرأة على الخشبة

وتابع سمبيج قائلاً: «كما أن عروض المهرجان تناولت المرأة موضوعاً، في العديد من العروض، مثل مسرحية «الوزير العاشق»، و»دهن عود»، و»ما كان لاحمد بنت سليمان»، و»صمت القبور»، ولدى عضويتنا في مسرح الشارقة الوطني العديد من الأسماء النسائية، وكل هذا مؤشر على أن المرأة هي بمثابة الركيزة الأساسية في مشهدنا المسرحي الإماراتي.

من جانبها ترى الممثلة سميرة أحمد، وهو ما تصر عليه دائماً، أن معظم النصوص التي كتبت أخيراً همشت دور المرأة، ولم تهتم بمقاربة القضايا المتصلة بها، وهي تستثني هنا تجربة الكاتب الراحل سالم الحتاوي الذي عرف كيف يقرأ عالم المرأة الإماراتية، ويقدمه على خشبة المسرح. غابت الممثلة المعروفة لفترة ليست قصيرة، وهي تبرر غيابها بعدم وجود نصوص تمس قضايا تهمها كامراة، فالمسرح الإماراتي بات ذكورياً.

غياب أكاديمي

أما الناقد السوداني محمد سيد أحمد فيرى أن أيام الشارقة المسرحية عرفت في وقت سابق حضوراً مميزاً للمرأة، حين ظهرت موزة المزروعي ومريم سلطان ورزيقة الطارش، ولاحقاً حضرت أسماء مثل هدى الخطيب واشجان وعلياء المناعي، ولكن المرأة المسرحية الإماراتية الأكاديمية هو ما ينقص التجربة، إذ لم تتوجه المرأة الإماراتية بعد إلى دراسة المسرح في الأكاديمية، واكتفت بالورش والدورات التدريبية، وهو ما نأمل أن يتغير في الفترة المقبلة.

حضور عميق

المخرج محمد العامري قال إن الحضور النسوي في المسرح الإماراتي ظل على الدوام حضوراً عميقاً، ولم يكن شكلياً أو تكميلياً، فثمة العديد من الأعمال التي قدمت في وقت سابق كانت المرأة هي الممثلة فيها، وهي موضوعها. ويذكر العامري جملة من أعماله التي قدمها، وبرزت فيها المرأة أكثر من أي شيء آخر.

المخرج والممثل عبد الله صالح يلح هو الآخر على أن المسرح الإماراتي ظل وفياً للمرأة في مختلف جوانبه ولكنه يلفت إلى أن العديد من الممثلات يحضرن إلى المسرح لكي يتعلمن فنيات الأداء، وما أن يحسن التمثيل يهربن إلى الدراما التلفزيونية التي تغريهم باللمعة والشهرة، وهو ما أفقد المسرح العديد منهن.

وينوه عبد الله صالح إلى أن أسماء نسوية شابة اجتهدت في السنوات القليلة الماضية، مثل علياء وبدور وأشجان، وسواهن، ويشير إلى أن هذه الأسماء ما كان لها أن تظهر لولا أن الأعمال احتاجت إليها، ومقارنة بعروض المسرح الخليجي الأخرى يرى صالح أن المسرح الإماراتي قدم المرأة بصورة أكبر وأكثر واقعية.

http://www.alittihad.ae

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *