مرعي الحليان: المسرح حرباء متلونة وذكية

من في المسرح المحلي لا يعرف مرعي الحليان، وكذلك من في الصحافة، فإذا قيل إنه سفير المسرح الإماراتي فهذا قليل على تجربته، وإذا قيل إنه أساس في الصحافة فهذا أيضاً قليل في حقه، فهو عمود المسرح، وقلب الصحافة التي يأمل الجميع ألا يطيل غيابه واعتزاله عنها.

مرعي الحليان، تلك القامة الفنية النابضة بالحركة والديمومة، التي لا تعرف سوى العطاء والعمل بصمت وصوت صاخب لأعماله التي تدوي، من هنا كرمت الدورة ‬23 لأيام الشارقة المسرحية الفنان المحلي مرعي الحليان، الذي قال في كلمة احتواها مطبوع أعده أحمد الماجد، وصدر خصيصاً لتكريمه، إن «المسرح حرباء متلونة وذكية، قادرة على التقاط اللون بحساسية مفرطة، وعلى أن تكيف نفسها في البيئات المختلفة بسرعة مذهلة، فالمسرح صرخة من الداخل، إن لم تكن نابعة من القلب والوجدان، ولم تتجمل بالصدق، فلن ترى النور».

وتابع أن «مسرحنا بحاجة إلى مولعين ومهووسين بالمسرح، من أولئك الذين يدركون أن المنصة عطاء ومنطقة لممارسة الجمال والذهاب به ومعه إلى أبعد مدى، علينا أن نغرم بالجمال أولاً حتى نتمكن من التعبير عن ذاتنا، كي نتجاوز عتبة تاريخ جديد في زمننا المسرحي الخصب الذي نعيشه الآن، علينا أن نمارس المزيد من التأمل، وأن ننظر دائماً إلى مستقبلنا المسرحي بتفاؤل وعمق».

وصف الحليان بأنه عمود الحركة المسرحية الإماراتية وقبلها النابض بكل شيء جميل، وبكل ما أوتي من حب لعشه المسرحي الكبير، هو باحث وصحافي ومخرج ومؤلف وممثل، وهو مبدع بامتياز، في المسرح والتلفزيون والإذاعة، اعتبر الحليان سفير الإنسانية ورئيس القلوب، بل هو الإنسانية حينما نبحث عن تعريف لها، نشيط على الخشبة، وملتصق بعشقها، متواضع، يستمع للنصيحة بآذان مفتوحة.

تميز الحليان في مسرح الكبار ممثلاً ومؤلفاً وخرجاً، فقدم الكثير من الأعمال، وفي مسرح الطفل هناك محطة يقف عندها أهل الإمارات عبر تجربة راقية ألّف خلالها وأخرج ومثل، حصل على العديد من التكريمات والشهادات والجوائز في مختلف مجالات المسرح.

ومجمل المسرحيات التي شارك بها، مؤلفاً أو مخرجاً أو ممثلا،. عبرت الحدود ونقلت أجمل ما في المسرح الاماراتي إلى الآخر، فالحليان ذهب بعروضه إلى عدد من الدول العربية، منها المغرب وتونس ولبنان والجزائر، وكذلك وصل إلى أوروبا عبر بوابة إسبانيا.

بداية الحليان كانت شعرية، عبر صحيفة «أشلاء الأرانب»، من خلال رحلة البحث عن الذات بعد أن أكمل دراسته الثانوية وسفره إلى اميركا، ثم انتهائه من دراسته الجامعية، أما رحلة الابداع المسرحي بدأت في عام ‬1973 عن طريق خاله الذي كان لاعباً في النادي العماني، إذ أخذه إلى المسرح القومي، وكانت تلك أولى لحظات لقائه بخشبة المسرح.

للحليان العديد من المسرحيات، منها «باب البراحة»، و«بو محيوس»، و«حسون وعلول»، و«إخوان شما»، و«دور فيها يالشمالي»، والكثير من مسرحيات الأطفال، منها «بستان المحبة»، و«اللعبة انتهت»، و«شكرا بابا»، و«الحواس الخمس»، و«مريوم والسنافر»، وكتب الكثر للمسرح، منها «التراب الأحمر» و«باب وأحلام سنة رابعة»، و«يا ليلة دانة»، أما المسلسلات التلفزيونية فكان له دور في كثير منها «خط النار»، و«الكفن»، و«الدريشة»، و«دروب المطايا»، و«عجيب غريب»، و«ريح الشمال».

 

http://www.emaratalyoum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *