عادل الترتير: المسرح الفلسطيني اعتصام فني

لا يمكن التطواف في عالم مجنون وصادق كالمسرح، دونما المرور بقصص النضال والاعتصام في المسرح الفلسطيني، الذي بقي ولأعوام عديدة منبعاً لسيناريوهات وأعمال مسرحية عربية وعالمية عديدة. الرجوع إلى التاريخ الفلسطيني بجانبه المسرحي، يشكل أحد محاور البحث في الحديث مع المخرج والممثل المسرحي عادل الترتير، رائد من رواد المسرح الحديث في فلسطين بعد نكسة 1967، انطلق مع فرقة “بلالين”، مؤمناً أن الاسم إيحاء للتعددية، وهي مبادرة ريادية بعد حالات الشتات والهجرة انتفضت دون أن تستمد متنفسها من تجارب سابقت هذه المرحلة، مكونةً نواة نمت بالموروث الفلسطيني ومعاناة القضايا المعاصرة إلى جانب دور الأدب والشعر في تكوين مشهدية نابعة من إنسانية الأشياء.

 

 

استمرارية

رغم كل أشكال العرقلة التي يبديها الاحتلال للأنشطة الفنية والثقافية، إلا أنها أسست دافعاً للمسرحي الفلسطيني نحو الاستمرار، وقال حول ذلك الترتير: “المسرح مرتبط بالقضايا الاجتماعية المليئة بالروح الصادقة لفعل الإنسان على الأرض، بعيداً عن الخطابات السياسية الكبرى، فالعرض الحيّ نبض الموقف اليومي واحتياجات الإنسان الوجودية”. وأضاف أن العمل المسرحي الفلسطيني صنع الكثير من المشاهد القائمة على الشعر.

الإبداع الجماعي

في محور منظومة عمل المسرح الفلسطيني، لفت الترتير إلى أن نموذج تأسيسهم لفرقة “صندوق العجب” جاءت بعد توقف فرقة “بالالين” في عام 1975، وهو استثمار موضوعي استهدف البحث في التراث الفلسطيني، وأن المسرح الفلسطيني قائم ولايزال على روح الإبداع الجماعي ضمن مفهوم التطوع، باعتباره مشروع وطن، متجاوزاً فكرة المنصة والتذاكر، يُخلق فيه الديكور والإضاءة بروح جمالية مجتمعية، وفي كثير من الأحيان يشتغل بها شخص واحد، صنعت منه ظروف المنطقة مسرحياً شاملاً.

البحث الميداني

هل هناك استهلاك في القضية الفلسطينية، مع كثرة تناولها وتداولها، أم أنها تعتمد على طبيعة العروض في مختلف البلدان العربية أو العالمية؟ سؤال أتاح للحوار مع الترتير مزيداً من التأويل للقضية الفلسطينية في المسرح، مجيباً أن “استمرار الطرح وتنوعه، ليس له علاقة بطبيعة الحالة الفعلية للحدث، فالقضية مستمرة في معاناتها، وتتعدد التفاصيل وتتشعب أشكالها، ولكن البحث وتأمل الحالات على الأرض هي الأقدر على ابتكار أشكال العرض للقضية دونما تكرار”.

 

مد جماهيري

يعمل الترتير في مجال الإخراج والتمثيل والبحث عن النصوص، يمتلك مقراً صغيراً قام بترميمه بيديه في منطقة رام الله المحتلة، صانعاً عبره عنواناً للتباحث والبروفات الأولية، مؤكداً أن هناك مداً جماهيرياً يدعم أعمالهم ويشجعها.

 

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *