إسماعيل عبدالله: «مــسرح ذوي الاحتياجات» فــي 2013

 

 

«عام عربي مملوء بالأحداث الجسام، وهذا يعني على الصعيد المسرحي اختباراً مهماً لقدرة المرتبطين بفن الخشبة على استيعاب كل تلك المتغيرات، والتعبير عنها فناً وثيق الصلة بمجتمعه»، هي قاعدة يطمئن لها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الفنان إسماعيل عبدالله، الذي كشف أيضاً عن تدشين النسخة الأولى من مهرجان الإمارات لمسرح ذوي الاحتياجات الخاصة ابتداء من العام المقبل، متوقعاً أن تبدأ دول «الربيع العربي» جني ثمار ألقها المسرحي العام المقبل الذي يبدأ بفصل الشتاء مع مطلع يناير .

 

 

وفي حواره لـ«الإمارات اليوم» الذي اكتسى صيغة القراءة لحصاد موسم مسرحي طويل، وتطلعه لموسم جديد لا يخلو لديه من التفاؤل، رغم أن ثمة فعاليات مسرحية مهمة منتظرة قبل أن تطل سنة ،2013 رأى عبدالله أن «هناك الكثير من النجاحات التي اكتسبتها الخشبات العربية في المرحلة الأخيرة، أبرزها حالة الحراك الجماهيري الملحوظة باتجاه قاعات المسارح، إلى الحد الذي نجح فيه هذا الجمهور في كسر هالة النخبوية التي تمترست خلفها الكثير من الأعمال».

وحسب عبدالله فقد «التصق المسرح بواقع جمهوره وتطلعاتهم ومعاناتهم وطموحاتهم في مراحل التغيير التي خاضتها شعوب عربية متعددة»، وأحال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إلى مشاركة دول ما اصطلح عليه بـ«الربيع العربي»، في مهرجان المسرح العربي الأخير، الذي عقد في يناير الماضي بالعاصمة الأردنية عمان، «شاركت الدول الثلاث بمسرحيات نافست ضمن المسابقة الرسمية، باستثناء المشاركة الليبية، وعبرت عن ألق مجتمعها بصيغ مختلفة، وحرص الليبيون على المشاركة رغم الصعوبات الأمنية واللوجستية التي رافقت الإعداد لها، في ظل فريق كان بعضه من مدينة مصراتة التي كانت تتعرض لقصف يومي، رغم ذلك ظهر العرض بمستوى فني طيب، وتفاعل معه جمهور المهرجان والنقاد أيضاً». ويتابع «العرض التونسي تمكن من اقتناص جائزة افضل عرض، وخرج الجمهور في عمان بتجربة ثرية، كُتب لجمهور الإمارات الاستمتاع بها، بفضل قرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بأن يكون العمل الفائز بالجائزة، هو العرض الذي يفتتح عروض أيام الشارقة المسرحية، في بادرة تعني الكثير بالنسبة لكل المنتمين إلى خشبات المسارح العربية على تنوعها».

رغم ذلك يتوقع عبدالله أن يحفل العام المقبل بمزيد من النضج لأعمال ترتبط بشكل خاص بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت في تلك الدول على وجه الخصوص، مضيفاً «يحتاج المبدع دائمة إلى مساحة زمنية كافية يتمكن عبرها من التفاعل مع الحدث بمزيد من النضج».

مشروع آخر كشف عنه عبدالله في هذا السياق هو إطلاق الهيئة، بتوجيه من صاحب السمو حاكم الشارقة، مشروعاً يدعم العروض العربية المتميزة في التنقل عربياً ودولياً من أجل الاستفادة من عرضها على نطاق أوسع، مضيفاً «دعم المسرحيات المتميزة للتجول عربياً ودولياً هي بادرة جديدة ضمن مبادرات سموه المتواصلة لدعم المسرح العربي ستستفيد منها الأعمال المستحقة عبر صندوق يتم استحداثه لهذا الغرض، ومن المتوقع أن يكون له أثره الإيجابي، سواء على صعيد الجمهور أو المسرحيين أنفسهم».

وقال عبدالله إن «أواخر العام الجاري ستشهد الكشف عن ميثاق الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، الذي تتم صياغته وإقرار بنوده بعد الاستفادة من خبرات أكثر من 300 مسرحي عربي، من أهم الأسماء التي أثرت الحركة المسرحية إبداعاً ونقداً»، متوقعاً أن ترسخ الاستراتيجية خريطة الأولويات التي يجب أن تتبناها الهيئة والمسارح العربية والمؤسسات المعنية من أجل تحقيق أهداف النهوض بالمسرح العربي».

وفي ما يتعلق بمهرجان الإمارات لمسرح ذوي الاحتياجات الخاصة أكد إسماعيل عبدالله أن «المبادرة بالأساس مرتبطة بوزيرة الشؤون الاجتماعية مريم الرومي، التي نسقت مع جمعية المسرحيين بهذا الخصوص خلال الدورة الأولى لمهرجان المسرح الخليجي لذوي الاحتياجات الخاصة في دورته الأولى المنعقدة بالدوحة، والآن اكتملت التجهيزات لانطلاقة المهرجان الجديد على المستوى المحلي، تحت عنوان «مهرجان الإمارات لمسرح ذوي الاحتياجات خلال العام 2013».

ووعد عبدالله في هذا الصدد بمهرجان «لا يعزل ذوي الإعاقة، بقدر ما يوفر لهم فرصة كبرى للانفتاح على المجتمع عبر الخشبة، تمهيداً لمزيد من دمجهم ليس فقط مع المجتمع، بل مع نظرائهم المبدعين على خشبة إبداع لا تفرق بين شرائح المنتمين إليها».

مهرجان المسرح المدرسي، وكذلك مهرجان المسرح الجامعي بالنسبة لعبدالله، «هي بذور لمواهب تتخلق جميعها لتنصهر في بوتقة حركة إبداعية أكبر»، لكن الأهم، حسب عبدالله، هو توافر الدعم والرعاية المناسبين للموهوبين في تلك المراحل العمرية، لافتاً إلى أن «الكثيرين من شباب المسرحيين الذين تعتمد عليهم المسارح في تجديد دمائها هم بالأساس طلبة جامعات، ما يعني أن من سيجاورهم على الخشبة في المستقبل القريب هم مبدعو المسرح المدرسي». تأجيل الموسم المسرحي هذا العام لينطلق في أكتوبر بدلاً عن يونيو ضرورة أخرى اقتضاها تداخل الشهر الفضيل مع موسم الإجازات الصيفية، وهو ما اقتضى اتخاذ قرار يحمي الفرق المسرحية من ظاهرة عزوف الجمهور عن حضور العرض، مضيفاً «لم يكن بالإمكان الحفاظ على ذات الجدول الزمني للعروض في ظل الوضع الجديد، وارجاء هذا الموسم لما بعد الشهر الفضيل وإجازة عيد الفطر من المؤكد سيكون في مصلحة ضمان مزيد من الزخم الجماهيري، حتى لو تزامن ذلك مع الموسم الدراسي الجديد».

مشهد إبداع الصغار أثناء عرض أوبريت «حلم المجد» على خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، بحضور ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هو المشهد النموذجي لدعم مواهب المبدعين الناشئين، خصوصاً من طلبة المدارس، بالنسبة لرئيس الهيئة العربية للمسرح الفنان إسماعيل عبدالله.

عبدالله الذي كتب المعالجة الدرامية للنص لفت إلى كمال الإبداع عموماً حينما يتوافر للمبدع الناشئ الدعم والرعاية، مضيفاً «وزارتان قامتا بالتنسيق لانجاز العمل هما وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، ومع المواهب الغضة تجاورت رؤية المخرج محمد العامري ومشاركة فنانين محترفين منهم أحمد الجسمي وفايز السعيد واريام وجاسم محمد، ما يعني أن إبداع الناشئة مؤهل لمزيد من التألق في حال الاحتضان الواعي له، وهو أمر ينسحب على مهرجاني المسرح المدرسي والمسرح الجامعي».

إسماعيل عبدالله أكد أن دور الهيئة مع كل المؤسسات المسرحية العربية تنسيقي، وليس إشرافياً، ووعد بمزيد من الزخم المسرحي العربي في العام الجديد ، مضيفاً أن «الرئيس الشرفي للهيئة العربية للمسرح صاحب السمو الشيخ سلطان بن صقر القاسمي يوجه دائماً بتدشين الفعاليات التي تثري (أبوالفنون) حسب ظروف الدول الأعضاء في الهيئة»، مضيفاً «نعمل مع مختلف المسارح وفق مبدأ الشراكة، وليس الأستاذية، ونرشح الورش والندوات والفعاليات المناسبة، بعد ما يشبه المسح الميداني الذي يشارك فيه متخصصون من مختلف الدول الأعضاء في الهيئة».

http://www.emaratalyoum.com

المصدر:

    محمد عبدالمقصود – دبي

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *