الممثل والمخرج إيلي يوسف يعالج الانتماء والذاكرة

تعرض حالياً على خشبة مسرح “مونو” في الأشرفية ببيروت مسرحية تحت عنوان “عندي سمكة ذهبية” من تأليف وإخراج وتمثيل إيلي يوسف ويارا بو نصار.

 

 

وتعالج المسرحية المستعار عنوانها من أغنية للنجمة ماجدة الرومي قصة إمرأة ورجل وذكرى لقائهما.

عن المسرحية تحدث المخرج إيلي يوسف مع الشرفة.

الشرفة: ما الظروف التي دفعتك ويارا بو نصار لكتابة وإخراج هذه المسرحية والتمثيل فيها؟

إيلي يوسف: ظروف وضعها يعود لعيشنا في بلد يعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية، حيث لا يمكن لأحد ادعاء العكس. ندرك أسوة بغيرنا أن هناك غلط ولا نعرف إلى أين نتّجه، وما هو موقعنا وواقعنا. ففي أحد مشاهد المسرحية، أعبّر عن ذلك بقولي “أشعر أنني شوكة في قلب علبة ملاعق”. هذه الجملة المعبّرة تظهر كم أننا لا نتواصل مع محيطنا بفعل الجو السياسي والطائفي السائد الذي لا يشبهنا ولا يشبه من يفكر مثلنا، فيما الطائفيون و[المتحزبون إلى حد العماء] لا يشعرون بما نعيشه.

الشرفة: “عندي سمكة ذهبية” تتناول قصة رجل وإمرأة وذكرى لقاء. فماذا عن التفاصيل؟

يوسف: تتناول المسرحية لقاءً بين رجل وإمرأة لا يجدان أنفسهما، قبل وخلال وبعد الهجرة. كانا في البلد وهاجرا ثم عادا ولم يشعرا بالانتماء. كانا قد التقيا في ظروف حرب وقصف. اختبئا لخمس ساعات في المكان نفسه، فتعرفا على بعضهما ثم افترقا ليلتقيا بعد سنوات طويلة، وبصدفة كبيرة في نفس مكان لقائهما الأول فوجدت هي انتماءها فيه، فيما هو لا. وهذا الـ”هو” كان محور الانتماء الذي تبحث عنه في حياتها، واعتبرت بعد لقائها به أن ما حصل لعبة قدرية، فيما هو لا يتذكرها.

الشرفة: وما الذي تعالجه المسرحية غير موضوع الانتماء؟

يوسف: إضافة إلى الانتماء، نعالج مسألة الذاكرة الإنسانية ولعبتها عند الإنسان، حيث أن لا شيء حقيقي في الذاكرة بل مغربل بحسب أهواء الشخص وتسلسل الأحداث. نبرز دور الذاكرة في التأثير على انتماء الشخص، خصوصاً وأننا نعرف أن ذاكرة اللبنانيين تتذكر ما تريد وتتناسى ما لا يعجبها.

الشرفة: هل هي قصة بحث عن وطن أم أنها مسرحية سياسية تتناول الوضع الحالي؟

يوسف: ما من كلمة سياسية فيها لكنها من بدايتها إلى نهايتها سياسية بامتياز. وفي محورها البحث إلى أبعد مدى عن وطن، ومدى تأثير الذاكرة على انتماء الشخص، علماً أن الانتماء لوطن يجب أن يكون القاعدة. لكننا نجد مخيمات طائفية ومذهبية وسياسية، يعلن كل مواطن انتماءه لإحداها. وبمعنى آخر، كل شخص يفهم الانتماء على طريقته وبحسب طائفته.

الشرفة: ولم اخترتما “عندي سمكة ذهبية” عنواناً للمسرحية؟

يوسف: لأننا نتحدث عن نوستالجيا. وهذه الأغنية موجودة في اللاوعي وفي الذاكرة الجماعية. إضافة إلى ذلك، نعالج مسألة الذاكرة ويقال إن للسمكة ذاكرة قصيرة ومربوطة ومحصورة. وأشبّه نفسي بالسمكة داخل وعاء حيث لا يمكنها التحرك. حريتنا مقيّدة، نشهد إسقاطات على المجتمع بأفكار معلبة تستند إلى معايير محددة.

وإلى جانب كل ما سبق، من المعروف أن السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة. وكم يشبه مجتمعنا هذه الحالة.

الشرفة: هل تعتبر العمل المسرحي في لبنان سهلاً أو صعبا؟

يوسف: هو سهل لعدم وجود قيود أو شروط لتأمين المسرح. أما الصعوبة فتكمن في تأمين جمهور للمسرح الجدي الذي نعصر فيه أفكارنا ونقدمها بصدق وشغف. الجمهور بات معتاداً على مسرح يضحك وعلى مسرحيات لا تحتاج إلى تفكير. لذا سأبحث لمسرحيتي المقبلة والتي لا أعرف بعد ما ستكون عليه، عن عنوان جذاب وموحي، وسأحرص على أن تكون الأركيلة حاضرة. طبعاً لن أفعل ذلك، لكني أقول ذلك لأصف الحالة التي وصل إليها المسرح الجدي في لبنان.

http://al-shorfa.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *