“يلا ينام مرجان”… أعاد مسرح الدمى والعرائس إلى الواجهة

اعاد مسرح الدمى اللبناني الى الواجهة فناً مسرحياً راقياً اندثر واختفى طويلا وهو مسرح العرائس وذلك بتقديمه عرض الدمى “يلا ينام مرجان” من تأليف واخراج مؤسس مسرح” الدمى” في الشرق الأوسط كريم دكروب.


 

ان الحديث عن اعمال المسرحي دكروب يحتاج الى الكثير من الصفحات حتى يمكن ان نختصر تجربة تربوية فنية عمرها تجاوز العشرين عاما, فكرة العرض الفني واحدة من الحكايا التراثية التي كانت ترويها لنا “حبابة”, قصة لم تحمل الجديد كفكرة انما حملت عشرات المزايا والصفات للاسلوب التشويقي والقصصي الذي اتبعه دكروب في مسرحة المكان وتخفيف الكلام حتى يصل الى الأطفال كافة, وعمد الى لفت انتباه الطفل وجذبه لكن في الحقيقة كان يجذبنا نحن الكبار لنأخذ من القيم التربوية التي يطرحها وسائل نطبقها في تعاملنا مع أطفالنا وان نجعلهم يعيشون طفولتهم كما يجب.

تدور فكرة المسرحية حول الأمير “مرجان”.. طفل صغير يبلغ سبعة اعوام, يرفض الاعتراف بعمره ويرى نفسه رجلاً وبالفعل يعيش هذه الكذبة بعد ان يواجه مشكلة عدم النوم…” من تستطيع ان تجعله ينام سيغدق عليها المال ويجعلها تعيش افضل حياة”… هذا ما تضمنه الفرمان الذي اشاعه بين نساء البلدة لكن من تفشل في الاختبار يقع عليها غضبه ويزج بها في السجن, امتلأت سجونه بالنساء حتى جاءته فتاة جميلة هي “شهرزاد” التي استغربت من طريقة تفكيره الرجولية وهو لا يزال طفلا, وتقترح عليه ان يقوم بنفسه بمعايشة الحكايات التي يراها لا تصلح له, وفعلا يقوم بالتنقل من حكاية الى اخرى حتى يلتقي في احدى الحكايات مجموعة من العجائز يستغربن من شكله فهو طفل وقد وضع “شنبا من الشعر المصطنع” على وجهه فتسأله احداهن : لماذا تفعل ذلك? ثم تكمل باقي العجائز سرد القصص ومواقف الطفولة فيندمج بالقصة ويطلب من شهرزاد :أريد أماً!

“يلا ينام مرجان”.. يمكن وصفه بأنه احد العروض المسرحية التربوية التي حملت رسائل مباشرة الى اولياء الأمور بضرورة منح أطفالهم فرصة الاستمتاع بطفولتهم وعدم العمل على اخراجهم من هذا الحلم الى واقع يكبرهم سنا. المخرج دكروب لم يبالغ بالسينوغرافيا وفي الوقت نفسه لم يتعمد البساطة والسلسة فيها انما عمل على إيجاد حالة تناغم مشتركة بدءا باللهجة البسيطة والسلسة مرورا بالأداء الجيد للدمية “مرجان” والفنانين الذين شاركوا في العرض كممثلين وانتهاء باندماج الاضاءة مع الأزياء.

 

كتب – فالح العنزي:

http://www.al-seyassah.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *