أعباء المسرح المدرسي.. من يتحملها؟

كان المسرح المدرسي يحظى باهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم قبل تغيير نظام التعليم، ثم أصبح اجتهادا غير إلزامي في المدارس بعد

تغيير نظام التعليم، ولا أحد يشك في أهمية المسرح المدرسي الذي يضع الأساس المتين لأي نهضة مسرحية مرتجاة في المستقبل، ومنه انطلقت مواهب شقت طريقها وأثبتت كفاءتها في عالم المسرح، وعلى أكتافها قامت نهضة مسرحية لفتت الأنظار، ولذلك تحرص معظم الدول على العناية بالمسرح المدرسي منذ الابتدائية وحتى الجامعة، وكثيرون من أصحاب التخصصات المختلفة اتجهوا للعمل في المسرح، رغم تخصصاتهم المختلفة تلك، وما ذلك إلا لأنهم تربوا على المسرح واستوعبوا فنونه، وأجادوا في أدائه من خلال المسرح المدرسي، وتكرار الدعوة لتنشيط المسرح المدرسي إنما ينطلق من الرغبة في تنمية هذا القطاع، واستثماره لخدمة المجتمع، ومعالجة قضاياه، دون أن ينسينا ذلك دوره التجاري الذي يحقق أرباحا تساعده على الاستمرار في التطوير، واستقطاب الكفاءات المتميزة للعمل في مجاله، وما يواجهه المسرح التجاري من رفض أحيانا لا يمنع من الاعتراف بأن هذا الجانب هو أحد الأهداف لتحقيق استمرارية العمل المسرحي، على ألا يكون هو الهدف الوحيد وعلى حساب الجودة والوعي والمسؤولية والأهداف الفنية والإصلاحية للمسرح، باعتباره وسيلة للبناء والمتعة البريئة، وهذا لا يتعارض مع الهدف التجاري للمسرح.

وتهتم بعض المدارس في بلادنا بالمسرح، لكنها تترك أعباء القيام به للأطفال، وتحمل أولياء أمورهم مسؤولية توفير الملابس للأدوار التي يقومون بها، بينما يفترض أن تتحمل هذا العبء المدرسة نفسها، وأن تكون لديها غرفة ملابس للمسرح، تحتفظ فيها بالملابس التي يحتاجها التلاميذ لتمثيل الأدوار المسندة إليهم، فربما أسندت إلى الطفل دور أحد الهنود الحمر على سبيل المثال في مسرحية تنوي المدرسة تقديمها في إحدى المناسبات، وكلفته المدرسة بشراء ملابس الهنود الحمر، ولكم أن تتصوروا رحلة البحث عن ملابس الهنود الحمر في الدوحة، فقد يزور الأهالي معظم الأسواق بحثا عن هذه الملابس فلا يجدوها، وهو بحث مضن يعرفه من يعرف شدة الازدحام، وتقلب الأجواء، وتباعد الأسواق في الدوحة، وهذا مضيعة للوقت، وربما تكون تكلفة إضافية، ترهق كاهل أولياء الأمور.. مع أن توفير ملابس المسرح من مسؤوليات المدرسة، وعليها أن توفرها ولا تطالب أولياء الأمور بتوفيرها، وهي يمكن أن تستفيد منها في الحفلات المسرحية التي تنوي تقديمها في المستقبل، أما التلميذ فإنه سوف يرميها بعد انتهاء دوره في المسرحية، حيث لا فرصة أخرى له لاستخدامها، والمدرسة هي أول من يمنعه من استخدامها إذا جاء بها في اليوم التالي، لأنه مطالب بالزي الموحد للمدرسة.

وحينما تتكفل المدرسة بكل الأعباء المالية التي تحتاجها الأنشطة التي تنفذها، فإن هذا سوف يعود لها في المستقبل، سواء كانت للمسرح أو غيره، وبعض المدارس تتمادى في طلباتها من التلاميذ بشكل يزعج أولياء الأمور ويرهق كاهلهم ويشغل أوقاتهم مع أن المدرسة هي المسؤولة عن ذلك.

وبغير هذه التعليمات لن تتوقف طلبات المدارس لأولياء الأمور بتحمل تكاليف الأنشطة المدرسية.

 

 

http://www.raya.com

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *