موليير : الحياة تراجيديا لمن يشعر .. كوميديا لمن يفكر

 

” أحمق جاهل أفضل من أحمق متعلم ” كلمات أبو المسرح  الفكاهى موليير ، الذى على الرغم من مرور أكثر من 4 قرون على ذكرى رحيله ، مازال تراثه المسرحى يمتعنا و يرسم البسمة على وجوهنا .

 

 

هو الأديب و المسرحى  الفرنسى ” جون باتيست بوكلان ” المعروف بموليير ، و الذى عرف بكتباته الساخرة و حسه الكوميدى اللاذع  ،  ولد عام 1622 ، كان والده يعمل في صناعة الفرش والسجاد ، و كان يريد لموليير العمل معه و لكنه ولع بالمسرح ، فكان جده يصطحبه معه و هو طفل لمشاهدة المسرحيات  ، و هناك وجد شغفه خاصة بالمسرحيات الهزلية .

و رغم دراسة موليير للقانون و لكنه تركه ، و التحق بعائلة فنية مشهورة فى هذا الوقت  ” بيجار ” ليتخذ فى هذا الوقت اسمه المسرحى ” موليير ”  ، و أسسا معا مسرح شهير فى باريس ، و لكن بدايات موليير فى المسرح كانت رديئة ، ولم تجذب إليه زبائن كثيرين.

ثم حظي بعدئذ برعاية ولي العهد وشقيق الملك لويس الرابع عشر ،الذى أتيح له فرصة تمثيل مسرحية تراجيدية أمامه ، ولكنها كانت مسرحية مملة، ثم لعب مسرحية هزلية ونجح فيها ، واستطاع أن يضحك الجمهور وعلى رأسهم الملك.

وعندئذ عرف أنه يمتلك مواهب كبيرة في الهزل لا الجد ، تجعل المشاهدين يغرقون فى الضحك ،  ولهذا السبب نال شهرة واسعة في مجال المسرح  الهزلي ليستحق عن جدارة لقب ” أبو المسرح الفكاهى ”  ،  وعندئذ خصص له الملك مكانة دائمة في المسرح الموجود داخل قصره لكي يضحكه ويروّح عن نفسه عندما يشاء،  وكانت عادة الملوك آنذاك أن يحيطوا أنفسهم بكبار الموهوبين من كتّاب وفنانين.

كانت أول مسرحية هزلية كبيرة يلعب فيها موليير هي ” المتحذلقات السخيفات ” و هو فى ال 38 من عمره ،  و نجحت هذه المسرحية نجاحاً باهراً ،  ونالت رضى الملك الذي أغدق عليه العطايا والهبات،  ولكن السيدات المتحذلقات اللواتي سخر منهن موليير حقدن عليه ودمرن مسرحه ،  وعندئذ بنى الملك لموليير مسرحاً خاصاً به.

في عام 1662 اهتم موليير بموضوع مسرحي غير معهود في ذلك الزمان وهو: وضع المرأة في المجتمع   ، وكتب عندئذ مسرحية بعنوان: مدرسة النساء، وقد حققت نجاحا هائلا  ، و لكن أدان الأصوليون هذه المسرحية واعتبروها خلاعية ومضادة للدين.


وقد رد عليهم عن طريق مسرحياته ففي نفس عام 1664 الذى عين فيه موليير مسؤولاً عن قسم الترفيهات في القصر الملكي ، كتب موليير إحدى مسرحياته الشهيرة بعنوان: المنافق، أو مدعي التقى والورع ، وفيها أدان ازدواجية بعض رجال الدين الذين يظهرون الورع ويخفون عكسه.

لكن هذه المسرحية أحدثت فضيحة في الأوساط الدينية الفرنسية ، فاضطر الملك إلى تعليقها أو إيقاف تمثيلها لكي يخفف من سخط الكهنة ، ولكن موليير تحايل على الرقابة وقدم حفلات تمثيل خاصة لها.

وفي عام 1665، أبدعت عبقرية موليير مسرحية جديدة بعنوان: «دون جوان» وقد لاقت هي الأخرى أيضاً نجاحاً منقطع النظير. ووصل  اسم موليير لأوج شهرته ، حتى  أن الملك دعا فرقته المسرحية باسم «فرقة الملك»، وهكذا أصبح موليير أهم فنان في عصره.

و عندما أصيب موليير بالمرض لم يتوقف عن الكتابة و الإبداع فكتب «كاره المجتمع»  و  «الطبيب رغماً عنه»  ، و «البخيل» ،   ثم زالت الرقابة عن مسرحية المنافق عام 1669، وعندئذٍ لقيت نجاحاً لا مثيل له على خشبة المسرح، وكان آلاف المشاهدين يتدفقون على المسرح لرؤيتها.

أما آخر مسرحية كتبها موليير فكانت بعنوان «المريض الوهمي» ولكنه أصيب بوعكة صحية على خشبة المسرح وهو يمثلها ثم سقط صريعاً أمام كل الناس. وهكذا مات موليير على خشبة المسرح الذى عشقه .

مات مخلفا وراءه العشرات من الأعمال المسرحية الخالدة من بينها : «الطبيب الطائر» و «الكسلان» و «الطبيب العاشق» ، و ” الزواج القسرى ” و ” الدجال ” ، ومعظم هذه المسرحيات لا تزال تمثل حتى الآن  ، على خشبة المسرح في باريس باعتبارها من روائع الأدب العالمي.

من ماثورات موليير : 

” الحياة تراجيديا لمن يشعر ..  و كوميديا لمن يفكر “

” كلما أحببنا شخص ، كلما مدحناه أقل ، بعذر أن الحب الحقيقى يتحدث عن نفسه “

” نحن لسنا مسئولون عما نفعل فقط وإنما عما لم نفعل أيضاً ” 

” الكتابة كالبغاء، في البداية تمارسها من أجل الحب، ثم من أجل بضع أصدقاء، ثم من أجل المال ” 

” أحبذ أن تكون زوجتي بلهاء وبشعة، و لا تكون حسناء كثيرة الفطنة والفتنة ومستبدة طاغية “

” الأشجار التى تنمو أبطأ تحمل الفاكهة الأفضل “

” اذا كان الحب جزء من حياة الرجل فهو كل حياة المرأة “

” بدون معرفة تصبح الحياة ظلا للموت “

 

كتبت- شيماء فؤاد

http://www.moheet.com/


شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *