ثلاثة عروض في اختتام أسبوع المونولوغ بفضاء ”بلاصتي”.. همّ يضحك••• وهمّ يبكي

اُختتم أسبوع المونولوغ الحافل الذي أقيم بفضاء ”بلاصتي” ضمن ليالي ”ألف نيوز ونيوز، ليلة أول أمس، بثلاثة عروض مسرحية لكل من تونس آيت علي في عملي ”الدمى” و”وردة”، وتوفيق مزعيش في مونولوغ ”التأخر”، إضافة إلى ندوة نقاشية حول ”فن المونولوغ في الجزائر” نشطها الناقد والصحفي محمد كالي، والفنان المسرحي عمر فطموش·

 

 

”الدمى” توحد مع ألم الأنثى

تعانق دماها، تضربها، تحاورها، تقبلها، تداعبها، ولا تخرج من حالة التوحد معها، تلك التي دخلتها لأسباب مجهولة لدى متابع العرض، الذي اكتشفها مع دخول ضحية أخرى (تونس آيت علي) إلى الفضاء، الضحية القادمة من مكابدات عائلية·

تدخل الفضاء المفترض أنه مستشفى للأمراض النفسية، وبصخب الوافد الجديد تسرد معاناتها مع عائلة زوجها، وبصفة خاصة حماتها التي حجت إلى بيت الله الحرام سبع مرات، وتصلي الصلاة في وقتها، رغم هذا كل ما تظهره من تدين عبر الفروض، تناقضه في معاملاتها اليومية، حيث تدخل كنتها في روتين يومي قاتل، يبدأ على الساعة الثانية صباحا، حينما تفرض عليها الاستيقاظ لملء الدلاء بالماء ومسح الأرضية، تمهيدا لاستيقاظ الحماة مع بناتها من أجل الوضوء استعدادا لصلاة الفجر، الأمر الذي يستدعي إعادة مسح الأرضية من جديد، بسبب الرذاذ المتطاير بقصد وبغيره على الأرضية التي سبق ومسحتها·

تسقط العجوز أرضا، وهي تتوضأ ذات مرة فتطلب النجدة، تهرع الكنة لمساعدتها، رغم تشفيها في سقوطها، وحين تقترب منها يتحوّل الصراخ من طلب النجدة إلى ”حبت تقتلني بنت الحرام”، مع دخول ابنها بخوش إلى البيت· بخوش الذي لا يجيد سوى ثقافة العنف الجسدي، يمتهن جسد زوجته بكرنفال من الضرب المبرح، قبل أن يطردها لتواجه مصيرها المعقد، حيث ترى فكرة رجوعها إلى بيت والدها مستحيلة، نظرا لكونه جحيما آخر قاسمت فيه المعاناة مع والدتها وأختها، في وسط قعمي ذكوري يستأثر بالسلطة والمتاع، ويترك لهن الفتات الذي لا يهنأن به، في ظل العنف الممارس عليهن·

بقية القصة متروكة لوقت لاحق، كون العرض يدور حاليا في مطبخ المخرجة تونس آيت علي، ويجري التحضير له على قدم وساق لعرضه بداية الموسم القادم، وما عرض كانت بعض المقتطفات، التي تشي بعرض جريء، يواجه السلطة الذكورية القاسية، ويطرح مشكلة التعاطي الخشن مع المرأة في الوسط العائلي الجزائري·

”وردة” الممثلة عاملة التنظيف

ممثلة مسرحية تعمل كمنظفة، منظفة تلعب أدوارا في المسرح، ممثلة تلعب دور منظفة··· قد تختلط عليكم الأمور هنا، لكن ليس وأنتم تتابعون مونودرام ”وردة” الذي قدمته الفنانة تونس أيت وعلي، وهو العمل الذي كتب نصه وأخرجه المسرحي العمري كعوان.

وردة ممثلة تخرجت من معهد الفنون الدرامية، وكأي فنان كانت تبحث عن فرصة للتألق في بيئة عمل سليمة، ما دفعها للتوجه إلى المسرح بحثا عن عمل، وبعيدا عن أي تأخير استلمت عملا قارا··· ليس كممثلة وإنما كعاملة تنظيف، لا خيارات سوى المكنسة أو البطالة، تقبل وردة بالعمل مضطرة وتحصل على ترقية سريعة من تنظيف مراحيض المؤسسة، إلى تنظيف خشبة المسرح، ما سمح لها بالاحتكاك بالممثلين وصناع العمل المسرحي، وحينها تتعرف على أدق تفاصيل حياتهم العملية المبنية على علاقات شخصية مشبوهة، تسردها وردة أحيانا، وأحيانا أخرى تستنطق الجمهور الحاضر في القاعة، ما خلق تفاعلا قويا معها طوال مدة العرض، كما لم تكتف بالحديث عن المسرحيين، بل تنقلت بين الجمهور، معرية بعض سلوكاتهم المشينة كرمي أعقاب السجائر في حرم المسرح، ولصق العلكة في المقاعد·

تمنح وردة فرصة العمل في عدة أعمال مسرحية كممثلة، تعويضا لغياب وتسيب الممثلات الأخريات، وهو العمل الذي كانت تقوم به في كثير من الأحيان دون مقابل، وحينها تتحدث عن أحلام شباب الهامش البسيطة، المتمثلة في الزواج والاستقرار والعمل القار، في الوقت الذي تهمّش فيه الطاقات المحلية مقابل صرف أموال طائلة على استقدام فنانين من الدرجة الثالثة للجزائر، الأمر الذي حدث مع مدعي الشعر الخليجي وصديقته، اللذان اتخذا من دعوة الجزائر لهما كشاعرين، كفرصة للهروب من أعين مجتمعهما المحافظ، واللقاء الغرامي الآمن.

”التأخر” يفتح حزبه الخاص

 

http://www.djazairnews.info

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *