مشهد الوليمة

” الوليمة ” نص مسرحى كتبه علاء سليمان – الذى لم أعرفه حتى الآن وأسعى للتشرف به – وفاز بالجائزة الثالثة فى مسابقة النصوص المكتوبة للكبار التى

 

تقيمها الهيئة العربية للمسرح . وقد أعلن اسمه فائزا من مصر فى حفل خاص على هامش مهرجان المسرح العربى الخامس الذى أقامته الهيئة  فى قطر هذا العام . إلا أن ظروفا خاصة بإستعداده لمناقشة الدكتوراة حالت من تواجده ، لذلك حرمت من تهنئته  كما فعلت مع مصرى آخر هو عبد الحميد سلامة الذى فاز بالجائزة الثانية ، ومصرى سودانى هو أمجد أبو العلا الذى فاز بالجائزة الأولى، وأعدكم أن أمر على النصين الآخرين هنا فى أعداد مقبلة .

حينما انتهيت من قراءة نص علاء سليمان ، تذكرت على الفور أصدقائى من المخرجين الشباب اللذين لا يكفون عن الشكوى من ندرة النصوص الجيدة الملائمة لطموحاتهم وأفكارهم المتمردة . لذلك فكرت أن أتحدث عنه هنا، لعل حديثى يكون سببا فى سعى أحدهم إلى البحث عن كاتبه ( كما سأفعل أنا ) ويتفقا معا على وضعه على خشبة يستحقها وتستحقه.

فالنص مكتوب بحرفية عالية ، طارحا لموضوع إنسانى يصلح لنا ولغيرنا من بلاد الدنيا ، فهو عن الحرب وعن الإنسان ، وعن القدر الذى يسوق صاحبه لمصير ظل يهرب منه طوال حياته . هو عن زوجين كهلين يعيشان على أطراف مدينة تقف على الحد مع بلد تدخل فى حرب مع جارتها . لكن الزوجان إختارا هذا المنفى لغرض هيئا له نفسيهما المريضة واعتبراه رسالتهما فى الحياة ، إنهم جاءا للإنتقام ممن قتلوا ابنهما الشاب الجندى المريض بالصرع ، فباتا ينصبان الفخاخ الإنسانية للجنود العائدة من حرب يظنون أنهم انتصروا فيها ، يغريانهم بالطعام والشراب والدفء وباستراحة طريق. لكن الضحايا لن يعودوا مرة أخرى لاستكمال مسيرة العودة إل الديار ، بل سيدفنون بعد قتلهم بالسم فى مقبرة أعدت خصيصا لهذا الغرض فى قبو أسفل المنزل .

أما لماذا يفعل ذلك الزوج والزوجة ، وإلى أى مصير ستنتهى بهم حفلة انتقامهما ؟.. فهذا ما لن أتورط فى الكشف عنه . لكننى سأشير إلى قدرة الكاتب على خلق حدث آخاذ منذ اللحظة الأولى ، وعلى رسم شخصيات ( خاصة الزوجين ) تشع بالحياة لا تكاد تكرهمها حتى تقع فى التعاطف معهما والرثاء لهما . بل ونجح سليمان فى السيطرة على هاتين الشخصيتين بمقدرة من يعرف أن مكنون نفسيهما وطبيعة الحدث يمكن أن ينزلقا به إلى هوة ميلودرامية  تطيح بالعمل ككل. بل ونجح فى الهروب من فخاخ الثرثرة التى تتيحها شخصيات يعتمر فى نفسها الكثير من الأحاسيس المتناقضة ، وكان من الممكن أن ينزلق إلى هاوية البوح المنفرد فى منولوجات طويلة قد تبررها الوحدة التى يرزحان تحتها والأنفصال النفسى الذى يعيشانه رغم تواجدهما معا تحت سقف بيت واحد.

كل هذه العناصر ومن قبلها اللغة التى صيغت بها الحوارات ، هى ما شجعتنى للإعلان عن هذا النص وللسعى إلى معرفة كاتبها …. ولا يبقى إلا أن أسأل كل من يعرف علاء عبد العزيزسليمان ( المدرس المساعد بالمعهد العالى للفنون المسرحية ، حسب ما عرفت من إشارة باالكتاب المنشوربه النصوص الثلاثة ) أن يخبره أننى أسعى إلى التعرف عليه وعلى نصوص أخرى له.. فهل تفعلون ؟ .

محمد الروبى

Rouby666666@yahoo.com

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *