المناضل.. جلال الشرقاوي

فضحت أعماله قبل الثورة سلبيات العصور الثلاثة السابقة، وبقى فى حصنه المنيع “مسرح الفن” – بعد الثورة – يناضل ضد كيل “الإخوان المسلمين” بمكيالين

 

 

ولد الفنان الكبير جلال الشرقاوي في الرابع عشر من يونيو عام 1934 في محافظة دمياط.

حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس 1955 وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1958 ودبلوم إخراج من معهد “جوليان برتو للدراما” في فرنسا عام 1960، ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية من فرنسا عام 1962.

قدم الشرقاوي عبر مشواره الفني الذي يزيد علي نصف قرن عدة مؤلفات للمكتبة الثقافية والفنية منها:”محاولة فى تاريخ السينما المصرية”عام 1962، أشرف عليه الباحث والناقد العالمي “جورج سادوول”.

أما كتابه الثاني “السينما فى الوطن العربي” كتبه باللغة الفرنسية بتكليف من منظمة اليونسكو، ثم كتابه الثالث “مدخل إلى دراسة الجمهور فى المسرح المصري” بالكويت عام 1988.

يعتبر الشرقاوي رائدا من رواد المسرح السياسي فى مصر والعالم العربي متعرضا لأهم الأحداث التاريخية التي هزت المنطقة بأكملها في أعماله المسرحية منها: “آه ياليل ياقمر” التي تتحدث عن الخيانة فى الداخل والخارج، ومسرحية “بلدي يا بلدي” تتحدث عن حاشية السوء التي أبعدت الزعيم عن الشعب.

أما “إنت اللى قتلت الوحش” تتحدث عن حكم الفرد وعن ثورة الشعب ورغبته فى أن يكون الحكم للجموع، و”عفاريت مصر الجديدة” تتحدث عن دولة المخابرات، و”ملك الشحاتين” تتحدث عن الصراع القاتل بين السلطة السياسية والسلطة العسكرية، وعن وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يقدم المخرج مسرحية “حجة الوداع”.

يقدم المخرج مسرحيتين عن حرب أكتوبر هما: “شهر زاد” و”عيون بهية”، بالإضافة إلى رائعته “ع الرصيف” والتى يكشف فيها النقاب عن بعض سلبيات وإيجابيات العصور الثلاثة “ناصر -السادات – مبارك”، وتعد أول نموذج للمسرح السياسي المباشر يقدم فى مصر بل وفى العالم العربي عامة وهو المسرح الذي لا يلجأ إلى الأسطورة أو التاريخ أو الرمز أو الإسقاط وإنما يسمى الأشخاص بأسمائهم والأحداث بزمانها ومكانها، ويستمر مع هذا المنهج فى “بشويش” ثم فى “بولوتيكا”، ثم يجدد الشرقاوي في منهجه المسرحي فيقدم نموذجا للكباريه السياسي “انقلاب” ثم “عطية الإرهابية” و”الجنزير”.

فى يوليو 1995 انفرج الستار عن “دستور يا أسيادنا” التي تنادى بالانتخاب السري الحر المباشر لرئيس الجمهورية التي تحققت في فبراير2005، وفى مسرحياته الأخيرة “شباب روش طحن” و”امسك حكومة” و”أنا متفائل تصور” يبحث مخرجنا عن حق المواطن المصري فى وطنه وخارج وطنه، وحتى في “برهومه واكلاه البارومه” تدور فى ذات الإطار لسياسة الخصخصة والبيع البخس والفساد والرشوة بالجنس والمال.

ومازال الشرقاوي مناضلا علي جبهته المسرحية “مسرح الفن” الذي تحدي به فاروق حسني، وزير الثقافة السابق، ومحافظ القاهرة السابق عبدالعظيم وزير، واعتصم بمسرحه أمام جرافاتهم لكي يتخلصوا منه عن طريق هدم مسرحه وحصنه السياسي ضد فساد مبارك ونظامه.

وتتغير الأسماء والفصائل في دائرة حكم مصر ويبقي الشرقاوي في حصنه “مسرح الفن” يناضل من أجل العدل والحرية، فيقدم الآن مسرحية “الكوتش” التي تتناول أحداثها العدالة في حكم الإخوان المسلميون، وكيفيه محاربة الفساد والطغيان والكيل بمكيالين.

http://al-mashhad.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *