مسرحية “الليلة الوطنية” جسدت هموم المواطن

لليوم الرابع على التوالي تستمر على خشبة مسرح الثقافة بمدينة السليمانية عرض لمسرحية  “الليلة الوطنية” سيناريو وإخراج شوان كريم وتمثيل مجموعة من الممثلين الشباب تعالج هموم الإنسان ونقد لواقع الحال للمجتمع غابت فيها الحب ومن إنتاج مديرية المسرح بالسليمانية.

ويطرح العرض المسرحي قصة أربعة من الشخصيات يعملون في قناة تلفزيونية يعدون برنامجا عن اليوم الوطني ومنه تبدأ قصص تلك الشخصيات وخلفياتهم الاجتماعية والنفسية وخطابهم النقدي للإعلام المنتج للأكاذيب والمشوه لوعي الفرد.

يقول مخرج المسرحية وكاتبها شوان كريم :النص يطرح أكثر القضايا خطورة وتماسا بوعي المجتمع وهو الإعلام  : إن العرض هو محاولة منا كفريق لإيصال فكرة ومتعة إلى الجمهور ، وأنا أنتظر ملاحظات وانتقادات الجمهور وزملائي المسرحيين والنقاد، ويضيف ” عالجت المسرحية،موضوع هموم الإنسان وسط بيئة فقدت قيم الحب والجمال والصدق ومعاني الوطنية في زمن تكاثرت فيها الحروب والأكاذيب الإعلامية.

ويقول شوان نحن كفريق قدمنا عملا يتحمل النقد ،والنقد ضروري لكل فعل إبداعي ، فلا حركة فنية بدون حركة نقدية متسائلا ” ولكن أي نقد؟”

ويضيف” النقد الحقيقي قد تراجع أمام الثقافة النمطية والتجريح والهراء”

واستخدم المخرج في عمله المسرحي تقنية السينما  لإلقاء الضوء على تلك الاحداث التي كانت لم تجسد على الخشبة منها لقطات من الحرب والحياة اليومية لسائق تكسي .

وقال الفنان شوان عطوف للمدى إن الحديث عن العرض برأيي يحتاج إلى جلسة نقدية جدية وليس من المعقول أن ننهي الحديث بجملتين أو ثلاث، مضيفا” علينا أن نقف بشكل جدي أمام العرض دون أن ننسى عندما نقول :هذا عرض جيد وهذا سيئ قد يضر بالعرض نفسه”

واعتبر الفنان المسرحي نهرو صالح المسرحية “غير متكاملة ازدادت فيها الشعارات وغابت فيها ابسط العناصر التي يبنى عليها العرض المسرحي.

يقول نهرو إن المخرج لم يكن موفقا في أن يبني عرضا متكاملا ولم يوفق الممثلون في إعطائنا الأبعاد النفسية للشخصيات ،لأن أبعاد الشخصيات أصلا كانت مفقودة ، مضيفا” طغى على المشهد المسرحي الشعارات وغابت العناصر الرئيسية للعرض ،من إخراج وتمثيل وإضاءة وديكور، وهذا مؤسف حقا ” ويؤكد” أن هذا لا يعني أننا ضد التجديد بل ليس كل جديد بجديد”

ويرى نهرو أن أبطال المسرحية اقتربوا من الخطابات والانفعالات وابتعدوا عن التمثيل”

ويقول الشاعر كوران صديق إن من يقول بأن المسرحية لا هي خطاب معارض ولا هي محاكمة سياسية للسلطة، بل إن العرض والشخصيات باعتبارهم ضحايا زمن الحروب ينتقدون الواقع في زمن الحرب ،ويضيف  ” فالحروب منتج للإعلام الكاذب ومرضى نفسيين وعنف وضحايا وتدمير لحياة الناس” المسرحية هي تأمل في ظاهرة إنسانية بعد الحرب وأثناء الحرب”

ويتابع كوران إن المخرج استطاع  توظيف جميع العناصر في لعبته المسرحية ،فضلا عن استخدامه الجميل للسينمافيجن الذي دارت عليه بعض الاحداث ويضيف” العرض ترك تأثيرات نفسية على المتلقي وخلق متعة بصرية من خلال الشاشة والإضاءة والديكور والألوان”

مثل أدوار المسرحية الممثلة آشنا رؤوف، والممثلون طه محمد، بيشرو حسين، سردار محمود، وساعد في الإخراج ريبين عمر، مدير المسرح شفان خضر، والسينوكرافيا وتصميم الإضاءة طاهر عبد الواحد، والفنيون، هاوري بهجت، هوراز محمد، ريبين احمد، اندام نجاة، كاروان محمود، سامان جلال، سبكر عبدالله، نبز احمد، حيدر عمر، سوران نقشبندي، شانو ابراهيم، ريبين آوات.

يقول مصمم السينوغرافيا لمسرحية “الليلة الوطنية” طاهر عبد الواحد، إن فريق العرض قد لمسوا خلال أربعة أيام من العرض تجاوبا وتأثيرا على المتلقي ، ويضيف :هذا لا يعني بان العرض فوق النقد ويضيف” لكن من المؤسف إن بعض الانتقادات تخرج من أناس لا علاقة لهم بالنقد المسرحي” ويؤكد ” ليس كل ما يقال يدخل في باب النقد فليس كل متكلم هو ناقد وليس كل كلام يقال هو نقد مسرحي” ويتابع عبد الواحد” أنا سعيد بأن العرض خلق جدلا ،ولكن من المؤسف  هناك من يطرح نفسه كناقد ولكنه لا يدري بان بعض ملاحظات الجمهور البسيط أرقى من كلامه” وكان المخرج شوان قد عرض في 14 من تشرين الأول من العام الماضي  مسرحية “لم يتبق لنا وقت للغناء” كانت تجسد معاناة أسرة داخل منزل مهجور في حي صابونكران بالسليمانية الذي يعد من أقدم أحياء المدينة .

يذكر أن مخرج المسرحية شوان كريم هو من مواليد 1973 بمدينة السليمانية، قدم خلال مسيرته الفنية العشرات من العروض المسرحية ككاتب وممثل ومخرج ،وكان آخر عمل له مونودراما (معاناة في الجانب الآخر من النافذة) ،وهو من إخراجه. وقام أيضاً بتمثيله وافتتح به مهرجان المسرح في السليمانية عام 2009 ،حيث تم عرض المسرحية قبل ذلك في عدد من المدن الألمانية، حيث يقيم.

السليمانية / هيفي خالد

http://www.almadapaper.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *