المفارقة في مسرح الطفل

يستنهض الخطاب المسرحي عند الطفل مستويات دقيقة ، لـِما يـُراعى فيها من لغة وعرض وإخراج وما شابه ذلك، وما يهمنا هو لغة النص المكتوبة، بالإضافة إلى معرفة

 

 

 

عملية أو محاولة الكاتب للاستحواذ على أفئدة وعقول الأطفال لمشاهدتهم أو سماعهم للمسرحيات، لذلك أوّل ما يراعيه الكاتب في عملية الكتابة هو سن الطفل الذي يــُكتب النص إليه، ومن ثم طريقة بناء لغته بأسلوب يتناسب وقدرات الأطفال على الاستيعاب والفهم والإدراك، فـ “مسرح الأطفال، هو أحد الوسائط الفاعلة في تنمية الأطفال عقليا وعاطفيا وجماليا ولغويا وثقافيا. أو هو أحد أدوات تشكيل ثقافة الطفل. فهو ينقل للأطفال، بلغة محببة – نثرا أم شعرا – ، وبتمثيل بارع، وإلقاء ممتع، الأفكار والمفاهيم والقيم ضمن اطر فنية حافلة بالموسيقى والغناء والرقص” تدخل – لمسرح الطفل – بعض المفاهيم التي تستنهض الخطاب المسرحي عند الطفل ، وابرز هذه المفاهيم (المفارقة)، التي نجدها تهيمن على نصوص الأطفال، سواء بشكل عفوي، لما تشكله الطفولة من براءة في فهم الأشياء، أو بأسلوب قصدي مراعاة لقدراتهم الذهنية والعقلية، ومحاولة من الكتـّاب للتأثير بهم.
تعتمد أكثر مسرحيات الطفل على روحية الكاتب في الاعتناء بقالب المسرحية الشكل أولا، والمضمون ثانيا، كما وتختلف أساليب كتابة مسرح الطفل من كاتب إلى آخر، حيث تتشكل بعض النصوص بشكل تقليدي، مع إضفاء طابع السهولة في اللغة ، والبعض الآخر تـُبنى بأسلوب المزج الحاصل ما بين التراث والواقع المعاصر ، ومنهم من يرسم شخوصا – فنطازيا –  ، وبالتالي تحريكها من خلال إضفاء صفات الإنسان عليها ، كما في نصوص د.حسين علي هارف. 
وكثيرا ما تتشكل قوالب مسرحيات الأطفال على ضوء  أسلوب الانسنة، وأسلوب الانسنة هو إضفاء صفات الإنسان على الحيوان، لتكون الأفكار قريبة إلى الطفل، كما في مسرحيات محمد علي الخفاجي ومثال غازي.
وتصاغ مسرحية الطفل على وفق معايير أربعة، يمكن تلخيصها بالآتي:
المعيار الفكري: مستوى الموضوع ومحاوره بشخوصه وأحداثه. وما يتعلق به من أفكار وقيم تربوية وتعليمية وأخلاقية.
المعيار الجمالي: أسلوب صياغة المعايير الفكرية السابقة في تركيبة فنية، تشمل اللغة والحوار والبنية الدرامية والصراع بالتشخيص والفعل والحركة.
المعيار التربوي – التعليمي: يبحث مسرح الطفل عن هدف تعليمي وتربوي منظم ومدروس.
معيار الجمهور: وهو مهم وحاسم، إن جمهور مسرح الأطفال من الأطفال أنفسهم. فهم جمهوره الحقيقي ينفتح عليهم بعروض مبرمجة ولا يتقاطع إذا ما شاهده الكبار – الآباء وأولياء الأمور صحبة أطفالهم.

 

أثير محسن الهاشمي

http://www.almadapaper.net/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *