كيف أنقذ الهواة المسرح الوطني.. جيل التسعينات لم يقدم الجديد للخشبة الجزائرية

وصف الناقد جروة علاوة وهبي، الأعمال المسرحية لجيل التسعينات بـ “المضمحلة” وغير الرفيعة المستوى، وقال في ندوة حول تاريخ المسرح الجزائري بالعاصمة، أن هذا الجيل لم يقدم الجديد للخشبة الوطنية، عكس الدفعات الأولى التي أرست تقاليد فنية عالية منذ السنوات الأولى للاستقلال.

 

 

يرى الكاتب المسرحي جروة علاوة، أن جيل التسعينات المتشكل من أوائل المتخرجين من مدرسة برج الكيفان للفنون الدرامية، أو العائدين من دورات دراسية بالإتحاد السوفياتي، لم يعطو للخشبة الجزائرية الدفع اللازم ليصبح مرجعا يعتد به: “جيل التسعينات لم يقدم الجديد للمسرح، بل يمكن أن أصف أعمالهم بالضحالة”، يقول المتحدث، الذي شارك البارحة في ندوة حول مسيرة المسرح الجزائري منذ تأميمه في 1963 إلى يومنا هذا. ورسم المختص لوحة مبنية على مبدأ “لا وجود لمسرح جزائري قائم بذاته، بل ثمة حركة مسرحية ضمن السياق العالمي للمسرح وكفى”، على حد تعبيره. داعيا في هذا الباب إلى تصحيح المصطلحات، ودراسة ما أنتج لحد الساعة، لضبط الصالح من الطالح منها، خاصة أمام تردي المستوى، وتفاوته أيضا، من جيل إلى جيل آخر.

يعتبر جروة وهبي فترة 63-73 “مرحلة المد القوي للمسرح الجزائري بالنظر إلى الأعمال العديدة وقيمتها أيضا”، إلا أن الخشبة عرفت بعد 73 ما أسماه المتحدث بـ “استنزاف التقنيين” بعد قرار تطبيق اللامركزية في تسير أبي الفنون، وبالتالي إنشاء مسارح جهوية، أخذت كل الطاقات الفنية والتقنية لصالحها: “لقد تغلبت المسارح الجهوية على المسرح الوطني بعد هجرة هذه الفنيات”، يشرح الكاتب.

اتفق جروة مع باقي المتدخلين، في مسألة دور مسرح الهواة في تثبيت تجربة المسارح الجهوية، حيث سرد عمر فطموش، مدير المسرح الجهوي لبجاية، تأثير مهرجان مسرح الهواة، في تفعيل الحياة الثقافية والفنية للشباب الهاوي، ومشاركته في الطبعة العاشرة للمهرجان في 1976، التي حددت مصير جمعية برج منايل التي عرفت فيما بعد بتعاونية “السنجاب”، وكيف أن هذه الأخيرة ساعدت على قيام مسرح بجاية الجهوي من “حطامه”، يقول فطموش. في الوقت الذي أكد فيه الكاتب شريف لدرع، انفتاح المسرح الجزائري على مختلف أشكال المبدعين من روائيين وشعراء و فنانين وتشكيليين، قال عبد الحميد رابية، إن “مصطفى كاتب لم يكن مستعدا للامركزية”، وأن أزمة النص التي عرفتها المسارح الجهوية فيما بعد أفضت إلى تجربة جديدة وهي الكتابة الجماعية، التي كان لها أثر إيجابي، حسب رابية، على الخشبة.

نبه رابية في تدخله السريع، إلى أن المسرح الجزائري ظل دائما حرا ومتحررا، ومارس حريته في التعبير رغم كل شيء، إلا أن السلطة السياسية عرفت كيف تقلل من حركته: “باستعمال الدعم المالي والتقليل من قيمة العمل، علما أن الجماعات المحلية ترفض استقبال أعمال بفريق كبير، وتفضل الأعمال الفردية”، يقول المصدر ذاته، ليضيف في السياق نفسه: “اليوم نعيش ظاهرة المونولوغ، أصبحت لقمة صائغة لكل من يريد تحصيلا سريعا لجهده، في وقت أن عبد القادر علولة لم يقدم منوردارما حمق سليم إلا بعد تجربة أربعة عقود”، و يدعو رابية أيضا: “علينا اليوم أن نعود إلى المسرح الكبير، والاشتغال على النصوص الكبيرة والثقيلة من وزن شكسبير وأن لا نقع ضحية مزاج سلطات تساهم في إضعاف الخشبة الجزائرية”.

نبيلة. س

http://www.djazairnews.info/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *