‘شكون انت’ .. مسرحية مغربية بنكهة فرعونية

 

يطرق الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري واجهة جديدة للإبداع الادبي من خلال نص مسرحي تحت عنوان “شكون أنت”٬ يتأمل في تراجيديا السلطة كظاهرة انسانية٬ ويسبر أغوار ذلك “الوحش الذي يأكل نفسه”.

 

 

“ليس محاكمة سياسية بل تأملا في تراجيديا انسانية مشتركة”. بهذا العنوان يقدم الاشعري نصه المسرحي الذي ينتظر أن تقدمه فرقة أفروديت على خشبة مسرح محمد الخامس الاربعاء 23 يونيو/حزيران المقبل.

نافيا أي موقف سياسي مباشر أو محفز ظرفي على كتابة النص.

يؤكد الأشعري في لقاء عقده نادي الصحافة الثلاثاء بالرباط٬ أن المشروع ظل يراوده منذ التسعينيات كتفكير في تراجيديا السلطة وكيف تصنع وحوشا تبني علاقاتها مع الآخرين على نفيهم٬ لتنتهي بأكل نفسها. لكن الكاتب كان بحاجة الى مسافة كافية مع الموضوع٬ وهو ما توفر له مؤخرا ليستأنف الاشتغال عليه قبل عامين٬ منتجا مادة مسرحية نسغها سخرية سوداء وقالب فانتاستيكي.

لم ينحصر جديد الأشعري فقط في طرق باب الإبداع المسرحي الذي يعترف أنه مقل فيه مقارنة مع تركيزه على الكتابة الشعرية والسردية٬ بل أيضا في استخدام العامية لغة لنص “شكون أنت”.

وعن سؤال عن مغزى هذا الاختيار في ظل النقاش الوطني الواسع حول اللغة٬ أوضح الأشعري أن الأمر يرتبط أساسا بالشكل المسرحي وليس بأي رهان خارج الضرورة الفنية للكتابة.

“العامية – يضيف الكاتب الحائز على جائزة البوكر في الرواية العربية 2010- لغة للتعبير اليومي٬ لغة حسية للجسد والمشاعر. وقد دخلت مؤخرا فضاء المواجهة والتعبير الحي من أوسع الابواب”. وكأن هذه المغامرة اللغوية الجديدة للكاتب استدعت شهادة براءة من الزجال المغربي أحمد لمسيح.. عاشق العامية وشاعرها.

 

نص “شكون أنت” يعيد فرقة أفروديت الى واجهة الإبداع المسرحي بعد توقف دام ثلاث سنوات أعقب عشر سنوات من الفرجة المنتظمة.

يصف مخرج المسرحية عبدالمجيد الهواس نص الأشعري بأنه من النصوص التي تؤسس لرؤية مغايرة للكتابة المسرحية بالمغرب٬ وتفسح إمكانيات واسعة للإبداع الفني الذي يحول المكتوب الى مادة فرجوية حية.

ويوضح الهواس رؤيته الاخراجية للنص قائلا: “لم يعد الاخراج المسرحي الحديث مجرد تحويل لمجموع المادة الأدبية الى منطوق يمر عبر قناة الممثل ليقدم للجمهور بقدر ما تتشكل طبيعة هذا التحويل عبر مجموع مكونات الفرجة المسرحية من حيث تصور الفضاء وطبيعة الشخصيات وطريقة لباسها وديناميتها الحركية والتعبيرية”. ويضيف أن “رؤيتنا لاخراج هذا العمل المسرحي تستند على توظيف مجموع هذه المكونات: جسد الممثل كمادة تعبيرية٬ السينوغرافيا ومقومات الفضاء٬ اللباس بوظيفته الدلالية والجمالية٬ الاضاءة وقدرها التعبيرية٬ الموسيقى والتوليف الصوتي..”.

ويرى المخرج أن نص الأشعري “شكون أنت” يطرح سؤالا جوهريا. سؤالا فلسفيا وجوديا يتمركز حول الهوية. سؤال من أنت؟ يخفي ضمنيا سؤال الأنا.. الأنا المتعددة والملتبسة التي تبرز في شخصية رمسيس. يقدمها الكاتب في طبيعتها المتحولة. إننا أمام رمسيس 1 ورمسيس 2 وربما هو شخص ثالث. لعبة الأصل والنسخة”.

يكتب الروائي عبدالكريم الجويطي عن نص “شكون أنت” أن هذا الأخير “يضعنا أمام بورتريه لشخصية رمسيس الغامضة المركبة. إنه فرعون صغير خبر وتدرج في الدهاليز المظلمة للحكم. وتمكن من أن يحول لفترة زمنية طويلة حياة الآخرين الى جحيم دون أن يفلت من مكر التاريخ الذي يجعل من الوحش الماسك بالسلطة الظالمة أول ضحاياها”.

http://www.middle-east-online.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *