لمحة عن حمد الرميحي في ندوة بمهرجان المسرح

تواصلت أمس أشغال الندوات الفكرية المصاحبة لمهرجان المسرح العربي الخامس المنعقد بالدوحة خلال الفترة ما بين 10 و15 يناير الجاري، والموسومة بـ»همزة وصل.. المسرح في قطر ريادة وتجارب مميزة».

 

 

 

وتم استكمال الجلسة التي تم تأجيلها من اليوم الأول وأدارها الخبير بوزارة الثقافة والفنون والتراث موسى زينل، وحضرها باحثون وأكاديميون متخصصون وألقى خلالها الفنان والإعلامي سعد بورشيد لمحة ضافية عن حمد الرميحي مخرجاً ومبدعاً وكاتباً متميزاً.
وقال سعد بورشيد: إن الفنان حمد عبدالله الرميحي أحد المؤسسين للحركة المسرحية بالبلد، مشيراً إلى أن نقطة التحول في مساره هي ترك عالم التدريس والتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت، وازدياد تعلقه بأبي الفنون كتابة وإخراجاً، وذلك منذ عام 1980م وإلى غاية اللحظة.
وسرد بورشيد بعد أعمال الرميحي التي ألفها من قبيل مسرحية «بودرياه»، ثم تجربة التأليف الجماعي رفقة غانم السليطي والناقد د.مرزوق بشير من خلال النص المسرحي «رحلة جحا إلى جزيرة النزهاء»، ملفتاً أن المفاجأة غير المتوقعة التي جاء بها الرميحي من خلال تجاربه الأولى هو تعامله مع الأسطورة.
إلى ذلك، غاص المتحدث في المرحلة التالية للممارسات الإخراجية العملية لأعمال آخرين.
وكان سعد بورشيد خلال كل محطة يقدم تحليلاً ضافياً عن العمل وحيثياته وشخوصه، خالصاً إلى أن حمد الرميحي لا يزال يعكس من خلال إبداعاته المسرحية ما يراه وما يتأثر به من أحداث جسام تدور حوله وما يزال يؤمن بكراهيته للتسلط ونبذه للكراهية والعبودية ومقته للقهر واشمئزازه من الخيانة وحبه للحب.
وجاءت ورقة يوسف الحمدان موسومة بـ»حمد الرميحي.. أفق الحب والحرية في مسرحنا الخليجي»، مبرزا فيها أن حمد الرميحي منذ أن استبر أعماق مجاهيل البحر في خليج الأساطير والمصائر المعتمة والمجهولة في مسرحيته «بودريه»، وهو يمضي على قلق كأن الطوفان تحته، بوصلته فكر شكله وعي جدلي مبكر بالحياة على صفيح تطفح وتتقلب على سطحه التناقضات والمفارقات التي يعج بها المجتمع العربي.
وذكر يوسف الحمدان أن الرميحي حالة عصية وإشكالية، إذ يسهل الاقتراب منها في سرده الحكواتي الشخصي لها، ويصعب التماس معها حين تخرج من حيز الحكواتي الشعبي البسيط، إذ في ثناياها وحنايا التجربة يكمن الشيطان، وتكمن معه فخاخ وشراك المغامرة، وتتسع الخارطة ليتحول الرميحي المنتمي واللامنتمي في الآن نفسه، الواقف على ضفاف الخليج والشاطح في عذابات بعداد والأمة العربية في الآن ذاته كما في «أبو حيان التوحيد» و»القرن الأسود» و»الفيلة».
وتحدث يوسف عن «القرن الأسود» وما لاقته من نقد وشتم وإثارته لحفيظة البعض في دولة الإمارات، زاعما أن حلم الرميحي لم يتمكن من عرضها في دولة قطر، لكن المتابع للحراك المسرحي يعي جيدا أن هذا العمل تم عرضه على خشبة مسرح قطر الوطني بحضور شخصيات وازنة خلال احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية عام 2010 م.
وقال يوسف الحمدان إن الرميحي لم تنصف تجربته نقديا في قطر.
وأثناء التعقيب، دعا الفنان المصري الكبير نورالشريف، إلى إنجاز توثيق لكيفية إخراج المسرحيات، في حين ذكرت الدكتورة لطيفة بلخير أن حمد الرميحي مبدع مختلف وكاتب إشكالي لا يقبل المهادنة.
ولاحظت أسماء مصطفى أن لحمد الرميحي شاعرية في النصوص، فضلا عن التعامل مع جسد الممثل.
وشدد الباحث الأكاديمي المغربي، الدكتور مصطفى الرمضاني، أنه لا يمكن الحديث عن مدرسة مسرحية عربية، بل هناك تجارب. أما سيار الكواري، فأشار أن للفنان أسلوبه المميز.
وخلال الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور حسن رشيد، والموسومة بـ»حاضر العرض القطري»، تقدم خلالها الزميل أشرف مصطفى من «الراية» بورقة، معددا فيها المشكلات التي تواجه حاضر المسرح القطري. وقال أشرف إن المسرح القطري تجاهل تماما النصوص العالمية واكتفى فقط بتقطير بعضها ومعالجتها بطرق أخرجتها من سياقها، ورغم ذلك خرج من بعده المحلي وترك مناقشة الموضوعات الاجتماعية متجها إلى أبعاد قطرية وعالمية من خلال الأعمال الفكرية ذات المغزى الإصلاحي، مستشهدا بما جاء على لسان عبدالرحيم كافود في كتابه «المسرح في قطر..النشأة والتجربة»: إن النص المسرحي الذي يتسم بعمق المعالجة لقضايا الواقع مع توافر العناصر الفنية، فالنصوص التي تشاهدها كأن تكون «مقطرة» أو «مقتبسة» من مسرحيات وقصص عربية وعالمية، ولكن تأتي كل محاولات الاقتباس ساذجة إلى حد كبير في تناول القضايا أو لنقلها في إسقاطات على بعض القضايا». ونوه المتحدث أن أغلب النصوص اتجهت للغة العامية على الرغم من أن الفصحى تعتبر هي الأقدر على نشر الثقافة والارتقاء بالمجتمع.
ومن الأزمات التي عددها أشرف مصطفى، توقف الابتعاث لدراسة الفنون كما كان في السابق.
من جهة أخرى، أبرز المتحدث، أن الحركة المسرحية عرفت انتعاشا مؤخرا بزيادة عدد فعالياتها إذ منذ سنة 2010 وإلى الآن، احتضنت الدوحة عددا كبيرا من المهرجانات المسرحية ما بين عربية وخليجية ومحلية.
وأبرز سباعي السيد، من جهته، أن هناك 3 اتجاهات أساسية في المسرح القطري، أولها الموروث الشعبي، والواقعي الاجتماعي ثم الحداثي
وخلال تعقيبه، أكد سيار الكواري على تنوع التجربة المسرحية وغناها.
وأبرز الفنان غانم السليطي أن الرقابة طوّقت خيال الفنان، وإن حلق، فإنما يحلق مكسور الجناح، ذاكرا أنه في الماضي كنا في زمن الوطنية، أما الآن فأصبح شراء النجاح أهم من صناعته، وأن الفنان المسكين يشتغل بنفسه وببطاريته الذاتية مما قتل الإبداع على حد قوله، ليخلص إلى أن المشاركة في المهرجانات لا تعكس حالة المسرح في البلد.
إلا أن الدكتور حسن رشيد، أشار إلى أن هناك بصيصا من الأمل من خلال بعض المهرجانات السنوية التي أصبحت ثابتة بما من شأنه أن يثري الحراك المسرحي المحلي.
وقال سعد بورشيد إن المسرح القطري ينقسم إلى 4 أجيال: الرواد، الرواد الأوائل وجيل التواصل ثم الشباب.
أما غنام غنام، من الهيئة العربية للمسرح، فذكر أن الهيئة تسعى جاهدة لتنجز عملا عن المسرح القطري مثلما أنجز خلال ندوة المغرب، كاشفا أن الأوراق المقدمة خلال هذه الدورة ليست جاهزة للنشر، وأنه سيتم إعطاء فرصة لأصحابها من أجل إغنائها وتنقيحها حتى تكون صالحة للنشر في كتاب.

الدوحة – عبدالغني بوضرة

http://www.alarab.qa

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *