مسرحية «انفلات»».. وثيقة ناطقة بما تشهده تونس

عرضت مساء أمس الأول بمسرح قطر الوطني مسرحية «انفلات» لفرقة سبيس للإنتاج التونسية من تأليف وإخراج وليد الدغسني وتمثيل أماني بلعرج ومكرم السنهوري، والذي يدخل غمار المنافسة على جائزة مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة بالدوحة خلال الفترة الممتدة ما بين 10 و15 يناير الجاري.

 

 

 

يدور العرض المسرحي بين رجل وامرأتين يسكنان حيا قديما، يحاصرهما الخوف من مهاجمة الغرباء لمنزلهما، في زمن تعيش فيه البلاد انتفاضة شعبية، وبين الخوف والترقب ينخرطان في نقاش حاد بين العقلنة والنضال من أجل التغيير.
ومباشرة بعد العرض، عقدت ندوة تطبيقية للعرض التونسي، أدار أطوارها الفنانة التونسية حنان صادق، وقدمت قراءة نقدية سريعة لها الدكتورة المغربية نوال بنبراهيم، التي لم يسعفها الوقت لتقديم قراءة متأنية، إذ كشفت أنها لم تتوصل بالقرص المدمج للعمل المسرحي إلا على الساعة الثانية عشرة زوالا من يوم العرض.
ومع ذلك، استطاعت نوال تلمس خيوط «انفلات»، مشيرة إلى أن العرض يعرض حكاية رجل وامرأة، وأن هذا الرجل يعيش حالة انفصام، يحضر هذه المرأة ويغيّبها متى شاء، وفي الأخير تتمرد عليه، وضمن هذه الفكرة يتم رسم مجموعة من اللوحات: الإضراب- المستشفى- الغارة، ثم لوحة العميل. وذكرت الدكتورة نوال أن العرض التونسي يطرق قضايا اجتماعية تحمل إسقاطات سياسية ترتبط بالحالة التونسية قبل الثورة وأثناءها ويناقش الهموم المشتركة ويعبر عن حالة الاغتراب والقهر، فضلا عن عرضه سلوك ومواقف هذا الواقع ويعتمد على قسمين: المرأة التي كانت ترغب في المشاركة في الثورة والرجل الذي يثنيها عن الإتيان بهذا الفعل النضالي. إلى ذلك، ذكرت الناقدة المسرحية المغربية أن الموضوع يطرح الأسئلة التي ينبغي أن يطرحها الجمهور، واصفة العرض بـ «الوثيقة الناطقة» التي تسجل لمرحلة تاريخية تشهدها تونس، وأن الجميل في العرض أنه معاصر ليس له بداية كما أنه ليس له نهاية، و «كأنك تلعب لعبة الورق»، فضلا عن كونه صرخة ينقل أحوال الناس قبل الثورة ولا يقدم حلولا بل يعرض الصراعات والمواقف.
إلى ذلك، أوضحت الدكتورة نوال أن المرأة ترفض الظلم وتحاول الخروج لإصلاح الفساد، وتدعو إلى التحرك وتوجهها للجمهور في بعض الأحيان، وهو نتيجة حتمية لما مرت به تونس.

وقالت بنبراهيم إن العرض جمع بطريقة فنية بين الالتزام الناضج ورفض الانعزال، مشيرة إلى أن التمثيل كان غنيا ارتبط بالبعد الإيقاعي وجعل الجسد مدركا للبعد في خشبة فارغة مملوءة بالحياة، وأن الممثل كان قوة تعبيرية وطاقة. وسجلت المتحدثة أن العرض فيه الفعل والحركة والرقص وهو خليط بين الواقعي والتعبيري، وقدم صورة لم تعتمد الجانب المادي بل صورة متحركة واعتمدت على التشكيل السينوجرافي، منوهة إلى أن العرض اعتمد على لغة بصرية والإكسسوارات رقصت مع الممثلين، لتخصل إلى أن العرض ملتزم تجاه أزمة وطنه، هدفه أن يعي المجتمع الاغتراب الذي يعيشه.

الدوحة – عبدالغني بوضرة

 

http://www.alarab.qa

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *