انطلاق مهرجان المسرح العربيّ الخامس في الدوحة الخميس

يكرم مهرجان المسرح العربي وبمناسبة اختتام الهيئة لفعاليات عام المرأة والذي ينطلق في العاشر من هذا الشهر في الدوحة النجمة أمينة عبدالرسول إلى جانب عدد كبير

 

 

 

من المبدعات العربيات “أحلام محمد من البحرين، ورندا الأسمر من لبنان، وزهيرة بن عمار من تونس، وسامية قزموز البكري من فلسطين، وسعاد عبدالله من الكويت، وسمر محمد من العراق، وسميرة أحمد من الإمارات، وصونيا من الجزائر، وفايزة عمسيب من السودان، وفتحية العسال من مصر، ومريم الصالح من الكويت، ومريم سلطان من الإمارات، وملحة عبدالله من السعودية، ونهاد صليحة من مصر، ودية سعيد من قطر”.

وستشهد العاصمة القطرية النسخة الخامسة من هذا المهرجان الذي بات يشكل أهم مهرجان عربي للمسرح في السنوات الخمس الأخيرة لأسباب عديدة منها أن الهيئة باتت محركاً فاعلاً للمشهد المسرحي العربي عامة، وكذلك ما يتضمنه من ندوات وحلقات وملتقيات، بالإضافة إلى أنه صار مطمح الفرق المسرحية في السنتين الأخيرتين أي منذ انظلاق جائزة صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي، حيث تنافست 64 فرقة في الدورة الرابعة فيما ازداد عدد هذه الفرق ليصل إلى سبع وتسعين في هذه الدورة، وقد وصلت تسع فرق إلى المرحلة النهائية من التنافس على نيل جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي في هذه الدورة.

درجت الهيئة العربية على عادة تكريم شخصية مسرحية عربية من البلد المضيف للمهرجان، وكما درجت على أن تترك للجهات المعنية بالمسرح في البلد المضيف اختيار هذه الشخصية، وقد اختارت الدوحة د.حسن رشيد ليكون الشخصية المسرحية القطرية المكرمة.

ود.حسن رشيد إعلامي وناقد مسرحي هو أستاذ النقد وأدب المسرح وقد درس بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة والأهم أنه أول من قال عبر أثير إذاعة دولة قطر “هنا إذاعة قطر”، وكان قد اشتهر برنامجه الإذاعي الذي قدمه آنذاك وكان يحمل عنوان “مساكم الله بالخير” وقدمه مع زميله الفنان غازي حسين.

وقد سبق للهيئة أن كرمت في العام 2009 في مصر الفنان د. أحمد زكي وفي العام 2010 في تونس الفنانة منى نور الدين والعام 2011 في لبنان الفنانين أنطوان ولطيفة ملتقى، و2012 في الأردن الفنان ربيع شهاب.

الندوات الفكرية

تستمر الندوات الفكرية على مدار ثلاثة أيام وسوف تنقسم إلى قسمين، الأول: همزة وصل – نقد التجربة “وهي الندوة الثانية ضمن سلسلة ندوات بدأت الهيئة بها لدراسة تجارب راسخة ومؤثرة في المشهد المسرحي العربي دراسة نقدية تشكل همزة وصل للتجارب وصناعها مع الأجيال التالية في المسرح، وقد كانت الندوة الأولى في المغرب حيث تم دراسة ثماني تجارب لثمانية من المبدعين، وهمزة وصل – نقد التجربة” في قطر ستتناول تجارب أسست وتجارب حديثة في المسرح القطري.

أما القسم الثاني فسيكون تحت عنوان “أي ربيع للمسرح العربي في ظل الربيع العربي؟”، كما ستنشأ أربع حلقات تدريبية “الأزياء المسرحية شخصيات دلالية ومعرفية” – تأليف المهندسة هالة شهاب من الأردن. و”العرائس والعرائسي” – تأطير الأسعد المحواشي من تونس، وحلقة “النص المسرحي ما بعد التأليف” للفائزين بتأليف النصوص الموجهة للطفل من تأليف كريم دكروب من لبنان، وأخيرا حلقة “النص المسرحي ما بعد التأليف” للفائزين بتأليف النصوص الموجهة للكبار لخالد جلال من مصر.

وقد تنافس على دخول المرحلة النهائية من جائزة د.سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لهذا العام 96 عملاً مسرحياً، وقامت لجان الفرز الميدانية ولجنة الفرز النهائية باختيار 8 عروض من بين العروض الـ 96 وتشكل هذه العروض الثمانية بالإضافة إلى العرض الذي ترشحه الدولة المضيفة قطر العروض المتنافسة في المرحلة النهائية للجائزة والعروض التسع هي :

• تمارين في التسامح، فرقة نحن نلعب للفنون، تأليف عبدالطيف اللعبي، إخراج محمود الشاهدي، المغرب.

• امرأة من ورق، فرقة عز الدين مجوبي – مسرح جهوي عنابة، تأليف واسيني الأعرج، إعداد حر نادر السنوسي، إخراج صونيا، الجزائر.

• إنفلات، لفرقة إسبيس للإنتاج، تأليف وإخراج وليد الدغسني، تونس.

• الديكتاتور، فرقة بيروت 8 ونص تأليف عصام محفوظ، إخراج لينا أبيض، لبنان.

• يا ما كان، فرقة مسرح البيت، تأليف يارا أبو حيدر، إخراج وحيد العجمي، تونس ولبنان.

• باسبورت، الفرقة الوطنية للتمثيل، تأيف حيدر جمعة، إخراج علاء قحطان، العراق.

• مندلي، فرقة الجيل الواعي، تأليف جواد الأسدي، إخراج عبدالله التركماني، الكويت.

• صهيل الطين، مسرح الشارقة الوطني، تأليف إسماعيل عبدالله، إخراج محمد العامري، الإمارات.

• العرض الأخير، تأليف فهد ردة الحارثي، إخراج فالح فايز، قطر.

“رسالة اليوم العربي للمسرح”

على مدى ستة أيام سيشهد المهرجان فعاليات “رسالة اليوم العربي للمسرح” والتي ستلقيها الفنانة المغربية ثريا جبران لرسالة اليوم العربي للمسرح التي كتبتها بمناسبة اليوم العربي للمسرح وهو التقليد الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح ليكون العاشر من يناير من كل عام هو اليوم العربي للمسرح، وذلك اعتباراً من العام 2008، وقد سبق الفنانة ثريا جبران خمسة من الفنانين العرب في القاء الرسالة فقد كان د.يعقوب الشدراوي من لبنان أول من ألقاها العام 2008، وتلاه الفنانة سميحة أيوب من مصر لعام 2009، ومن ثم الكاتب التونسي عز الدين المدني العام 2010، والرابعة كانت للفنان يوسف العاني من العراق للعام 2011، فيما كانت الخامسة للفنانة سعاد عبدالله من الكويت للعام 2012. ويجيء في نص رسالة اليوم العربي للمسرح وحصلت – الشبيبة على نسخة منها – والتي كتبتها وستلقيها الفنانة ثريا جبران “جئتُ إلى المسرح، إلى المهنة الجميلة والمكان الدافئ والناس الرائعين، في سنٍّ مبكِّرة جدّاً (في الثانية عشرة تحديداً). وبقيتُ هناك. بقيت أَسْمَعُ الأَصوات وأُسْمِعُها. وأَتمثَّلُ كلام الآخرين كما لو كان كلامي بل حرصتُ دائماً على أن أجعلَه كلامي لأقوله لآخرين. كان دَوْري كممثلةٍ أن أَمْتَصَّ هذا الكلام، أَتَشرَّبَهُ، أَسكُنَهُ وَيسكُنَنِي كي أقولَهُ بصدقٍ وأُخْرِجَه كالشَّرَارِ حَارّاً مع أَنفاسي وروحي، مع صوتي وصمتي. منَحْتُ العُمْر للمسرح. ما قضيتُه من سنواتٍ على الخشبات، وفي المسارح المغربية والعَرَبية والأجنبية، أكثر مما قضيتُه في بيتي وبين أفراد أُسْرتي الصغيرة. اتَّخذتُ المسرح مَسْكَناً وأهل المسرح أَهلاً، وتهْتُ طويلاً في النصوصِ والشخوصِ والأَقْنِعَة والأحلام والخيال. وكانت سعادتي في كل عملٍ جديد، وكان الفرحُ يتَجدَّدُ مع كلِّ لقاء جديد. وطبعاً، كان هناك الكثيرُ من الألم في طريقي. هذه الخِبْرَة، ربما، هي ما يعطيني الحقَّ لأَتكلَّم في هذا اليوم، في اليَوْمِ العَرَبي لِلمَسْرَح. فدَعُوني أَنْقُلْ إِليكُم ما أُحِسُّهُ في أَعماقي.

لقد كان المسرحُ، بالنسبة إِليَّ، وسيظل فَنَّ الحقيقة بامتياز. ولكنَّ حقيقةَ المسرح، بالتأكيد، ليست كحقيقة الخُدَع السينمائية، ولا حقيقة التلفزات التي تحجُب الرؤية، ولا حتى حقيقة المطابخ السياسية السائدة، حيث تُعَدُّ الوصفاتُ والتَّوابِل، وتُطْبَخُ الطَّبْخَاتُ على نار هادئةٍ في المختبرات والكواليس الدولية – كما كتب الشاعر الراحل مُحمَّد المَاغُوطْ – ثم يأكُلها الكبار في الغرب والشرق، بينما يكتفي العَرَبُ بغَسْلِ الصُّحُون ! (أفَكِّر هُنا بالأخص، في العَرَب الذين لا يريدون العودة إلى التاريخ بعد أن خَرجُوا منه!).

المَسْرَحُ فَنُّ حَيَاةٍ. فنحن نَوُجد المسرح بِقَلْبِ أَشياءِ الحياة إِلى مَشَاهِدَ، وبالمبالغةِ – قليلاً أو قليلاً أكثر – في تمثيلها، سواء بتعظيمها أو تَحْجِيمها. فلا حياة إِذَاً لمسْرَحٍ إِنْ لم يَكُنْ فنَّ حياة، ومسرَحَ حَيَاة.

المسرَحُ أولاً، إِيمانٌ بقيَمٍ ومُثُلٍ وفَضَائِلَ قبل أَن يكون نَصّاً لمؤلِّفٍ، يُخْرجُه مُخْرِجٌ، ويلْعَبُه ممثِّلون وممثلاتٌ، وتُكْمِلُه اجتهاداتُ التقنيين وعمالِ الخَشَبة.. المسرحُ كتيبةٌ كاملةٌ من الإِراداتِ الخَيِّرةِ التي تَصْنَعُ الجَمَال وتنتج المَعْنَى الجميل فتوفّر للنّاسِ فُرْجةً جميلةً، في وَقْتٍ جميلٍ، في مكانٍ جميلٍ. المسرَحُ شُخُوصٌ متَخيَّلَة يُوفِّرُها الواقع والكتابةُ. وقد تكون شخوصاً رئيسيةً أو ثانويةً أو مجرد «كومْبارسْ»، لكنها تَحْضُر كُلُّها بأَجسادِها وبأَرواحها، بالكلام والصمت، بالحركة والإِيماءة، لِتُوصِلَ أَفكاراً حَيَّةً إِلى أُنَاسٍ أَحياء. المسْرَحُ علاقةٌ قَائِمةٌ على نَوْعٍ من التَّعَاقُد (والتَّفَاوُض الدَّائم إِنْ شِئْنا) بين الفنان والجمهور في إِطار من التبادل الجميل.

المسرحُ ليس تصفيقاً، وإنما هو تَفَاعُلُ صِدْقٍ مع صِدْقٍ. وهذه مناسبة، لأَلْتَمِسَ بأَلاَّ تُصَفّقوا كثيراً إنْ دَعَتْكُم مُجَامَلاتُ إلى التصفيق. وإنْ صَفَّقْتُم – ولابُدَّ – لا تُصَفِّقُوا تَصْفيقاً خَاطِئاً. لَكَمْ أَعجَبَني ما قَالَهُ الروائي الأَلماني جونْتَرْ جرَاسْ (نوبل للآداب، 1999، الذي كَتَبَ كذلك بعْضَ المسرحيات): (التَّصْفِيقُ الخاطِئُ من الجهَةِ اليُمْنَى يُغْرِي التَّصْفيق الخاطئ من الجهة اليُسْرَى !).

المسْرَحُ إِنصاتٌ وصَمْتٌ وتَأَمُّلٌ وسكينَة. فضاءٌ للأَمل، وحتَّى حين يَيْأَس المسرحُ يكونُ يَأْسُه خلاَّقاً ومُدْهِشاً وحيّاً، وليس عَدَميّاً أو سلبياً. المسْرَحُ ثقافة واستثمار ثقافي، خيالٌ وتقْنية وصناعة حضارية وإِنسانية.

المسرحُ هندسةٌ للأرواح الجديدة. المسرحُ مَشْهَدٌ يُجاورُ مشهَداً، مَشْهَدٌ يُخَاطبُ مشهداً، ومشْهَدٌ يكملُ مَشْهَداً، تماماً كما تُجَاوِرُ الكلمةُ كلمةً أخرى في القَصيدَةِ، والصُّورَةُ صُورَةً أُخْرى في الفيلم السينمائي، والحركةُ حركَةً أخرى في أَيِّة رقصةٍ جميلةٍ أو تعبيرٍ جَسَدي، والإِيماءةُ إِيماءَةً أخرى في لحظةِ صَمْتٍ. المَسْرَحُ أبو الفنون، كائنٌ حيٌّ ينْتَبِهُ إِلى التناقُضات فَيَقُولها، وإِلى التَّوازُنَاتِ فَيُضيؤُها، وإلى الاعْوِجَاجَاتِ فَيُعرِّيها، وإلى الهزائم فَيُسَمِّيها.

المسْرَحُ نَفْسُهُ مهنةُ هَزَائم صغيرة، ومهنةُ انتصاراتٍ صغيرةٍ أَيضاً. وهو يأتي بالماضي إِلى الحاضر، ويَذْهَب بالحَاضِرِ إِلى الماضي. إنَّ الزَّمَنَ كُلُّهُ لَهُ. نحن نمضي، ويبقى المسرح. دائماً، وسَيتَّجِهُ دائماً صَوْبَ المستقبل كاشفاً الطريق، راسماً الخطوة أمام الناس. لا خُدَع سينمائية في المسرح يمكنُها أَنْ تُمجِّدَ الحرُوبَ، وتُضَخِّمَ البُطُولاتِ الكاذِبَة. على العكس، يَعْتني المسرح بمَعْطُوبي الحروب، وبالمهزومين والمظلومين والمَكْلُومين. ويُعطِي الصوتَ لِمَنْ لا صَوْتَ له، وينْتَصرُ للجنون الذي يَقُولُ الحِكْمةَ وينْطِقُ بالمَوْعظةِ الحَسنَة. واليوم، في الزَّمن العَرَبي الجديد، في رَبيعِ الانتفاضات، نتذكَّرُ المَسْرَح كما تَذكَّر شَبَابُنَا الأَغاني والأَناشيد والرَّقْصَ والتَّجمُّع والتَّظَاهُر والهُتَاف. وسيكون علينا أن نُبْدعَ مَسْرحاً عَربياً جديداً يتجاوَبُ مع الروح العَرَبية الجديدة، على أَلاَّ يكون مسرحاً سريعاً وخطابياً وشِعَاريّاً. فلا مجال لمسْرَح المناسبات والمواسم.

لقد كان مسرحُنا العَرَبي الحقيقي ثورياً قبل الثوراتِ العَرَبية الجديدة. ولا شَكَّ أنه كان مصدراً من مصادر وَعْيِها، فَسَبقَ الثَّوْرةَ إِلى فِكْرَتِها. وقد سمعتُ أَحَدَ أَصدقائنا في حوارٍ إِذاعي (مع هيأة الإِذاعة البريطانية) يؤكد بأَن «شَبِابَ الربيع العَرَبي لم يَخْرُجْ إلى الميادين والساحات من فراغ». وأظن أن هذا صحيح، فقد خَرَج شبابُنَا من معاناتِهِ مثلما خَرجَ من مسرح سعدالله وَنُّوسْ ومحمَّد الماغوط ورُوجيه عَسَّافْ والطيب الصديقي ويوسف العاني وقاسم محمد وفاضل الجْعَايْبي وشريفْ زياني عياد ومحمد بن كَطَّافْ وسميحة أيوب ونضال الأَشْقَر وجليلة بكَّارْ وسُونْيَا وسَعْد أَرْدَشْ وألفريد فَرَجْ وجواد الأسدي وغيرهم من كبار المسرح العربي..، كما من روايات نجيب محفوظ وقصص يوسف إِدريس، وشِعْر أبي القاسم الشابي ومحمود درويش وأحمد فؤاد نجم وأمل دنقل ومُظَفَّرْ النواب..، ومن الشعْر الشفوي، ومن أغاني أم كلثوم والأَخوين الرَّحْباني والسيدة فيروز والشيخ إمام ومارسيل خليفة ونَاسْ الغيوان، وكذا من السينما والدراما التلفزيونية العربية الجديدة، ومن عقول المفكرين الأَحرار والفاعلين الشرفاء الذين مارسوا التفكير بأخلاق والسياسة بنقاءٍ وجرأة، وبثقة في التاريخ وفي إِرادة الجماهير.

http://www.alapn.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *