5 تجارب تتناول دور محترفات التدريب المسرحي في الوصول إلى العالمية

انطلقت صباح أمس في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي في كلباء الندوة الفكرية المصاحبة للدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة والتي تأتي هذا العام تحت عنوان «محترفات التدريب المسرحي والسبيل إلى العالمية»، واشترك فيها فريد الرقراقي من المغرب، وسعيد باجا من المغرب ونبيل ساتي من السودان، وعبد الفتاح صبري، وزكريا أحمد من مصر، وأدارها يوسف بحري من تونس.
وفي تقديمه قال يوسف بحري: إن محترفات التدريب في الوطن العربي متنوعة ومتعددة الاتجاهات، منها ما يتخذ طابع التدريب الآني ،ومنها ما يتخذ طابع التدريب المستمر، ومنها المعاهد المسرحية، لكنها كلها كان لها تأثير كبير في مسرح الحركة المسرحية العربية، واستطاعت أن تطور هذه الحركة.
سعيد باجا في مداخلته تعرض لمسيرة محترفات التدريب في المغرب، فرأى أنها هي التي صنعت الأسس الأولى للحركة المسرحية المغربية التي بدأت بفرق الهواة، ثم كان لظهور كل من الطيب الصديقي والطيب العلج في بداية الثمانينات تأثير كبير بإقامتهما لورش تكوينية خرّجت مواهب في مجال المسرح توزعوا على كافة التراب المغربي وأنشؤوا محترفات لتكوين المسرحيين، ما أطلق الحركة المسرحية من عقالها، وظلت تلك المحترفات التكوينية هي الإطار التربوي والتدريبي للمسرحيين.
فريد الرقراقي تحدث في مداخلته عن تجربته الذاتية في مجال التكوين المستمر، وكيف قادته إلى العالمية، فذكر أنه انجذب إلى المسرح وهو في سن الرابعة عشرة، فكان يأتي كل يوم إلى المسرح ؛ ليشاهد المسرحيين يتدربون على عروضهم، وفي أحد الأيام أخذه قائد الفرقة ليتدرب مع الفرقة، وكانت النتيجة أن انخرط في تلك الفرقة لمدة سنتين، ثم قاده ذلك إلى تكوينات أخرى وتدريبات، جعلته يميل إلى أن يتخصص في المسرح، فالتحق بالمعهد الوطني للتكوين المسرحي بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، وفي المعهد رشحه أستاذ إسباني كان يدرسه للمشاركة في مسرحية إسبانية، ومنها كان اتصاله بالغرب ومحترفاته التكوينية ما دعاه إلى التخصص في مجال الارتجال المسرحي.
مداخلة نبيل ساتي ركزت على ضرورة الاهتمام بالتعبير الجسدي، كجزء من التكوين الذي لا يستغني عنه الممثل، فعندما يتحكم الممثل في جسده، فإنه يعرف بالضبط حجم الحركة والصوت التي عليه أن يصدرهما في كل موقف من دون تقصير أو مبالغة، وشدد ساتي على أن التكوين وإن كان أثره بالغاً، لكن الفنان المسرحي عند حد معين عليه أن يبحث عن الابتكار، وأن يسعى إلى كسر النمطي، وتقديم الجديد البديع، ولفت ساتي إلى أن مهرجان المسرحيات القصيرة في الشارقة يعتبر واحداً من المحترفات المسرحية المهمة في الدولة والتي بدأت تعطي أكلها، وتظهر أهمية أن يكون هناك محترف مستمر.
مداخلة عبد الفتاح صبري كانت على شكل تعليق على المداخلات الثلاث استهلها بالقول: إن المسرح العربي يعيش كبوة، وإنه يحتاج إلى تعزيز التجريب، وخطة لإعادة تكوين منهجية للمخرج والممثل وكل المشتغلين بالمسرح، وكذلك يحتاج إلى إعادة النظر في المناهج المتبعة حالياً، وإيجاد مناهج أكثر حيوية، والاطلاع المستمر على المنتج الغربي قصد معرفة النقطة التي وصل إليها المسرح العالمي، كما أكد ضرورة الربط والتنسيق بين محترفات التكوين في الوطن العربي.
ولفت زكريا أحمد إلى أن التكوين وحده لا يكفي للوصول إلى العالمية، فلا بد من إقامة علاقات تبادل ثقافي مع المؤسسات المسرحية العالمية، ومع مهرجانات عالمية مثل مهرجان أدنبرة ومهرجان أفينيو، لكي يتعرف الآخر إلى تجاربنا، فلا تبقى رهينة الوطن العربي فقط، وشدد أحمد على ضرورة العمل على ترويج إنتاجنا المسرحي والثقافي للعالم يصل إليه، وضرورة أن يلعب الإعلام دوراً أكبر في ذلك الترويج. –

 

محمد ولد محمد سالم:

http://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *