يشترط أن لا يتجاوز جمهورها الـ 20 فردا:حافظ خليفة في مسرحية إيطالية ركحها خاو!

هناك في روما التي خبر مسارحها ونهل من تراثها الفني… اختار المسرحي الطموح حافظ خليفة خوض تجربة إبداعية جديدة ذات نكهة ايطالية اخراجا ومضمونا واقعيا قصة وطرحا…

كونتاينر The Container نص مسرحي للكاتبة الانقليزية «كلارابايلي» فتحت من خلاله صاحبته جراح أثخنت العالم اليوم… جراح التطرّف والتسلّط والعزلة، وحافظ خليفة هو أحد أبطال هذا العمل المسرحي المتفرد تحت إشراف مخرج من طراز عالمي كسب رهان تعامله مع الممثلين وقدرته على الولوج الى ذواتهم وإدارتهم بطرق غير مسبوقة.
برز حافظ خليفة هذه المرة ممثلا مسرحيا وهو المخرج المتمرّد على السائد… وقد سبق أن خاض بتميّز تجربة التمثيل السينمائي… The Container إبداع مسرحي مؤلم ومضيء صارخ وفاضح لآلام شعوب ذنبها الوحيد وهو المخرج المتمرّد على السائد في كل ما قدمه من أعمال مسرحية جاءت ساطعة ومضيئة بطرحها ومناقشتها بكل جرأة ابداعية نادرة قضايا حارقة في عصرنا الحالي.
The Container.. ابداع مسرحي، مؤلم، مضيء، صارخ وفاضح لآلام شعوب ذنبها أنها من هناك..
وكان مسرح باللي روما شاهدا على قوة ووهج هذا العمل الابداعي وشموخ ممثليه وحافظ خليفة واحد منهم وهم يكتبون قصة شخصيات من جنسيات مختلفة اختاروا السفر داخل حاوية لشاحنة تركية بدرا الى أنقلترا هربا من الحرب والدمار ببلدانها: جمال (الكردي) وأحمد (الأفغاني) وفاطمة والطفلة عائشة (الصوماليتين) ومريم (الأفغانية)… هذه الشخصيات لسموا مصيرهم لمهرب تركي الذي يستغلهم شر استغلال… تجد هذه الشخصيات العزاء في الكشف عن همومها وتعرّي وتفضح واقع بلدانهم والأمل في مستقبل قد لا يتحقق.
جمهور لا يتجاوز الـ 20
ما يشد الانتباه في هذا العمل المسرحي المتفرد أن لا يتجاوز الجمهور المتابع له الـ20 عنصرا على اعتبار ان هذا الجمهور مطالب الجلوس داخل الحاوية على الطرفين فيعيش معاناة السفر الممنوع ويلامس الواقع المؤلم والعزلة والأرق وصعوبة التنفس مع ذبذبات هدير صوت محرك الشاحنة الآتي من تحت الأرجل.
يعتمد هذا العرض الفريد المصابيح اليدوية للإضاءة ودون موسيقى ما عدا صوت المحرّك صرير الأبواب تنفتح معلنة عن عدم نهاية السفر الى الجنة الموعودة.
The Container مغامرة إبداعية جديدة ومثيرة… ممتعة في رصيد مبدع مسرحي اختار البحث والتجديد والابتكار والتفرد في كل تجاربه المسرحية مخرجا وممثلا إيمانا منه بأن النجاح والتميّز يكون انجازا وعطاء وتضحية وجهد واجتهاد وتوق دائم الى معانقة الشمس.

المصدر/ الشروق

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *