ورشة حول «تحريك الدمی» ضمن فعاليات مهرجان المسرح

عمان  – فاتن الكوريأقيمت أول من أمس، في المركز الثقافي الملكي، ضمن فعاليات مهرجان المسرح الاردني دورة جميل عواد، ورشة مسرحية عن مسرح العرائس بعنوان «ورشة تحريك الدمى للممثل »، والتي تضمنت التعريف بالدمية ودمى مسرح الطاولة وكيفية الوقوف خلف الدمية والتدريب على تحريكها بكل الاتجاهات من خلال تمارين الجسد والتخيل من وجهة نظر الدمية، والتعامل معها على أنها كائن حي تمثل كل أنواع المشاعر كأنها هي من يمثل تلك المشاعر.

كما اشتمل التدريب على كيفية جعل الدمية جزءاً لا يتجزأ من الممثل الذي يقوم بتحريكها لتصبح هي وهو وحدة واحدة. وقد اشرف على هذه الورشة المخرج ومدرب فن تحريك الدمى الدكتور كريم دكروب من لبنان، وشارك في الورشة عدد من المهتمين بفن العرائس من الفنانين الاردنيين وعدد من طلبة المسرح في الجامعة الاردنية.

وتتميز الورشة بأهميتها ضمن فعاليات المهرجان وذلك بسبب قلة العاملين بمسرح العرائس في الاردن، حيث ان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، مما يفتح مجالا أمام الفنانين الشباب للاهتمام بهذا النوع من المسرح من خلال التعرف عليه وممارسته. ليكون في كل مدينة وقرية أردنية لما له من أهمية كبيرة في دعم الطفل نفسيا وصقل الوعي الثقافي لديه ورفع الذائقة الجمالية لدى المتلقي.

وقال مدير ومؤسس مسرح الدمی المنتج والمخرج اللبناني د. كريم دكروب ان تحريك الدمى ارتبط بالأنشطة ذات الطابع الديني والطقوسي، وبلعب الأطفال، وتحديداً ما نسميه «اللعب الاحيائي». وعلى المستوى النفسي، تُنتِج عملية تحريك الدمية في داخل الشخص المحرِّك فعلين متناقضين: الإنصهار والانشطار؛ انصهار جسد المحرِّك مع دميته وتحولهما الى جسد واحد، وانشطار شخص المحرِّك الى قسمين: يتجسد الأول في جسمه والثاني في يده التي تتحول مع الدمية الى جسم آخر.

وأوضح دكروب ان الدمية هي جزء من المحرِّك وفي الوقت نفسه هي نسخة مصغّرة عنه. وبما أنها جزء منه فهي تعيد انتاج ذكرياته الدفينة وتعيد ترتيبها بالطريقة التي يتمناها، وبما أنها منفصلة عنه فهو يتبرّأ من تَبِعة تصرفاتها حتى ولو اتخذت هذه التصرفات طابعاً انحرافياً.

وبين ان الستارة التي تغطي المحرِّك وتُبرِز الدمية تلعب دوراً أساسياً في هذه العملية، فعند دخول المحرِّك الى خلف الستارة تنشأ طاقة فريدة تمنحه الطمأنينة والجرأة لقول كل ما لا يمكنه قوله وهو «عارٍ».

واشار الى ان كثيراً من المحرِّكين تتغير شخصيتهم بشكل كامل عندما يختفون داخل الستارة، إنها تمحو الخجل والخوف، ولذلك يستعين المعالجون النفسيون بفعل تحريك الدمى من خلف الستارة لتحفيز مرضاهم على قول كل ما لا يجرؤون على قوله في الحالات العادية.

وأكد ان تحريك الدمية يُطلق العنان لمخيلة المحرِّك ولذاكرته الانفعالية، فيبتكر أحداثاً تمثل نوعاً من استيهام القوة فتبرز لدى الشخصية التي تمثّلها الدمية طاقة سحرية تجعلها تنتصر على كل الشخصيات الأخرى التي تمثل القهر والجوع والموت والظلم.

ولفت دكروب الى ان مسرح الدمى لا يزال يلعب دوره في عروض الأطفال كما في عروض الكبار، بينما في الدول العربية تقوقع هذا الفن في توجهه الاستهلاكي أو الوعظي الأبوي مما أفقده مصداقيته الاجتماعية والجمالية.

https://alrai.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …