«نطمح إلى مسرح قائم بذاته يضاهي المسارح الغربية»

التقت «المحور اليومي» بالممثل إبراهيم قفاف من خلال الأيام المسرحية للجنوب التي تجري فعالياتها بالمسرح الوطني، وهو الذي أفصح لنا عن طموحه المتمثل في أن يحظى عرض «همس الظلام» بالعديد من المشاركات العربية والدولية، آملا أن تكون هذه الأيام في جو منافسة للتحفيز على الإبداع أكثر.

عرض أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري «محي الدين بشطارزي» مونودرام «همس الظلام» في إطار الأيام المسرحية للجنوب في دورتها السابعة، العمل من إنتاج الجمعية الثقافية «الدرب الأصيل» من مدينة الأغواط، وقد عالج موضوع صراع الذات مع نفسها، وعاد الإخراج فيه للمخرج علي قربون، التصميم السينوغرافي للازهاري قفاف، وعادت الإضاءة لعبد الله بن سعدة، أما الموسيقى فكانت مشتركة ما بين بركان مخدمي، اسماعيل قربون وحبيب بومقواس، وكان التمثيل لابراهيم قفاف الذي أجرت «المحور اليومي» حوارا معه.
بداية ماذا عالج عرض مونودرام «همس الظلام»؟
قدمنا عرض «همس الظلام» الذي يعالج صراع الذات مع نفسها، في ثوب اللغة العربية، أقول في بدايته «حينما يهمس الظلام في آذان كتلة متحركة بين زواياه، ليستشعر ماهية الحقيقة، ويجس نبض الكينونة التي فقدت أحاسيس الزمان والمكان، تباعا تتقيأ الذات ذاتها لتعبر صرحا عن معاناة النوع»، فجسدت كممثل فيها الشخصية الواقعية على الركح والشخصية الافتراضية التي يحكي من خلالها وجود الصراع في الواقع، فمن خلال العرض نكتشف أن الشخصية تعيش بالقبو، لكنها تحاكي ما يحدث في الواقع المعاصر، تمثلت بما يجري حولنا في الوطن العربي، ويصل إلى فكرة أن كل الدول العربية هي جزء لا يتجزأ، ليبقى العنصر الأساسي في بناء الدولة العربية هو روح الوحدة والتكامل والشمولية، مع توفر المونودرام على المتعة والفرجة من خلال تمرير رسالة، كما تركنا المجال في نهاية مونودرام «همس الظلام» مفتوحا، فكل شخص يؤول النهاية التي يراها مناسبة له.
ما هي الجولات الفنية التي قمت بها في إطار هذا المونودرام، وما هي الجوائز التي حاز عليها؟
مونودرام «همس الظلام» نال العديد من الجوائز، منها الجائزة الثانية في الأيام الوطنية للمسرح بسيدي بلعباس، والجائزة الأولى للأيام الوطنية للمونودرام، كما وزع العرض ضمن المشاركة في الأسبوع الثقافي ببومرداس، قاعة حاج عمار بالمسرح الوطني في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وغيرها من الجولات الفنية.
هل المونودرام يعد أول تجربة لك؟
أجل يعتبر أول تجربة لي في المونودرام بعرض «همس الظلام»، وهو نابع من نفسي، وما يعجبني فيه تعدد الشخصيات التي تمثل فوق الركح رغم صعوبته، وأطمح أن يحظى هذا العرض بمشاركات عربية ودولية، لأنه يستحق ذلك، وهذا باعتراف مجموعة من الفنانين والنقاد، والشيء الجميل في الأيام المسرحية للجنوب أن هذا العرض يقدم لأول مرة على ركح بشطارزي، كما أتمنى أن تكون في هذه الأيام المسرحية منافسة، ليكون فيها نوع من التحفيز على الإبداع أكثر وليس تقديم عرض مسرحي فقط، ليبقى هذا العرض بالنسبة لي مميزا بكونه حاز على عدة جوائز، والسبب في ذلك العمل الجماعي بين كل أعضاء جمعية درب الأصيل بالأغواط.
كيف هي ثقافة المسرح بمدينة الأغواط التي تزخر بأسماء كبيرة في هذا المجال؟
ثقافة المسرح مجسدة في كل أنحاء الجزائر، والمسرح بمدينة الأغواط يحمل أسماء بارزة في الفن الرابع أمثال السينوغرافي حمزة جاب الله، والمخرجين هاون الكيلاني وعلي قرون، وغيرهم، فلهم صدى في المسرح، ومن وجهة نظري انتشرت ثقافة المسرح بالأغواط رويدا رويدا، والأيام الوطنية للمونودرام ساهمت في إنارة شعلة المسرح بالأغواط، فنجد الآخر متعطشا للعروض المسرحية ولديه رغبة في الاطلاع على هذا الشكل الجديد المتمثل في المسرح، وعليه نتمنى أن تبقى هذه الثقافة متواصلة ليبقى الفن راقيا بالمدينة، لأن المسرح يعد أكبر منبر يتلقى فيه الجمهور رسالة نبيلة.
ما يميز الجمعية الثقافية الدرب الأصيل اشتغالها على النصوص الجزائرية، ما تعليقك؟
مدينة الأغواط تمتلك طاقات كبيرة في كتابة النصوص، فعرض «همس الظلام» هو نص محلي للكاتب «عبد الحليم بن ساعد»، يتضمن الحبكة  والتسلسل في الحوار، ولهذا نفتخر بهذه المدينة التي تحمل أسماء لكتاب من الدرجة الراقية، وبتكاثف جهود الكتاب والسينوغرافين نهدف إلى إمتاع وتثقيف جمهور الأغواط.
قيل أن ريح التغيير في المسرح الجزائري ستأتي من الجنوب، ماذا تقول في هذا الشأن؟
هذه الفكرة التي جسدتها في عرض مونودرام «همس الظلام» أطمح أن يكون فيها تغيير، وفقا للعالم الذي يسير وفق الاختلاف، ونطمح إلى مسرح جزائري قائم بذاته، مسرح يضاهي المسارح الغربية، ولربما نستطيع اليوم أن نقوم بالتغيير على أساس الركح، وكممثل أؤكد أن الركح لديه رسالة التغيير.
ما هي ميزة مسرح الجنوب؟
ربما ألخص حديثك في فكرة واحدة، أن مسرح الجنوب يمتلك الصدق فوق الركح، فحين تصدق على الركح تستطيع التغيير، وكذا التجديد فيه من خلال إبداعك فوق خشبة المسرح، وهناك عروض أخرى تحمل في طياتها الصدق في المضمون والفكرة، بالإضافة إلى المتعة والإبداع، وإن خصصت حديثي عن مدينة الأغواط، فإن العنصر المهم في بناء العرض المسرحي، هو الصدق في الفكرة.
سال الكثير من الحبر بخصوص مصطلح مسرح الجنوب، كيف تجده من وجهة نظرك؟
في البداية أتمنى أن تلتقي كل الأسرة المسرحية من أجل هدف إبراز المسرح الجزائري والرقي به خارج الوطن، فنحن كلنا جزائريون سواء كنا من سكان الشمال أو الجنوب، فكلنا نعتز بجزائيتنا وبهويتنا، وبخصوص مصطلح «الأيام المسرحية للجنوب»، فهي عبارة عن مصطلحات علينا أن نتفاداها لصنع الإبداع ورفع مستوى المسرح بالجزائر.
ما هو طموحك كممثل؟
أتمنى أن أتألق أكثر في التمثيل، ولا أخفي أني أعمل كأستاذ في الفلسفة وعمدت على إسقاط مذكرتي في شهادة الماستر على الجانب المسرحي في الإطار التطبيقي، حملت عنوان «ظاهرة الاستبداد عند جون جاك روسو وعبد الرحمن الكواكبي»، أين نقلت الصراع في عرض مونودرام، لتكون هذه التجربة الأولى من نوعها بجامعة الأغواط، ومن بين طموحاتي أن أضع لمستي في النقد المسرحي وأدرس هذا التخصص، وأن أجمع ما بين ممارسة التمثيل والإخراج في الفن الرابع.
حاورته: صارة بوعياد
http://elmihwar.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *