نص شعري موسقي عربي على خشبة مسارح اوروبا ..حوار مع المسرحي صلاح الحمداني

لايزال الشاعر والفنان المسرحي العراقي صلاح الحمداني، برفقة عازف العود الفنان احمد المختار والممثلة الفرنسية فردريك بارياس، يحيون حفلاتهم الموسيقية الشعرية، على خشبات مسارح العديد من المدن الاوربية. وفي مدينة تورينو الايطالية كانت لهم امسية نالت اعجاب الجمهور الايطالي ونقاد الصحافة المحلية التي اشادت بروعة العمل الفني الشعري الممسرح، والذي تناول صلاح الحمداني من خلاله نصوصه الشعرية، عن مدينته الاثيرة بغداد.
يدرك هذا الشاعر الفنان (المسرحي) أعباء الكلمة، في نصه الشعري، ويعي مسؤولية الابداع فيه، ومن ثم فانه لم يسقط في عقدة المثقف المحبط، بل يسلك مع هذا النص ليشخص حالة التداخل التي تعيشها ذاكرة مدينة، وهي تداهم الجميع واينما كانوا بفضائع الرعب والالم والموت اليومي، ليخرج، بحمم شعرية، وعبارات نثرية، عربية وفرنسية، ما اختزنته ذاكرة المدينة الجريحة، وهي تجوس بين مرابع الشباب والحنين، فيطل علينا وعليها كاتب هذا النص الشاعر والفنان صلاح الحمداني، على ذكرى الحاضر، يلونه ويضبط إيقاعاته، وكأنه دفق الذاكرة المثلومة، الثائرة، ليجرف المشاهد الى الرؤية الداخلية الصادرة عن معاناة الابن الذي يريد أن يستحضر معه كل أمكنة مدينته في الآن نفسه، بحثا عما يسند الذاكرة ويبطل زيف المدعين والارهابيين مشوهي التعايش وحوار الثقافات لكل الطوائف والاثنيات التي عاشت وتآلفت فيها.
تتبلور وترسخ طريقه صلاح الحمداني في الكتابة ونسج رؤيته الحياتية المستمدة من ذاكرة تلك المدينة وعيشها، وكأنها حالة استيقاظ لحضور الزمن بكليته، والشعور بالفاجعة بكل ملامحها ومناطق وجعها وندوبها لرؤية الأزمنة والشخوص التي تتحاذى وتتجاور، بينها وبين الأمكنة، فهو لا يكتب ليحكي أو ينقل مشاهدات واحداثا، بل ليلتقط “حياة مدينة” وتجربته مع ذاكرتها، مع الحلم، وتناقضات العيش فيها، مع اسئلة الوعي والكينونة.
هناك في بغداد الحبيبة على قلب الشاعر، شرك الحياة الذي لايخطاه صلاح الحمداني بمجرد اصطناع البلاغة الشعرية والتعامل الخارجي مع اللغة. على العكس، يخوض الشاعر مغامرة الكتابة نثرا وشعرا، عربيا وفرنسيا، بعد ان غربل الاحداث ورتب المشاهد، واضاف لها ما كتبه قبل سقوط النظام البائد، وتلك التي كتبها ايام عودته للقاء مدينته بعد ثلاثين عاما من الغياب البعيد، وأضاف ما يصيبها الان من ايام عجاف، حيث ينتزع اعدائها كل حجارات الماضي من جدرانها العريقة لتفتته بنادقهم الهمجية. انه يخوض الكتابة منفتحا على مسالكها ومتاهاتها، وحريصا، في الآن نفسه، على ان يرسم ملامح العذاب الكامن وراء تجربته الكتابية عن مكان وزمان اسمه بغداد.
لقد كان صلاح الحمداني مثيرا للانظار وهو يقف على خشبة المسرح بصوته الجهوري البديع، جاء الى الشعر والمسرح بعد تجربة سياسية طويلة، وفي فترات تاريخية تبددت خلالها شروخ مجتمع كان يركض نحو الفاشية، حيث عجز الخطاب السياسي المكرور امام التحولات الاجتماعية السريعة والمعقدة التي كانت تمر بها بلاده. هاجر، إذن، إلى الفن، ومعه حصيلة حياة زاخرة بالاحداث والنضالات، غنية بخصوصيتها من خلال انتماءه إلى واحد من اعرق الاحياء الشعبية (محلة الفضل) في المدينة، ليهرب فارا من جحيم البلاد، الى مدينة باريس، المستندة إلى ثقافة عالمية واسعة وحساسية مرهفة. وستكون ذاكرة المدينة، “سماء مفتوحة” حتى الآن بطفولتها ومراهقتها، بتقلباتها ومسؤولياتها، بانكساراتها وأفراحها، هي الإطار العام الذي استمد منه صلاح الحمداني مادته الشعرية، لا بهدف إعادة تكوين بيئة، أو تأريخ قوم، أو تصفية حساب مع أحد، وإنما لاستعادة صوته الحقيقي الضائع وسط الحنين والشوق الذي يتحرك بداخله يوما بعد يوم.
في هذا العمل الشبه مسرحي، الشبه شعري، الشبه موسيقي، والذي لم يسبق لاحد ان قام به على هذا المنحى الجمالي، تكون الشهادة الجريئة الحالمة والتي تتميز بوعيها النقدي لتستوحي تجربة إنسان وتضعها موضع التساؤل، وتتخذ منها مادة للتخيل والانتقاد والحنين.
لقد استطاع صلاح الحمداني أن يكسر رتابة السرد من خلال انجاز تشخيص ادبي شعري للغة وهو ينقل للمشاهد ملامح المدينة ومناخاتها وطبيعة العلائق، وهذا ما يفسر لنا حرصه على ادراج العبارات العربية مخلوطة مع العبارات الفرنسية على شكل ابيات شعر وعبارات محكية، ويكتسي الوصف والاهتمام بالتفاصيل القديمة والجديدة مكانة اساسية عند الشاعر، لانه يعي بان الفضاء متصل بالعيش المحفور في ثنايا الذاكرة، مما يجعله حريصا على تشخيص التضاريس المبرزة لخصوصية المحيط البغدادي. وكل ذلك يجعل نص (بغداد سماء مفتوحة) نصا روائيا شعريا كثيفا، مركبا، شفافا وعميقا في آن. وإذا كان هذا النص الشعري المسرحي المرسوم باقتصاد ودقة ولقطات ساحرة وساخرة، تملأ فضاء العمل بالحياة والحركة، فان شخصيته على خشبة المسرح جنبا الى جنب الموسيقار المبدع أحمد مختار، والممثلة الفرنسية فردريك بارياس، ببعديها الرمزي والواقعي، تظل هي المتكلم الاول في النص، متكلم يبلغ كل قيم الوفاء لمدينة لازال حبها يمتلك قلبه، أنه شهادة ضد اجتثاث مدينة تاريخية عريقة وجميلة، وضد تحطيم ثقافتها، وضد الكراهية، وتقتيل الابرياء، انه يغني الحب والتآلف والتعايش المتفاعل بين كل البشر.
لقد استطاع صلاح الحمداني في “بغداد سماء مفتوحة”، أن يؤكد، أهمية الكتابة التي لاتنساق وراء إغراء سهولة الصنعة، ولا تخشى استيحاء الموضوعات الساخنة الملتصقة بحياتنا اليومية، وهو بذلك يسهم في إحياء ذاكرة مدينة.
بعد انتهاء العرض الذي قوبل بالتصفيق من قبل الحاضرين، التقينا بالشاعر والفنان صلاح الحمداني.
لماذا اخترت اسم بغداد سماء مفتوحة على هذا العمل الشعري المسرحي؟
اسم العمل مستوحى من عنوان مجموعتي الشعرية التي كتبتها عام 2006 باللغة الفرنسية وصدرت من قبل دارين للنشر هما “النرد الأزرق” الفرنسية و”الكتابة المنصهرة” الكندية. وباعتقادي أن اسم هذا العمل قريب جدا من واقع العراق اليوم. فعلا أن هناك عملية مخاض محتدمة وعصية وعلى كافة الاصعدة، فالمستقبل مفتوح على مصراعيه، وأن سماء بغداد زرقاء ومنفتحة على كافة الاحتمالات، رغم كل ما يحدث من خراب.
هل يمكن تصنيف عملك هذا بالعمل المسرحي؟
العمل ليس عملا مسرحيا بالمعنى الحرفي للكلمة، بل اننا استفدنا لتقديمه على وسائل وأدوات المسرح، مثل استخدام خشبة المسرح، الانارة، التسجيل الصوتي، وعرض  الصور (السلايدات). أما النص الذي يقرأ، فهو مستلهم عن مجموعة من النصوص المكتوبة نثرا وشعرا، عربيا وفرنسيا، وأيضا، من نصوص كنت قد كتبتها بالفرنسية وترجمتها إلى العربية، غربلتها ورتبتها، وحتى أضفت لها بعضا من تلك النصوص المكتوبة والمنشورة قبل سقوط النظام الديكتاتوري السابق في العراق، وكذلك قسما من تلك التي كنت قد كتبتها ايام عودتي للقاء بغداد والاهل بعد ثلاثين عاما من المنفى، وزودتها ايضا بما كتبته باللغة الفرنسية في بغداد وارسلته عن طريق “الانترنيت” وأصدرته بعد رجوعي الى فرنسا في كتاب فني حمل عنوان “قصائد بغداد”. العمل بمجموعه أعد بعقلية اختيارية منتقاة، هدفه خلق وعكس حالة درامتيكية وحسية لمسيرة إنسانية عراقية، تمثل حقبا ومراحل مختلفة من حياة منفي عراقي بقى مشدودا بحنين الانتماء الى مكان الولادة الأولى “بغداد”. بغداد المكان، وبغداد الروح، تلك المدينة التي لازالت تصارع من أجل الثبات في مكانها، كجسد أسس بجذوره عميقا في تاريخ البشرية، وذلك رغم كل ما أصابها من مسخ وتصدع في بنيتها الآدمية، جراء الحروب والطغاة، واليوم الاحتلال والارهاب البعثي السلفي، اللذان يلهبان حتى التراب.
إلى أي حد ساهمت موسيقى العود للفنان احمد مختار وصوت وحركات الممثلة فردريك بارياس في تهيئة هذه الروح الجديدة لنجاح مثل هذا العمل الفني؟
إن ما يميز هذا العمل إبداعيا وفنيا، هو امتزاج موسيقية آلة العود مع اللغة الفرنسية والعربية وتقاسمهما مع الشعر الحديث. والآلة هنا لاتشكل فقط حضورا “نوتات موسيقية” للطرب، كما اعتاد عليها غالبية الموسيقيين عمله، بل هي مقاطع ألفها الموسيقار احمد مختار خصيصا لهذا العمل، حيث جعلها تحاكي وتحاور النصوص دراميا، موسيقى تحاور وتنصهر مستفادة من أصوات وأداء الممثلين والإنارة الذكية، التي كان لها هي الأخرى دورا مكملا لعناصر العرض. وتخلل العرض مقاطعا موسيقية إبداعية، اسميها الموسيقى “الطارئة” المباشرة على المسرح. من هنا جاء حضور الموسيقار احمد مختار برفقة آلته “العود” فوق خشبة المسرح، أي انه عنصرا حيويا ومسرحيا، يرافق لهثة القراءة، ولكنة اللسان.
موسيقاه تتعاطاه ويتعاطاها، مع نبرة الصوت، نطق الكتابة مع الحرف العربي والفرنسي، بين الفارزة والهمزة، تأتي حركة الممثلة الفرنسية ونطقها الاصيل بلغتها الأم الفرنسية، ونطقي العربي، مما يغني علاقتنا بين آلة العود، أحمد مختار، فردريك برياس، وحضور صوت وكيان كاتب النصوص جسديا، لغته العربية ولكنة لسانه وهو ينطق الحروف الفرنسية، والجمهور.
 ليس كتابك الأول بالفرنسية الذي يحمل أسم بغداد كعنوان يتصدر الأغلفة، ما سر ذلك؟
بعد إصدار أكثر من عشرين مجموعة شعرية، وبالتتالي مرة بالعربية ومرة بالفرنسية أو ما كنت أترجمه من قصائدي العربية إلى الفرنسية، وكثيرا من الأحيان أتطرق في هذه المجموعات هنا وهنا إلى بغداد مدينة ولادتي. أخذت أفكر فعلا بأن “بغداديتي” تختلف تماما عن من كان يتحدث ويتبجح بها، دكتاتوريا كان أو قزما مصفقا بشوشا برعونة هذه الدكتاتورية، وحينما وقفت ضد الحرب، ليس دفاعا عن زمرة لصوص شوارع وعصابات بدوية متخلفة دمروا حضارة العراق ونهبوا خيرات العراق وأثار بابل وذلك قبل مجيء المحتل الأمريكي. وإنما كأن من أجل ناس بغداد وظلالها وبيوتها وأزقتها ونهرها العظيم دجلة. والسبب الأخر يعود إلى ازدرائي من الصراع العراقي العربي السخيف الذي لا زالت تدور رحاه بين المثقف والسياسي، وتبجح وتتطاول بعض السكارى والمخمورين من الشعراء العراقيين على الأديب الملتزم، وترويجهم المبطن لأفكار فاشية، أخذت على عاتقها تمزيق مفهوم الالتزام السياسي للمثقف والشاعر، حيث وصل الأمر إلى بعض حشاشي الشعر والأدب إلى محاربة الشاعر المناهض للقمع والاضطهاد السياسي، والإشارة إليه بأصبع الاتهام كونه ملتزم بالدفاع عن حرية الناس ومصادر رزقها، وغلق أبواب النشر بوجهه، واتهامه بالكتابة المباشرة، اللامبدعه، ضيقة الأفق، وعدم الحديث عن كتبه ونتاجه وعدم دعوته للمحافل الثقافية العربية… لقد جرى ويجرى استنكار الأديب العربي الملتزم. بالمقابل فتحوا الأبواب والنوافذ على مصراعيها بالجوائز والمقالات الرنانة الفارغة على من هب ودب من الشعراء الذين لا يتمكنون الكتابة إلا وهم في حالة سكر، ولا ينطقون أدبا إلا من خلال ما تعكسه عليهم مخيلتهم المخمورة . فما عليك، يا صاحبي، كن أهبلا وأكتب حماقات هلوسة، كن أرعنا حتى، وستكون شاعرا يكتب عنك الدونيين. من هنا أردت أن أبين وعلى جميع الأصعدة أن وضع بغداد كعنوان لأكثر من كتاب شعري، وباللغة الفرنسية، مثل: مقبرة العصافير، بغداد حبيبتي، والعودة إلى بغداد، وبغداد سماء مفتوحة”، كل هذا هو نوع من الالتزام الأخلاقي والسياسي، فأنا كنت ولا زلت نقابيا في فرنسا، ومنظم في حزب يساري فرنسي، وأملك اليوم وسام شرف أكثر قيمة من الشعر، أقصد أعوام المنفى الطويل بسبب نضالي ومناهضتي للطغاة ،وأين ما وجدت، خصوصا تلك التي تربت وأكلت من ولائم مذابح الدكتاتورية المقبورة في العراق. علما أن مجموعة “بغداد سماء مفتوحة” رشحت إلى عدة جوائز أدبية في فرنسا وبلجيكا، وترجمت إلى الإنكليزية وستصدر العام القادم ضمن مختارات من نتاجي الشعري والنثري في أمريكا سيحمل عنوان بغداد حبيبتي، وقسم منها ترجم إلى الألمانية والأسبانية والعبرية. وأقول لك، أن سماء بغداد وعلى الرغم من كل ما جرى وسيجري هي صافية زرقاء من دون صدام وحاشيته!
 أدرجتك انطولوجيا الشعر الفرنسي الحديث لهذا العام ضمن شعرائها. على من يستند هذا التصنيف؟
لا شيء يجبر العاملين على انطولوجيا للشعر الفرنسي بوضع أو حذف شاعر ما. فهم ليس شعراء ومثقفين عرب، يتعاملون مع النتاج الإبداعي على أسس العشائرية والمحسوبية والصداقية العائلية، والوصايا السياسية. وهم بعيدون عن المصلحة الذاتية الضيقة الخ. هؤلاء لا يقلقون على وجودهم الشعري حينما يقيمون فكريا شاعرا ما، بخلاف ما نراه من كم لأنطولوجيات العربية والعراقية، التي ليس فقط تتنكر على حقوق المبدع، وإنما تلغيه من الوجود تماما، وذلك دوما على حساب “الطبطبة” على الأكتاف وضرب الثريد، وتجارة الخبث والربح المادي وطريقة “أكتب عني أولا ومن ثم سأكتب عنك”، وهي طريقة همجية تجعل المبدع الذي لا يفقه قواعد لعبتهم السمجة هذه، يموت مرات عدة، أكاد أقول يقتلوه عمدا وتكرارا. فلا الثقافة العربية ولا مثقفيها وصلوا إلى التقييم الأخلاقي في الأقل لما هو موجود حقا من نتاج فكري عربي، قد ذهب بعيدا بتجاوزه لتلك العقلية الجامعية الصحفية البائسة، “والتصفيط” اللغوي، الذي يسخر من عقلية القارئ.. أقصد من هذا، يتمكن الشاعر القادم من بلادنا أن يعيش خمسين سنة في محيط غربي، لكن تبقى آفاقه مردومة وعقله غير نشط وحتى أحيانا يصل إلى نوع من البدائية المقفرة، تراه حتى يفقد إنسانيته، ومرات كثيرة تجده معلنا وبنشوة مريضة هندسته الفكرية بكيفية اختياراته بين الجثث، ولا يفرق بين الضحية والجلاد، ولا يدرك أهمية حياة الناس والشعوب. بصراحة أيها الصديق، ما هو منعش للفكر وتطوره الثقافي بمفهومه الآدمي، أنني لا أعرف مؤلفي هذه الانطولوجيا، ولكنهم قرؤوني واختاروني، ولم يوقفهم لا أسمي العربي ولا مناهضتي العلنية في فرنسا لدكتاتورية صدام وموقفي ضد الحرب على العراق، ناهيك عن وقوفي اليومي هنا بتعرية الإرهاب ومسببيه الحقيقيين الذين يمزقون أجساد أهلي هناك في واد الرافدين، ويكاد يضرب حضارة الغرب.
فالمؤلفون لم يشطبوا على قصائدي الفرنسية بحجة أن هذا الأديب والشاعر هو عراقي منفي سياسيا، ويعلن الحرب على الحرب، ولم يضعوا خطا أحمرا على أسمي لأنه لا يمت بصلة بأسماء أبنائهم الحقيقيين وأدبائهم، فهم لا يتعاملون مع الشعر كما نتعامل نحن به في منهاج عقليتنا العربية ، ولا يقلقون على وجودهم الشعري والإبداعي “كشعراء وكتاب” حينما يختارون شاعر أخرا، ويتحدثون عنه بعيدا عن المصالح الآنية التي تفسد الإبداع الشعري. وحده النص وجمالية الشعر تعبيريا كما يبدو ما جعلهم يختاروني، وهذا ما كان في حسبانهم، وأن دل على شيء فيدل أن هناك آدميين بالعالم، وأن الثقافة بمفهومها الكوني لا زالت بعافية.
 ممكن أن تحدثنا عن مشاريعك وكتاباتك القادمة؟
ما هو مؤسف أيها الصديق، أن كتابي الروائي السردي “العودة إلى بغداد”، الذي كتبته باللغة العربية، ويتطرق إلى عودتي إلى بغداد بعد ثلاثين عاما من المنفى، لرؤية الوالدة والأهل، لم يصدر للآن، وقد رفضته دار المدى العراقية في سوريا بحجة أن الرقابة لا ترخص طبعه. علما أنه صدر باللغة الفرنسية وسيصدر باللغة الإنكليزية ويترجم حاليا إلى الألمانية. جاهز أيضا للنشر وبالعربية كتابين “وداعا يا جلادي”، و”لم يعد يتذكرني أحد هناك”، وهن كتب سردية روائية شعرية، وكتاب أخر، قصائد هذه المرة بالعربية، تحمل عنوان “أوهام الحضور”، ومجموعة كتبتها باللغة الفرنسية ولكني لا زلت أعمل عليها، وفيلم بالفرنسية سينتهي تصويره بعد أشهر في باريس، يتحدث عن تجربتي الإنسانية كعراقي منفي وشاعر وفنان مسرحي يعيش منذ زمن طويل في فرنسا.
—————————————————————————-
مجلة الفنون المسرحية – حاوره: موسى الخميسي – العربي الجديد

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *