نصاف بن حفصية لـ«البيان»: «أيام قرطاج المسرحية» تنبض بتحدي «أبو الفنون» للأزمات

 

نصاف بن حفصية

تطوّرت فنون عديدة مع الزمن وظهرت أخرى حديثة، لكن بقي المسرح، ذاك الفن الشامل المستقل بذاته والمحتضن لصنوف فنية عديدة، متربعاً على عرش الإبداع.

وفي تونس، يبدو أن مهرجان «أيام قرطاج المسرحيّة»، يرسخ مكانته البارزة، عاماً بعد آخر واحة أساسية للإبداع والفن، متحدياً سطوة الفنون الحديثة كافة، إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1983 كمهرجان دولي أسوة بـ«أيام قرطاج السينمائية» التي تأسست سنة 1966.الجائحة أثرت على استمرارية الأيام التي احتجبت لسنتين متواصلتين لتعود هذا العام بدورة أمل وإعادة الروح إلى المدرج. ومن المنتظر أن تشهد العاصمة تونس انتظام مهرجان «أيام قرطاج المسرحيّة» من الرابع إلى الثاني عشر من شهر ديسمبر القادم، لذلك عرضتهيئة المهرجان برنامج الدورة أخيراً.

مجهود جماعي

«عائدون بقوة»، هكذا استهلّت مديرة المهرجان نصاف بن حفصيّة كلمتها لـ«البيان»، مشيرة إلى أنها عودة بمجهود جماعي برعاية وزارة الثقافة والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية، وقالت: لأننا نحب الحياة، أنجزنا “زوم” على كورونا وما فعلته بالمبدعين والفنانين والمثقفين، فاكتشفنا أن المبدع مقاوم وأن الفن مقاومة وأن الفكر مقاومة، ومن هذه النقطة انطلق خط الدورة الحالية للمهرجان وهو «الفنّ وقت الأزمات» أين يكون المسرح فهو سلاح المقاومة. وتقول نصاف إن هذا الخط سيكون حاضراً في الندوات الفكريّة والورشات بهدف البحث خارج كلاسيكية العروض المسرحيّة، كيف يمكن للمسرح أن يخلق آليات جديدة للعيش والاستمرار. يشارك في هذه النقاشات 29 ناقداً عربيّاً من الهيئة العربيّة للمسرح.

100 مسرحيّة من 26 دولة تستعد لتقف أمام الجمهور التونسي الذي دأب، منذ عقود، على حضور المسرحيّات ومناقشة طرحها وأداء ممثليها والسينوغرافيا والإضاءة وكل تفاصيل العروض.

نصاف بن حفصيّة قالت لـ«البيان»: تم تقسيم المسرحيات إلى سبعة أبواب. وبالنسبة لعروض المسابقة الرسمية فعددها أربعة عشر . وتقول محدّثتنا إنه سيتم تكريم مصر كضيف شرف المهرجان. وتحتفي هذه الدورة كذلك بالفنان الفرنسي ميشال كورتومونش المعروف بكنية «صاحب الوجه المطاطي».

وتقول نصاف بن حفصيّة لـ«البيان» إن«فرقة مدينة تونس» هي الفرقة المسرحية المكرّمة في هذه الدورة نظراً لعراقتها وهي التي احتوت أكبر المسرحيين التونسيين وأثرت في المسار المسرحي التونسي منذ نشأتها سنة 1955. ختاماً، أكدت نصاف أنه سيعرض المهرجان مسرحيّات في السجون، ضمن العروض «السجنية» التي أصبحت تقليداً حميداً في المهرجانات التونسية، ويتم إعداده بشغف. لكنّ الفريد فيما يتعلق بمهرجان المسرح هو أن عدداً من السجناء سيعرضون مسرحيات بدؤوا في إعدادها وتمثيلها منذ سنة، تحت إشراف أساتذة مسرح في 14 سجناً، برعاية من وزارة العدل ومؤسسة السجون والإصلاح.

 

https://www.albayan.ae/

المصدر:

  • تونس – هاجر التليلي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …