ندوة زومية حول المسرح والعوالم الميتافيزيقية

 

 ضرورة التفرقة بين شعرية النص وشعرية العرض المسرحي
 الشعرية هي الأثر الذي يتركه العرض المسرحي كعمل فني إبداعي في ذهن المتفرج

خلال برنامجنا للأحتفال باليوم العالمي للمسرح، نظم المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح أكثر من عشر ندوات فنية وفكرية مسرحية، وبسبب تتالي أنشطتنا وضيق الوقت لم نتمكن من نشر ملخصات للكثير من الندوات المهمة ومنها ندوة شعرية المسرح والعوالم الميتافيزيقبة مع أساتذتنا د. رياض موسى سكران، د. آمنة الربيع، د. عمر عتيق، والتي عقدت يوم 27 مارس/آذار 2021 وعلى مدار أكثر من ساعتين تنوعت النقاشات مما يصعب تلخيصها لذلك ندعوكم لمشاهدتها على قناتنا يوتيوب وسوف نشير لبعض النقاط ولو بشكل مختصر.
يرى د. رياض موسى سكران – وهو أستاذ أكاديمي وناقد عراقي وتدريسي – أننا يجب أن نفهم قيمة الشعرية في الشعر والفنون بالقيمة الجمالية التي تؤثر على المتلقي وشده للعمل، وفي المسرح نوّه لضرورة التفريق بين شعرية النص وشعرية العرض المسرحي. ونفهم من كلامه أن شعرية المسرح درامية وجوهر الدراما وهي في المسرح تستعير من كل حقول الفن ولا تقتصر بحدود المسرح وتميل للفضاء المفتوح وهدم التقاليد برؤية فنية جمالية خلاقة ومدروسة وتناول مسرح الصورة للفنان المسرحي المعروف صلاح القصب كنموذج مدهش وصل مداه وتأثيره على المستوى العربي ونحتاج لدراسته والإستفاده منه.
شعرية المسرح لا تتوقف فقط بصور جميلة مصطنعة دون وعي جمالي للفن المسرحي ووجود إنزيحات وتعانقات ببقية الفنون وبوجد مخرج يكون مبدعا وفنانا مثل المخرج القدير د. صلاح القصب فقد كان يخلق لنا دهشة إنسانية تحمل وعيا وفكرا وجماليات بالحوار والسينوغرافيا والادوات والممثل.

nadwa
أجواء هادئة وأسلوب شيق

من جانبها أكدت الكاتبة والناقدة المسرحية العمانية أمنة الربيع على عدة نقاط أهمها أن مناحات الشعرية المسرحية تنفتح نحو التجريب، فالإشتغالات المسرحية في تشكيلها للفضاء والسينوغرافيا والرؤية الإخراجية، فكل العناصر تتلاحم بشكل شعري إبداعي، منوهة أن هذا الموضوع محط إهتمامات بحثية عالميا.
كما أكدت أن العرض الجيد والجميل يأتي من نص جيد، وموضوع الشعرية إجتهادات بدأت قديما مرورا بالمدرسة الشكلانية وتطورت مع تطور نظرة المخرج للنص وتأويلاته ولعل الإنفتاح الآن وما بعد الحداثة وهذا يضع الشعرية بمكان صعب في عجزنا عن تأطير نظريا وجعله محدودا وهنا أيضا قوته وجماليته التي تحتاج إلى مخرج يبدع ولا يصنع.
وفي مداخلته طرح د. عمر عتيق عدة طروحات معتبرا أن التحدي في ضبابية مسيطرة  وأعتبر الشعرية في المسرح والذي تعتمد على تلاحم وتكامل العناصر المسرحية، وبذلك فالشعرية هي الأثر الذي يتركه العرض المسرحي كعمل فني إبداعي في ذهن المتفرج، كما نوّه لضرور رصد التعانقات بين البعد المسرحي واللغوي والزمني والمكاني، وأكد أن الكثير من النقد والطروحات النظرية لا تزال زائبقية وضبابية.
ثم تواصل النقاش ليتناول محاور عدة مهمة مركزا أيضا على أهمية خلق مشاركة وجدانية والتوجة للفضاء المفتوح وحظيت تجربة مسرح صلاح القصب بنقاشات معمقة من د. رياض موسى السكران.  
وتأتي أهمية هذه الندوة لتركيزها ووجود أساتذتنا الذين أثروا الموضوع بطروحاتهم في أجواء هادئة وأسلوب شيق وعدة إستشهادات تفيد أي باحث وفنان يميل لهذا التوجه الجمالي البديع وهنا أدعوكم لمشاهدة الندوة وإليكم رابط المشاهدة.

 

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.