موريس ميترلنك والرمزية

وضاء قحطان حميد – مجلة الفنون المسرحية

 

حياته * 

هو موريس يوليدور ماري بالفرنسية ( 1862 _ 1949) . كان كاتب وشاعر بلجيكي يكتب باللغة الفرنسية . حصل سنة 1911 على جائزة نوبل في الادب  , بفضل أعمال 

كان الاهتمام منصباً فيها على مسألة الموت ومعنى الحياة , وتجسد ذلك في مسرحية 

العميان والطائر الازرق , حيث عاد الى بلجيكا واقام فيها طيلة حياته , بدأ حياته الادبية

بنشر ديوان شعر ( رواية الاميرة مالين ومذبحة الابرياء وبلياس ميليزاند ).

في عام 1901 يصدر كتابه حياة النحل وهو مؤلف نثري يمزج فيه الفلسفة والخيال

والتاريخ الطبيعي .

أهم مسرحياته *

( العميان _ المتطفل _ الخطبة _ الطائر الازرق _ بلياس وميليزاند  )

الرمز والرمزية *

كلمة الرمز في العصور الوسطى تحمل تفسيرات في الميثيولوجيا  في القرن التاسع عشر وحملت معاني كثيرة , فهي في اليونانية تعني ( قطعة الخزف ) اي من اناء الضيافة . والكلمة في اصلها مشتقة من الفعل اليوناني الذي يعني ( القى في الوقت نفسه ) أي 

يعني الجمع في حركة واحدة بين الاشارة والمشار اليه .

” فالشعوب تجد في الرموز وجوداً حاضراً دائماً يتمثل في المسيح , او الاربعة  الانجيليين , وسفينة الرسل والقيامة وهي مجسدة بطائر الفينيق . وكان الفلاسفة هيأوا ترميزية خاصة ( وهي نظرية في تأويل الاشارات على انها عناصر رمزية 

تعبر عن حضارة معينة ) لتفسير كثير من المعاني  لتلك الرموز ” (1) . وكتب الكاتب الجمالي ( جوفروا ) في الرمز عام 1822 ان الشعر ماهو الا ” 

مجموعة من الرموز حاضرة في الذهن , لجعله مهيأة لقراءة اللامرئي ” (2). ويذكر ( بودلير ) عن فن ديلاكروا على انه ” اللامتناهي في المتناهي ” (3) .

واما في نظرية السرياليين , فنجد انهم جعلوا من العقل الباطن معادلاً مساوياً  للبعد الميتافيزيقي الخيالي والذي هو ما بعد الطبيعة ” بحيث اقترب مسرحهم من 

مسرح الرمزيين واصبح الواقعي المنطقي المحسوس في نظريتهم هو الستار الذي

يحجب الحقيقة التي تكمن في عالم ما بعد المادة , وبينما سمى الرمزيون هذا العالم

عالم الحقائق الروحية , واسماه السرياليون عالم الحلم والرؤى الباطنية التي لا يتدخل فيها

الوعي ” ( 4) .

الرمزية مذهب من المذاهب النقدية المعاصرة وهو يقف بالمحل من الرومانسية وقد اطلق

على المذهب الرمزي بالرومانسية الجديدة .

” وعندما اتجهت الطبيعية  بزعامة ( اميل زولا ) الى الرمزية كان لذلك اسبابه الاجتماعية لكنه كان راجعاً ايضاً بالمنهج الخاص بالمذهب الطبيعي في حد ذاته ” (5) .

والحركة الرمزية بلغت اوج كمالها في المانيا عند ( فاجنر ) ” وانكلترا وخيالات ابسن 

ولا ريب ان الحركة الرمزية التي تقول الآن اشياء جديدة ” (6) .

ونشر البيان الرمزي في جريدة الفيكارو 18 ايلول عام 1886.

ويمثل هذا التاريخ هو الاعلان الرسمي للرمزية وفي فرنسا عند ( مالارميه ) .

نشأت المذهب الرمزي  *

” نشا المذهب الرمزي في فرنسا في الثمانينات من القرن التاسع عشر وانتهت قبل نهاية القرن ” (7) .

يقول ميترلنك  ان الدراما تعتمد على اللفظ وتصوير العواطف والفكرة ”  ان الدراما 

تتكون من ثلاث عناصر هامة هي 1_ جمال اللفظ 2_ التصوير الصادق لما يحدث

حولنا ومشاعرنا وعواطفنا 3 _ فكرة الكاتب عن المجهول وهي الفكرة التي تسيطر على الاشياء التي نخلقها ونتحكم فيها ” (8) .

وعكس الواقعيين اختار الرمزيون موضوعاتهم من الماضي وتجنبوا كل محاولة لمعالجة

المشاكل الاجتماعية او الاقتراب منها .

” وكان هدف الرمزيين الايحاء بحقيقة عالمية عليا لا تعتمد على المكان والزمان , ويأمنوا

بان الحقيقة لا يمكن أن تحدد منطقياً أو يعبر عنها عقلياً , ولهذا فالمسرحية الرمزية غامضة ومحيرة ” (9) .

ومن أهم كتاب الرمزية في فرنسا ( مالارميه وبودلير وفرلين ورانبو ) وفي بلجيكا 

الكاتب والشاعر موريس ميترلنك 1862_ 1849 ومن أهم مسرحياته ( العميان 

والمتطفل والخطبة والطائر الازرق وبلياس وميليزاند ) 

رواد المذهب الرمزي * 

1_ مالارميه 2_ بودلير 3_ فرلين 4_ رانبو 

1_ ستيفان مالارميه 1876

تأثر مالارميه بفلسفة ( شوبنهاور وهيجل وافلاطون ) ورفض الواقع القائم وان سر الكون 

خاوِ , فلا يستطيع الشاعر سوى الحديث عن هذا العدم , ويعتقد ان مهمة الشاعر ينحصر في عزل نفسه عن هذا العام المحيط , وفن مالارميه يصور لغة جديدة  “تتحرر من قواعد

تركيب الجمل وتمتزج  فيها الصورة بالحركة امتزاجاً رمزياً في اطار مسرح شعري ” (10) 

2_ بودلير 1830 _ 1870

والى جانب اسمي غوتيه وميترال , يعد اسم فلوبير وبودلير اكبر اسمين ادبيين في هذا الجيل , فهما يرتفعان فوق المدارس .

3_ فرلين 1860_ 1920

وضع فرلين مذهبه في قصيدته الفن الشعري 1884 من الشعراء المؤسسين للثورة الشعرية التي ” انتهت بالحركة الرمزية , واستطاع ( فرلين ) ان يوصل بين المناظر الطبيعية والنفسية والمشاهد التي يصنعها الانسان .

4_ رانبو 

يطالب رانبو الشاعر ان يكون عرافاً مناطاً به رفع الانسانية في مسيرتها ” نحو التقدم 

اعتماداً على الهلوسات الصرفة . وقد سمح رانبو للشعر أن يتدفق من ذاته دون الاهتمام 

بالوزن أو القافية , فلا توجد حالات شعرية مستقرة وثابتة على صعيد الشكل الفني , واخترع رانبو لغة شعرية يكون فيها المحسوس والمجرد مظهران لحقيقة واحدة ” (11).

ملخص لاحدى مسرحيات موريس ميترلنك ومثال على ذلك مسرحية الطائر الازرق

خلاصة المسرحية :

 ” تحكي المسرحية عن طفلان اسمهما ميتيل وتيتيل  ولهما جارة مكونة من ام وابنتها 

والابنة هذه مريضة بمرض فلا تستطيع ان تمشي وعلاجها بان تحصل وترى الطائر 

الازرق , فيسمعا الطفلان بامر هذه الطفلة فيقرران البحث عن هذا الطائر ويجلباه لها

حتى تستطيع هذه الجارة ان تمشي ويحققا لها امنيتها بان ترى وتلمس هذا الطائر الازرق

فيبدأن برحلة البحث عن هذا الطائر , اول مايبحثا عن هذا الطائر في المقبرة فيسألا المقبرة هل الطائر موجود عندك فتجيب كلا اذهبا الى الغابة , فيذهبا الى الغابة وعندما

يصلا يسألا الغابة هل الطائر الازرق موجود عندك فتجيب الغابة كلا فيقولا لها اين نجد

هذا الطائر فتقول الغابة لهما  كلا ليس موجود عندي بل اذهبا في حديقة السعادات حتماً

ستجداه هناك في الحديقة ؛ فيذهبا للحديقة ويسألاها هل الطائر الازرق موجود عندك

فتجيب الحديقة نعم , فيحصلوا على الطائر ويضعوه في قفص ويصلا الى جارتهما 

ومعهما الطائر الازرق فتراه وتلمسه وتشفى من مرضها ثم في النهاية يختفي الطائر” (12).

قائمة المصادر

1-هنري بيير , في الادب الرمزي , ط1, دار عويدات , 1981 , ص7 .

2-المصدر نفسه , ص 13 .

3-د. نهاد صليحة , المسرح بين الفن والفكر , بغداد : القاهرة , 1977, ص 94 .

4-ارنست فشر , ضرورة الفن , ترجمة : اسعد حليم , القاهرة , 1971, ص103 .

5-ادموند ولسون , قلعة اكسل , ترجمة : جبرا ابراهيم جبرا , بغداد , 1971 , ص24.

6-د. محمد مندور , الادب ومذاهبه , القاهرة , ص109 .

7- د. رشاد رشدي , نظرية الدراما من ارسطو الى الآن , دار العودة : بيروت , 1975, ص 128.

8-د. علي جواد الطاهر , الخلاصة في مذاهب الادب الغربي , بغداد , ص 53.

9-آنا بليكان , الرمزية دراسة تقويمية , دار المعارف , 1995, ص385 .

10-ف . ل سولنيه , الرومنطيقية  في الادب الفرنسي , ترجمة : أحمد دمشقية , دار عويدات ,1960, ص 130 .

11-آنا بليكان , مصدر سابق , ص131.

12- موريس ميترلنك , مقدمة  مسرحية الطائر الازرق , ترجمة : انطون حمصي , سوريا , 2000.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *