مهرجان دبي لمسرح الشباب «كان من المفروض أن تكون هناك» محاولة لإيقاظ المسرح

المهرجان يودّع عشاقه

«كان من المفروض أن تكون هناك» محاولة لإيقاظ المسرح

لم يسدل مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون، ستائر دورته العاشرة من دون التطرق إلى هموم المسرحيين وخشبة أبو الفنون، ليمثل عرض «كان من المفروض أن تكون هناك» ختام مسك المهرجان الذي اختتم فعالياته، أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بالممزر، على امل اللقاء مع تجارب جديدة في دورته المقبلة.

تجربة طلال المحمود في تأليف «كان من المفروض أن تكون هناك» بدت كأنها محاولة لإيقاظ الروح في المسرح، ففي العرض يحاول الورق أن يتحرك وأن ينطق بعد أن هجره الجميع، ذاك العمل تولاه غانم ناصر في الإخراج، فيما قدمته على الخشبة فرقة مسرح دبي الأهلي.

ورغم انقسام آراء النقاد حول العرض خلال الندوة التطبيقية التي أدارتها الفنانة بدرية أحمد، بحضور المؤلف والمخرج، إلا أن اجماعهم كان على أداء الجوقة الفنية التي صاحبت العرض، حيث رأى فيها الجميع طاقات شابة واعدة، مانحين إياها بطولة العمل بالكامل لما أبدته من انسجام واضح أثناء الأداء، لتبدو الإشكالية واضحة في طبيعة الأدوات الإخراجية التي امتلكها غانم ناصر، ورؤية طلال المحمود في النص.

رؤية وطرح

ناجي الحاي في مداخلته لم يخف إعجابه بالعمل الذي قال إن أهم ما فيه يتمثل في «الرؤية والطرح» مشيراً إلى أن النص جاء حاملاً لفكرة مفادها أن الشباب يتطلعون إلى مسرح مختلف، لا يعترف بالطرق التقليدية التي دأب عليها السابقون، وقال: «الشباب في هذا العرض عبروا عما في داخلهم، وقد لمست روح الانسجام في الأداء خاصة بالنسبة للجوقة الفنية»، ونوه إلى أنه شعر بأن العرض اتكأ على مشاهد من عروض أخرى.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه بعض النقاد أن العرض جاء غارقاً بالمحلية، متمنين أن يذهب نحو مناطق أخرى في المسرح حتى وإن كان الاتجاه عالمي، خاصة ان المخرج اعتمد على تقنية «مسرح داخل مسرح»، وهي بحسب محمود أبو العباس تقنية ليس من السهل التعامل معها.

مبيناً أن النص تضمن اشكالية واضحة، وأنه أعطى كل ما لديه خلال الدقائق الأولى من العرض، ليبدأ بعد ذلك بلملمة نفسه، متفرعاً نحو مناطق أخرى، لم يتمكن المؤلف من السيطرة عليها. أبو العباس أشار إلى أن المؤلف بنى النص بالكامل على شكل العرض.

وقال: هذه الطريقة من شأنها أن تقلل من فكر المؤلف، رغم أن طلال المحمود يعد صاحب فكر شبابي متجدد، منذ تجاربه الأولى مع عبدالله المناعي. وأضاف: الإشكالية التي وقع بها العرض تكمن في فكرته العامة التي استندت إلى موضوع مفتوح وهو ما أحدث نوعاً من الرتابة في المشهد والكتابة، وبالتالي عدم وجود تطور يذكر في الحدث.

وتابع: اعتقد أن طلال أراد أن يشاكسنا في هذا العرض، من خلال فكرة أن الجمهور يتطلع إلى مسرح كوميدي، ولم يعد يكترث بالمسرح الجاد، مطالباً المحمود بإعادة النظر مجدداً بالنص.

حالة إبهار

الممثل أحمد رجب اثنى بدوره على أداء الجوقة الفنية التي قال إن العرض من دونها لم يكن ليكتمل، حيث بدت الجوقة منسجمة في روحها، الأمر الذي مكنها من احداث حالة إبهار على الخشبة.

ونوه إلى أن المخرج استخدم سينوغرافيا مبهرة وكان لديه «ثرثرة في الإضاءة»، الأمر الذي أحدث «تشويشاً» في تقديم فكرة العرض التي جنحت في النهاية إلى المباشرة، مفضلاً في هذا السياق، لو أن العرض جنح ناحية الرمزية.

اعتراض حسين الأنصاري كان على أصوات الممثلين، قائلاً: «من الواضح أنه لم يتم الاشتغال على أصوات الممثلين في الربع الأول من العرض، فقد بدت أصواتهم خافته، ليختلف مستواها بعد ذلك»، مبرراً أن المشكلة قد لا تكون في الممثلين أنفسهم وإنما في أنظمة الصوت الموجودة في الخشبة نفسها.

———————————————————————-

المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  غسان خروب – البيان

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *