معهد دراما بلا حدود الدولي في ذكراه السنوية محطات رائدة وعطاء مستديم-بقلم : عـبــاســيــة مـــدونــي – الــجــزائــر

 

 

 

معهد دراما بلا حدود الدولي في ذكراه السنوية

محطات رائدة وعطاء مستديم

 

 

     في ظل عديد التحديات المرفوعة ، والرهانات الشاخصة في عالم العنكبوتية ، ثمّة عطاءات فنية بلمسة إنسانية تطلّ من شرفة البذل والتضحيات ، إنجازات شاخصة أسست لمراحل ثابتة ضمن برامج ، ورشات ومحاور عديدة في باب التنمية البشرية عن طريق الفنون .

 

جميع البرامج الورشات كانت تحت جناح معهد دراما بلا حدود الدولي ألمانيا مع المدير العام والمؤسس الدكتورة ” دلال مقاري باوش” التي ترفع التحديّات دوما وتؤمن بالعطاء الإنساني اللامحدود نحو تحقيق عالم من الرقي والاكتشافات التي تبحث في ذات الإنسان عن طريق أنجع السبل وأقدرها تعبيرا ألا وهي الفنون التي تعدّ المحفّز الأول والأخير لمدّ جسور التواصل ، تلاقح الأفكار وإحداث الفارق ببعد إيجابي يضمن لهذا الإنسان شرعية وجوده وانتمائه الى عالمه الذي يصنعه بشغف وحبّ ، بإبداعه ونظرته تّجاه الحياة .

 

 

يوم 25 من الشهر الجاري ستوقد شمعة الاحتفاء بذكرى تأسيس معهد دراما بلا حدود ، الذي ترعاه رابطة جامعات ومدارس ( فاو  ها  إس ) الألمانية ، واتحاد الصداقة الأوربية العربية والأكاديمية الكاثوليكية ، وتترأسه الدكتورة ” دلال مقاري”  عربيّة الأصل وشرقية الموطن ، حائزة على الدكتوراه الدولية تحت مسمى ” سينوغرافيا المشهد بين خيال الظل والسينما ، في أعمال ساحرة المقص ، لوته رايننفر”  ألمانيا ، هولندا وأوكرانيا 2013 ، وأستاذة المسرح الشرقي ، خيال الظل بألمانيا ، كما تعمل مدربة لعبة الدمى على مستوى مراكز تأهيل الشباب، والتي بدورها ترفع التحدّي الأكبر ضمن ورشاتها المتعدّدة ضمن المختبر المسرحي في شكل ورشات ودورات عبر العالم العربي والأوربيّ في مجال الدراما والفنون وكل ما يندرج تحتهما من سحر وإبداع ، استكشاف للقدرات والمواهب مع فتح مجالات الدعم والتشجيع .

 

في ذكرى الاحتفاء بتأسيس المعهد ، جمعنا لقاء مع الدكتورة ” دلال مقاري باوش ” المدير العام والمؤسس للمعهد ، حيث أجابت عن أسئلتنا واستفساراتنا في ضوء مسيرة المعهد ، حجم التحديات المرفوعة والآفاق الواعدة ، وفي سؤالنا الأول :

س 1سيدة دلال باعتباركم ضليعا في التمنية البشرية ، ما يمكنك إضافته أكثر لمسارك الحافل ؟

 

الدكتورة دلال :  

قد لا تكون التنمية البشرية بشكلها المعاصر ما يشكل هوية منهجي في التنمية والتعليم وإعادة تأهيل الفرد ، فأكثر ما أخشاه هو الوقوع في الكليشيهات ! حيث أوجدت لنفسي بعد سنوات التجريب الطويلة شكلا ومضمونا من الأداء في التعامل مع أهدافي التي تسعى إلى الارتقاء بالفرد عبر الفنون لما فيها من أثر إيجابي على روح الفرد وتحفيزه ودفعه إلى التغيير .

 

 

مازالت الطرق أمامي طويلة ، ومازال حلمي في تطوير إمكانيات الفنون لتكون قادرة على الدفاع عن كرامة الإنسانية والمساهمة في نشر القيم السامية وترسيخ ثقافة

الحوار ، حيث أطمح إلى امتداد منهجي على نطاق واسع ، لمساعدة الفرد بالبحث عن الذات وإعادة تأهيلها وإدماجها الإيجابي الفاعل في مجتمعاتنا .

 

س 2تعتبرين الأمّ الروحية لمعهد دراما بلا حدود ، عودة الى مسارك وعطاءاتك ، ماذا حقق لك المعهد وما الذي نقشته ؟

 

الدكتورة دلال : 

 

أسعى من خلال حلمي ( البكر ) معهد دراما بلا حدود إلى مد جسور الشراكة والانفتاح على الآخر ، الذي يؤمن بحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ، ويؤمن بالتعددية الفكرية وحقوق الطفل والمرأة والانتماء للبشرية الطامحة إلى البناء والتغيير ، انطلاقا من هذه الأهداف انطلقت بتجربتي في معظم الدول العربية لأختبر أدواتي ومنهجي البحثي وقد أضافت لي كل تجربة عصارة من الخبرات والدروس التي بلورت برنامجي في إعادة تأهيل الفرد ، وأعتقد أنني قد قدمت نموذجا جديدا من التعليم والتنمية الرحالة بين المدن والبشر لتستفيد من تلاقح الخبرات لصالح الفرد والمجتمع .

 

س 3- نحن نحتفي بذكرى تأسيس المعهد على الرغم من أنه رأى النور منذ 2003 ، في ضوء هذا كيف تختصرين لي رحلة البذل والعطاء ؟

 

الدكتورة دلال : 

 

هل أقول أن المشروع قد بدأ قبل 2003 بسنوات ؟ حينما كنت أمارس نشاطاتي الفنية والإنسانية ضمن مؤسسات عربية وأجنبية مثل الأونروا واليونسيف ، فخلال تلك البدايات تشكلت الرؤية ، وتبلورت الرغبة لتقديم شكل جديد من العمل الذي يسعى إلى تحسين حياة الفرد ، وعلاقته بذاته ، والمجتمع من خلال إعادة إنتاج الذات والأدوات بمعايير حديثة .

 

وفي 2003 مع بداية عملي الوظيفي في رابطة ( فاو ها إس ) الألمانية تبلورت أهدافي تحت عنوان المختبر المسرحي ، الذي شكل أهم قاعدة لتأسيس معهد دراما بلا حدود برعاية غير مشروطة منذ البدء من الرابطة الألمانية ، وخلال سنوات من العمل في معظم الدول العربية سعيت إلى تقديم خدمات في التدريب النفسي والجسدي عبر الفنون ، وفقا لاحتياجات كل منطقة لتطوير مهارات الفرد والارتقاء بالفنون لتكون قادرة على خدمة الفرد والمجتمعات الإنسانية .

حيث شملت ورشات المختبر المسرحي برعاية الرابطة الألمانية ( كل الشرائح المهمشة ، وحالات التشرد والإدمان وضحايا العنف ، وذوي الاحتياجات الخاصة والمسرحيين والمهتمين ) ، وصولا الى لحظة الإعلان الرسمي عن تأسيس معهد دراما بلا حدود خلاصة المختبرات والتجارب الفاعلة والمكثفة طوال سنوات .

 

س 4- تخرج من المعهد مئات الطاقات والمواهب ، كيف تتمّ رعايتكم لها على

         مدار سنوات ؟

 

الدكتورة دلال :

 

    يسعى المعهد إلى احتضان ورعاية طلابه وخريجيه ، بتأمين فرص عمل في بلادهم ضمن الاختصاصات التي يمتلكونها ، وتقديم المنح الدراسية لخريجي المعهد المتفوقين والحاملين لرسالة إنسانية تنسجم ورؤية المعهد وأهدافه السامية ، ويحرص المعهد على دوام التواصل بينه وبين طلابه وخريجيه ، للمتابعة والمشاركة والتحفيز .

 

س 5 – ما يميز مسيرتكم الاهتمام بفئلت من ذوي الاحتياجات الخاصة ، باختصار ماذا تعني لكم تلكم الفئة ، وهل من مشاريع تخصها ؟ 

 

الدكتورة دلال :

 

يعتبر التأهيل الجسدي والنفسي لذوي الاحتياجات الخاصة من أولويات المعهد ، حيث شهدت رحلة المعهد برامجا مهمة على هذا الصعيد ، ولاقت الاهتمام والنجاح لجهة إعادة الثقة لذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة إدماجهم الفاعل والإيجابي في المجتمعات ، وكأعضاء في معهد دراما بلا حدود نسعى لأن يكون بيننا مدربين من ذوي الإحتياجات الخاصة لتعزيز دورهم في التنمية والتغيير والبناء .

 

وقد شهدت تجربة المعهد العديد من ورشات التأهيل في هذا الإطار وآخرها في جمهورية مصر العربية حيث قدمنا مشروع بعنوان ( إرتجالات على وتر مفقود ) وهي تجربة في الرقص العلاجي .

 

 

 

 

 

 

س 6ما هو البرنامج المسطر لاضاءة شمعة المعهد ، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار  

        وضعكم الصحي ؟ 

الدكتورة دلال :

 

وددنا الاحتفال بذكرى تأسيس معهد دراما بلا حدود لهذا العام وفق برنامج شامل ، برعاية رابطة ( فاو ها إس ) الألمانية وإتحاد الصداقة العربية الأوروبية وأصدقاء وأعضاء معهد دراما بلا حدود ، وقد شمل البرنامج المقرر ( الإعلان عن برنامج  أنشطة المعهد القادمة ـ عرض مونودراما بعنوان : حكاية مدينة بين ظل ونور ـ وافتتاح معرض بعنوان : وجوه ) ولظروف صحية طارئة تم تأجيل احتفال المعهد المقرر، وخاصة وأن الأعمال الفنية المدرجة في البرنامج هي من توقيعي ،  وسينتقل برنامج الاحتفال رمزيا على صفحة المعهد ( فيس بوك ) حيث سيشارك طلاب من الوطن العربي بهذه المناسبة عبر إنتاجياتهم الإبداعية .

 

 

وعليه ، يعتبر معهد دراما بلا حدود الدولي مبادرة عالمية رائدة وواسعة الأفق نحو ترسيخ القيم الإنسانية عن طريق الفنون ، نحو تحقيق الأمان ونشر مبادرات السلام ، فتح المجال أمام الشرائح مهما تباينت نحو فكر خصب وناضج ، وضع الأيادي على إنسانية شاملة وحقّة ضمن إطار فاعل وتفاعليّ خصب ، هذا ويعدّ الاحتفاء بذكراه تأكيدا على نبل الرسالة والإصرار على الاستمرار والمضيّ قدما نحو تحقيق التواصل الإنساني والحضاري بلغة الفنون ضمانا لاستمرارية الرحلة وشرعية الأحلام .

 

 

بقلم : عـبــاســيــة مـــدونــي – ســيـدي بـلـعـبـاس – الــجــزائــر

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *