مصافحة مع مخرج مسرحية “صابرة” الفنان مكرم السنهوري حامد محضاوي

 

 

ما بين مقاومة المستعمر و الحب تتولد الحرية و الإستقلال و تنتصر إرادة الحياة. مسرحية “صابرة” إرتحال في نشوة التراث و حمل للقضية الوطنية و سير عشق لا ينتهي، ثلاثية تمازجت عبر مشروع جمالي إبداعي أتم صورة البهاء في أداء عمل مسرحي فرجوي قائم الأركان و المضامين. في هذه المصافحة نلتقي مخرج العمل مكرم السنهوري عبر موقع الهيئة العربية للمسرح للحديث أكثر حول هذا العمل الوليد. –

1-ماذا أراد أن يقول مكرم السنهوري من مسرحية صابره؟

مسرحية صابرة قراءة كلاسيكية لحدث تاريخي مهم، و هو معاهدة باردو بين فرنسا و محمد الصادق باي، و ما تلاها من ثورة شعبية وطنية. ترصد المسرحية رد فعل القبائل في الجنوب التونسي على المعاهدة و رفضها لأنها تشرع للاستعمار المباشر , صابرة هي حكاية عشق بين بشير فارس النجع الذي جعلته الحرب ضد المستعمر طريدا بعيدا عن حبيبته صابرة , الحب الصغير لا يصمد امام نداء الوطن و الذود عن سيادته ,غير أن حب الوطن و العشق أقوى من سياط الجلادين, ينتصر الحب على الكراهية، و ينتصر النور على الظلمة، يولد كل يوم وطن جديد. أسميناه في مسرحيتنا فجر الوليد المحرر المريد و حامل راية الاستقلال التي نريد، و كم نحن اليوم في حاجة لوطن يوحدنا، لا أحزاب و لا طوائف تفرقنا. هذا الخطر الحقيقي الذي تعاني منه تونس اليوم، و قد يكون باب لتسرب النفوذ الاستعماري من جديد مباشرا كان أو متسترا تحت عنوان نشر الديمقراطية في الدول الفتية.

2-ماذا لو تضع لنا العمل في إطاره التعريفي؟

يهدف مشروع صابرة لتدوين الموروث الشعبي من أغاني و أشعار و حكايات الأجداد و أساطير البادية التونسية، هذا عبر تصويرها و نقلها من خلال عمل مسرحي فرجوي، و هو ما يساعد على حفظها حية نابضة بالديمومة و الحركة و يساعد على بثها أمام الناس و إذاعتها بصورة كبيرة. قدمت مسرحية صابرة مؤخرا أمام لجنة الشراءات بوزارة الشؤون الثقافية. عمل من انتاج فرقة بلدية دوز للتمثيل لسنة 2017 بدعم من صندوق التشجيع على الانتاج الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية. دراماتورجيا و اخراج الأستاذ مكرم السنهوري، و من أشعار الشاعر المبدع الناصر عون، و سينوغرافيا الفنان التشكيلي شرف الدين بنعلي، ألحان الموسيقار الحبيب مدس، إدارة إنتاج و مساعد مخرج الفنان منصور الصغير، تمثيل الناصر عبد الدائم و بلقاسم بلحاج علي و رماح السنوسي و سلوى الشيباني و محمد الأزرق و مكرم السنهوري و هادية عبيد و محب الصغير و عماد بناجي و لطيف بنعمر, قاما توفيق الصغير و الكيلاني فرج بالإدارة التقنية.

3-من خلال عرض المسرحية كيف طالعت كمخرج ردود فعل الجمهور و المختصين؟

قدمت المسرحية في عرضها ما قبل الأول في دار الثقافة محمد المرزوقي بدوز. كان لقاء المسرحية الأول مع جمهور متابع دائم للحركة المسرحية التونسية، و كان نجاح العرض ملفتا من خلال سيل المقالات التي كتبت بعد العرض من طرف الكثير من المختصين في الأدب الشعبي و الفنون بمدينة دوز.

-4كيفية الترويج للعمل و العروض القادمة؟

تستعد هذه الأيام فرقة بلدية دوز للتمثيل لترويج العمل على أوسع نطاق في ولاية قبلي عبر دعم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالجهة في المهرجانات الرمضانية و الصيفية. هذا و سيكون جمهور دوز على موعد مع سلسلة عروض بدار الثقافة محمد المرزوقي و ساحة الفنون بسوق دوز بداية من منتصف شهر جوان القادم، من ثم ستكون لها جولة وطنية تقودها إلى العاصمة و بقية المدن التونسية .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *