مسرح عالمي: “الرجال البيض الصِّرف” تجربةً منفّرة.. وحادة

تبيّن الكاتبة المسرحية الآسيوية يونغ جين لي ضمناً، بكتابتها ” الرجال البيض الصِّرف “، أن الذكور البيض الصِّرف لم يعودوا الأغلبية المهيمنة على نحوٍ مؤكد، وإنما هم أقلية جديدة تحت التفحص الدقيق، وفقاً لمايكل بيلون الذي أجرى هذه المقابلة مع الكاتبة.

وتُعد لي واحدة من أشهر المخرجات المسرحيات المعاصرات في أميركا. وقد قدمت عملها في بروكسل مراتٍ عديدة من قبل. وغالباً ما يكون عملها، من الناحية الشكلية، تجربةً منفّرة، وحادة، وهزلية قليلاً في العادة أيضاً. أما من ناحية المضمون، فإن لي تميل إلى موضوعات مثل الأقليات والهوية، سواء كانت تعالج النساء، كما في ( عرض أنثوي بلا عنوان )، السود ( الشحنة The Shipment )، أو المهاجرين الكوريين ( أغاني التنانين الطائرة إلى السماء ). والكاتبة والمخرجة، التي هي نفسها ذات تراث كوري، تبحث في موضوعتها إلى جنب آخرين مختلفين لديهم معرفة جيدة بهذا الموضوع.

وقد أحضرت لي، هذه المرة، أربعة رجال ــ أب وثلاثة أبناء ــ لمناقشة ” الطبقة الحاكمة ” القديمة من الرجال البيض الصرف، التي تُصبح تدريجياً أقليةً. وهي تقوم بهذا في شكلٍ طبقي نسبياً، بمعاييرها هي في الأقل، لأنها تعتقد بأن هذا أكثر ملاءمةً. وتعلّق يونغ جين لي على ذلك قائلةً: ” إن جزءاً من تجربتي مع هذه المسرحية كان تجربة شكل مسرحي قديم ذي تركيب تقليدي، كما لو كنتَ تتفرج على معرض في متحف تاريخ المسرح. و قد فكرتُ أنه سيكون من المفيد استخدام ذلك لأنه شكل خلقه وطبقه كتّاب ذكور بيض صرف لسرد قصة ذكور بيض صرف. وفي المسرح الأميركي، فإن هذا التركيب ما يزال ينطوي على عنصر مناسب له بسبب مألوفيته. وحتى حين يكون مليئاً بالإجرام والخداع، فهناك على الدوام تحرير وتطهير للمشاعر في الآخِر. لكنني كنت مهتمة جداً بأن أرى كيف يمكنني التعامل بذلك الشكل التقليدي عن طريق حذف بعض معالمه الدراماتيكية التقليدية: ففي مسرحيتي ليس هناك إيحاء بسفاح قربى، ولا أحد يحاول قتل نفسه أو شخصٍ آخر. لكنه إن كان في النهاية فظيعاً، فإنه ليس فظيعاً بطريقة مريحة أو مُرضية، وإنما بطريقة عقيمة مثيرة للكآبة كلياً “.

* وهكذا فإن الشكل يتبع المضمون، حين يعاني الرجال البيض الصرف من نفس عبء التوقعات كهذا الشكل التقليدي القديم؟

– أجل! إن المسرحية تدور حول مثال هذا الذكر الأبيض الصِّرف في العمل. النموذج الغالب من الوجود البشري حيث عليك أن تكون البطل، عليك أن تتصرف، تتغلب على العقبات، و تحصل على ما تريد. إن ذلك النموذج من الخروج، التصرف، العمل بطريقتك أنت، والنجاح مغروس عميقاً في الثقافة الغربية التي يتأثر بها الجميع. وفي الوقت نفسه، نرسل إلى الرجال البيض الصرف أنفسهم رسالة بأن عليهم التنازل، أن يكونوا أهدأ، أو يسكتوا.

* قلتِ، في مقابلات سابقة، أنك قبل أن تبدئي بكتابة مسرحية تسألين نفسك ما آخر نوع من المسرحيات ستفكرين بكتابته على الإطلاق. لماذا أثبت ذلك أنه ستراتيجيا جيدة لإنتاج المسرحيات التي تجلب لك النجاح؟

– عندما بدأتُ لأول مرة ككاتبة مسرحية، كنت أريد أن أكتب النوع الذي أُعجب به من المسرحيات. ولهذا انتهيت إلى محاكاة المسرحيات التي يكتبها غيري. لكني أخذت درساً تجريبياً في الكتابة المسرحية آنذاك مع ماك ويلمان في كلية بروكلين، الذي طلب مني أن أكتب أسوأ نوع يمكنني التفكير به من المسرحيات. وقد جعلني ذلك أتجه أوتوماتيكياً ضد كل الاتجاهات ومهما كان ما يفعله غيري. وأصبح ذلك مفتاح الطريق السليم لي. 

—————————————————————-

المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  Agenda-  ترجمة المدى 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *