مسرحية غير كاملة بعد ثمانين سنة من مقتل لوركا ترجمة: نجاح الجبيلي

كتب لوركا فقط الفصل الأول من العمل المكون من ثلاثة فصول والمعروف في ذلك الوقت بـ “مسرحية بلا عنوان” حين قتله الفاشست في ساحة الموت بالقرب من غرناطة في آب عام 1936.
بعد ثمانية عقود فإنّ كاتباً مسرحياً إسبانياً آخر هو “البرتو كونخيرو” أخذ على عاتقه إكمال ما تركه لوركا فأضاف فصلين إلى المسرحية التي تعرف الآن بـ “حلم الحياة”.
يدور العمل في مسرح تمثل عليه مسرحية “حلم ليلة منتصف صيف” لشكسبير، ويصف ثورة تعم الشوارع في الخارج وداخل مبنى الاجتماعات نفسه. ثم ينتقل الحدث إلى معرض للجثث المجهولة في حفرة بالمسرح وأخيراً إلى الآلهة في السماء.
يردد كل من عنوانها وثيماتها صدى اثنين من مسرحيات كالديرون، أستاذ المسرح في العصر الذهبي بإسبانيا، هما”الحياة حلم”، وأحد أعماله الدينية “مسرح العالم الكبير”.
يقول كونخيرو بأن المسرحية يمكن أن تعد الجزء الأخير من سلسلة لوركا السريالية التي تضم مسرحيتي “الجمهور” و”حين تمر السنوات الخمس” إذ لم تفقد حسها السياسي على الرغم من ثغرتها الإبداعية.
ويضيف في تصريح لصحيفة الغارديان :”إنها مسرحية حول دور المسرح حين يواجه طارئاً اجتماعياً لكنها أيضاً تشير إلى الحاجة للرواية والشعر في عالم مدمّر”.
وقال بأنه على الرغم من أنه مهووس بالمسرحية لعدة سنوات إلا أن الموقف السياسي حثّه على اتخاذ القرار بنشرها :”إنها تحقق دور المسرح في أزمان الأزمات الاجتماعية ووسط صعود التعصب وأشعر أنها ضرورية الآن”.
ويتردد كونخيرو في وصف عمله في المسرحية كفعل من الإكمال ويؤكد بأنها أكثر من مجرد عمل في التخمين الخيالي”.
“لا اعتقد ان (الانتهاء) هي الكلمة المفضلة، إنها أكثر من حوار مع صوت فدريكو وتتبنى ذلك الدافع. لقد صنعت قطعة جديدة لكن في مركزها مسرحية لوركا “مسرحية بلا عنوان”. لم أمسّ فاصلة من فصله المسرحي”.
وبينما يلتصق كونخيرو بشكل محكم ومحترم بخطط لوركا الأصلية للمسرحية بدراسة المقالات من أولئك الذين عرفوه، فإن أخبار توليه لها أعاد إثارة جدل مألوف حول مصير الأعمال غير المكتملة.
يقول”حاولت أن أبقي الكتابة بعيداً عن أعين العامة لكن هناك شيئاً من الجدل لحق الإعلان. الأمر الأسوأ اعتبار لوركا إلى حد ما غير قابل للمسّ. عمله أكثر نشاطاً مما سبق وهو تحرٍّ للأجساد والأصوات والآفاق الجديدة”.
يعدّ كونخيرو المشروع، الذي يرعاه القسم الثقافي في حكومة مدريد الأقليمية ،كهدية وفرصة “لتعيين شعرية استثنائية جيداً”.
يقول :”كتابتي للمسرحية أصبحت تمريناً للحب والاعتراف بديني كمؤلف وصغري بالمقارنة مع الأصل”.
ويضيف :”على أية حال من يريد أن يكتشف (مسرحية بلا عنوان) كما تركها لوركا يمكن دائماً أن يفعل. لم أرسم على القماشة”.
وسوف ينشر النص في السنة القادمة والأداء الأول سيكون في 2018.
في الوقت نفسه، فإن كنخيرو واثق تماماً بأن شريكه المتوفى منذ مدة طويلة سوف يشيد بجهوده.
ويختتم حديثه “كان فدريكو شخصية متنورة مندفعة عبر كل لحظة للحياة، لأنه كان يمتلك حساً واسعاً بالموت. اعتقد أنه سيكون سعيداً حين يعرف بأنه مازال ضرورياً ومحبوباً”.

المصدر _ المدى _ محمد سامي مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *